الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يترأّس قداس الأحد الذي يلي عيد الميلاد المجيد

 
 

    في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد ٢٨ كانون الأول ٢٠٢٥، ترأّس غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، قداس الأحد الذي يلي عيد الميلاد المجيد، والذي احتفل به الخوراسقف الجديد حبيب مراد، وذلك على مذبح كنيسة القديس مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف - بيروت.

    شارك في القداس الأب كريم كلش، وجمع من المؤمنين.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "قد رأينا نجمه في المشرق وجئنا لنسجد له"، تحدّث الخوراسقف حبيب مراد عن "هذا الزمن الحلو الذي لا نزال نعيش فيه الفرح بعيد ميلاد ربنا يسوع المسيح بالجسد، هذا الزمن المبارك الذي هو قمّة الفرح، والذي نراه في هذا الإنجيل الذي قرأناه بحسب القديس متّى، أنّ المجوس حين وصلوا، فرحوا فرحاً عظيماً جداً إذ عاينوا يسوع".

    ولفت إلى أنّنا "إذا تأمّلنا ببساطة في هذا النصّ الجميل جداً الذي هو في صلب نصوص الميلاد، نرى المجوس الذين هم علماء مثقّفون جداً، أتوا من بلاد فارس البعيدة جداً، وقضوا بالسفر أيّاماً وليالٍ طويلة جداً، وهم يفتّشون، لأنّهم رأوا في الحسابات الفلكية أنّ هناك ملكاً مميَّزاً سيظهر، وهم يحاولون الإهتداء إلى هذا الملك. ونرى كيف أنّ ربنا دبّر هذا النور، هذا النجم الذي سار معهم وأوصلهم إلى حيث هذا الملك موجود، هذا الطفل الإلهي".

    ونوّه بأنّه "لم يكن هؤلاء المجوس يفكّرون بأنفسهم وبتعبهم، بل كان كلّ همّهم أن يعاينوا هذا الملك العظيم. ولما وصلوا إليه، رأوا طفلاً صغيراً فقيراً موضوعاً في مذود للحيوانات، ماذا هذا الذي يرونه؟ ما هذا الملك؟ إنّه بسيط ووديع جداً. لم يقولوا: لقد فكّرنا وبحثنا، ونحن متعَبون جداً، ونريد أن نجد ملكاً، فانظروا ماذا رأينا. إنّما خرّوا وانحنوا وسجدوا، وفتحوا كنوزهم، وأهدوه من أفخم ما عندهم، ذهباً ولباناً ومرّاً. وضعوا حياتهم كلّها أمامه، وضعوا كلّ قلبهم أمامه، سلّموا له حياتهم. ونحن الذين آمنّا بالرب، وأعطانا هذه النعمة أن نعاين نوره، النور الذي يشرق من مذود بيت لحم، النور الذي يضيء، كما يقول الأنبياء ويؤكّد يوحنّا في الإنجيل: النور يضيء في الظلمات، والظلمات لا تدركه".

    وشدّد على أنّنا "نعاين هذا النور في حياتنا، ونعاين يسوع موجوداً معنا في كلّ لحظة، هذا النور الذي لا يستطيع أحد أن يسرقه منّا، لكن هناك شرط واحد: أن نسلّمه قلبنا وحياتنا. وفيما نسلّمه قلبنا وحياتنا، فلندَعْه هو الذي يضيء، وليس نحن، ولا أيّ شيء آخر في حياتنا، بل هو فقط. وحينها نستطيع أن نكون حقّاً تلاميذه، ونعيش فعلاً فرح ميلاده، ونقدّم له كنوزنا".

    وتأمّل بتقديمات المجوس للطفل الإلهي: "المجوس قدّموا له الذهب، قدّموا له مملكتهم كلّها بعظمتها، قدّموا له اللبان، البخور، اعترفوا بألوهيته، وقدّموا له المرّ كنبوءة عن آلامه وموته. قدّموا له كلّ شيء: الفرح، الألم، العظمة، الحياة برمّتها، وضعوها كلّها بين يديه، لأنّهم فرحوا فرحاً عظيماً جداً، ووثقوا أنّ هذا هو الخلاص. أمّا هيرودس الملك، فكان قد طلب منهم أن يخبروه عن مكان هذا الطفل، بحجّة أنّه يودّ أن يذهب ويسجد له. في حين أنّ المجوس، وبعد أن ظهر لهم الملاك وأوحى إليهم أن يذهبوا في طريق أخرى، تبيّن لهم أنّ هيرودس كاذب، وطلب منهم الملاك ألا يفكّروا بهذا الملك، بل أن يفكِّروا فقط بالإله الذي وُلِدَ، والذي أتوا ورأوا مجده وسجدوا له وقدّموا له هداياهم، كي يقدّموا له حياتهم بأسرها".

    واعتبر أنّنا "نحن، مع المجوس اليوم، كما كنّا مع الرعاة منذ يومين، اليوم مع المجوس نقدّم حياتنا للرب، ونقول له: يا ربّ، أنتَ أنِر حياتنا، أنتَ اهدِنا، لا تجعلنا نهتدي بأنفسنا، بل نهتدي بك. مار أفرام السرياني، ملفان الكنيسة الجامعة، يقول ما ترجمته: إنّ مملكة آشور ومملكة فارس تسجدان للملك بقرابينهما، أمّا نحن فنسجد للملك بقلوبنا وبحياتنا. فليعطِنا الرب هذه النعمة، أن نكون فعلاً ساجدين حقيقيين بالروح والحقّ، مسلّمين حياتنا للرب في كلّ حين".

    وختم موعظته بتجديد المعايدة والتهنئة "بهذه المناسبة المباركة، لكلّ فرد منكم، وعلى رأس الجميع لغبطة أبينا البطريرك، بمناسبة عيد ميلاد ربنا يسوع المسيح. ومعاً نصلّي كي يملك فرحه ونوره على الدوام في حياتنا وعائلاتنا وبلدنا وعالمنا".

    وبعدما منح غبطته البركة الختامية، انتقل الجميع إلى الصالون البطريركي حيث عايدوا غبطته بمناسبة عيد الميلاد المجيد، وقدّموا التهاني القلبية إلى الخوراسقف الجديد حبيب مراد بمناسبة سيامته الخوراسقفية.

 

إضغط للطباعة