الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس الختامي للرياضة الروحية بمناسبة عيد الميلاد للهيئتين الإدارية والتعليمية في كلٍّ من مدرسة ليسيه المتحف ومدرسة دير الشرفة التابعتين لبطريركية السريان الكاثوليك

 
 

    ظهر يوم الإثنين ٢٢ كانون الأول ٢٠٢٥، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي الختامي للرياضة الروحية، والتي جاءت بعنوان "مغارتي"، بمناسبة عيد الميلاد للهيئتين الإدارية والتعليمية في كلٍّ من مدرسة ليسيه المتحف ومدرسة دير الشرفة، والتابعتين لبطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية، وذلك على مذبح كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.

    شارك في القداس المونسنيور حبيب مراد رئيس مدرسة ليسيه المتحف، والأب كريم كلش رئيس مدرسة دير الشرفة، والراهب اللبناني الماروني الأب نقولا عقيقي، رئيس دير مار شربل -حريصا، والذي ألقى عظة الرياضة الروحية وتأمّلاتها، وجميع المشاركين في الرياضة الروحية من الإداريين والمعلّمين والمعلّمات في المدرستين.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، استهلّ غبطة أبينا البطريرك كلامه متوجّهاً "إليكم أيّها الإداريون والمعلّمون والمربّون الذين تشتركون في هذه الرياضة الروحية قبل عيد الميلاد، والتي ألقى مواعظها الأب نقولا عقيقي الذي نشكره من صميم القلب، سائلين الرب أن يبارك السنة الجديدة ويجعلها سنة سلام وخير للجميع. تأكّدوا أنّنا نحبّكم ونفكّر بكم، ونسعى أن تكونوا حقيقةً فرحين في خدمتكم للكلمة".

    ونوّه غبطته بأنّنا "سمعنا من الرسالة إلى العبرانيين، كاتب هذه الرسالة يسمّي ابن الله الكلمة. كما سمعنا من إنجيل يوحنّا هذا الفصل الرائع، في بداية انجيله، عن المسيح الإله الكلمة، كلمة الله الذي تجسّد وسكن بيننا. وأنتم، أحبّائي، مهتمّون بالكلمة، وتهدفون إلى إيصال الكلمة والمعرفة والتربية والتعليم إلى أولادنا الأحبّاء. فأنتم مؤتمَنون على الكلمة، ويسوع هو الكلمة الأسمى الذي يعرّفنا على الله، ويذكّرنا أنّ الله هو المحبّة، وقد تواضع وتنازل بالرب يسوع الذي اتّخذ طبعنا البشري متجسّداً في حشا مريم العذراء".

    ولفت غبطته إلى أنّكم "في هذه الرياضة الروحية تأمّلتم مع  أبونا نقولا الذي شرح لكم أسرار ورموز سرّ التجسّد الإلهي، تجسُّد الرب يسوع وميلاده في مذود بيت لحم، في هذا اليوم الذي خصّصتموه للرياضة أو الخلوة الروحية قبل عيد الميلاد".

    وابتهل غبطته إلى "الرب المخلّص الذي نحتفل بميلاده، كي يبارككم ويبارك عائلاتكم والشبّان والشابّات بينكم، والأولاد المؤتمَنين عليهم، كي تكونوا فعلاً رسل الحقيقة، وتعلنوا الكلمة بالحقّ، ورسل المحبّة، تنشرونها حولكم، ورسل السلام والتفاهم فيما بينكم".

    وتناول غبطته "التحدّيات التي نجابهها هذه الأيّام، أكان في لبنان، أو في منطقة الشرق الأوسط، وبالإمكان القول في العالم كلّه أيضاً، لا سيّما وأنّهم يتكلّمون كثيراً عن الذكاء الإصطناعي وسواه من التحدّيات".

    وختم غبطته موعظته بالقول: "نسألكم، بكلّ محبّة، أن تراجعوا ذواتكم أمام الرب، كي تستطيعوا أن تؤدّوا مسؤولياتكم بالتربية الحقيقية، وفي الوقت عينه كي تكونوا رسل المحبّة والسلام في بيوتكم، بشفاعة أمّنا مريم العذراء. ونحن حين نرنّم "وإن كان جسمكِ بعيداً منّا"، هذا النشيد هو في الأصل نشيد سرياني من القرون الأولى، ولدينا نصّ لهذا النشيد: ܐܶܢ ܦܰܓܪܶܟܝ ܪܰܚܺܝܩ ܡܶܢܰܢ ܩܰܕܺܝܫܬܳܐ܆ ܨܠܰܘ̈ܳܬܶܟܝ̱ ܥܰܡܰܢ ܐܶܢܶܝ̈ܢ ܒܟܽܠܥܶܕ̈ܳܢܺܝܢ وإن كان جسمكِ بعيداً منّا، يا قديسة مريم، فصلواتكِ هي معنا على الدوام. فمريم العذراء معنا، ولا يجب أن نخاف أبداً، فهي تجعلنا نتطلّع كلّ حين إلى الرب يسوع، لنحيا تلاميذ حقيقيين له".

    وقبل البركة الختامية، وجّه المونسنيور حبيب مراد كلمة بنوية شكر خلالها الرب على نِعَمِه وعطاياه لجميع المشاركين في الرياضة، شاكراً على رأس الجميع غبطةَ أبينا البطريرك على رعايته الأبوية المميَّزة للكنيسة عامّةً في كلّ مكان وعلى كلّ الأصعدة، ولا سيّما للكنيسة في لبنان، وبشكل خاصّ على صعيد التربية والتعليم والمدارس، واضعاً السراج على المنارة، مثمّناً ما بذله غبطته ولا يزال يقوم به من جهود جبّارة في سبيل المحافظة على رسالة التربية والتعليم السامية، سائلاً الله أن يحفظه ويديمه بالصحّة والعافية، ويعضده في رعايته الكنيسة في هذه الظروف العصيبة.

    كما شكر المونسنيور حبيب المشاركين في الرياضة، ضارعاً إلى الله كي يوفّق الجميع في متابعة تأدية هذه الرسالة الهامّة لخير الكنيسة والمدرسة والطلاب والمجتمع والوطن عامّةً، مهنّئاً إيّاهم بعيد الميلاد المجيد وبقرب حلول العام الجديد.

    بعدئذٍ قدّم غبطته، باسم إدارة كلٍّ من المدرستين، إلى الأب نقولا عقيقي هدية تذكارية هي الصليب المقدس، عربون محبّة وشكر وتقدير، لا سيّما وأنّها الرياضة الثانية التي يلقي مواعظها للمدرستين بعد رياضة الصوم والقيامة في العام الدراسي الماضي.

    وبعد أخذ صور تذكارية تخليداً لهذه المناسبة، انتقل غبطته وجميع الحاضرين إلى إحدى القاعات في البطريركية، حيث تمّت مشاركة فرحة عيد الميلاد في جوّ من المحبّة والفرح الروحي باللقاء العائلي الذي يجمع الأب مع أبنائه وبناته. وجرى تقديم هدايا تذكارية إلى غبطته من المدرستين، ثمّ قطع غبطتُه قالبَ الحلوى بهذه المناسبة، ووزّع الهدايا على المشاركين في الرياضة باسم الإدارة في المدرستين.

 

إضغط للطباعة