الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بقداس يوبيل 125 سنة على تأسيس أخوية الحبل بلا دنس في دير الشرفة

 
 

    في تمام الساعة العاشرة من صباح يوم الأحد 21 كانون الأول 2025، وهو الأحد السابق للميلاد، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة يوبيل 125 سنة على تأسيس أخوية الحبل بلا دنس، وذلك في كنيسة دير سيّدة النجاة البطريركي – الشرفة، درعون – حريصا، لبنان.

    عاون غبطتَه الأب يوسف درغام، المرشد الروحي للأخوية، والأب كريم كلش، بحضور ومشاركة صاحب السيادة مار أفرام يوسف عبّا، والمونسنيور حبيب مراد، والأب سعيد مسّوح، والأب مجد ميدع، والطلاب الإكليريكيين، والراهبات الأفراميات.

    كما شارك في القداس رئيس وأعضاء أخوية الحبل بلا دنس، وجمع غفير من المؤمنين، ومن بينهم عدد من المدعوين، تتقدّمهم رئيسة بلدية درعون – حريصا هنادي مقوَّم، وفعاليات بلدية واختيارية.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "تعطيني الطوبى جميع الأجيال"، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن نبوءة "مريم العذراء أمام نسيبتها أليصابات، أنّ الله رفعها، هي المتواضعة، وها جميع الأجيال تعطيها الطوبى. نعم، أحبّاءنا، أخويتكم، أخوية الحبل بلا دنس، منذ 125 سنة تطوِّب أمّنا العذراء مريم وتبتهل إليها وتصلّي لها وتطلب شفاعتها، وتؤكّد لها أنّنا نفتخر أن نكون أبناءها، أبناء مريم وبناتها. هل هناك أجمل من هذه البنوّة؟ أنّ لنا أمٌّ في السماء، أمٌّ قادرة، قادرة على توزيع النِّعَم على كثيرين من المؤمنين".

    ولفت غبطته إلى أنّ "في العالم كلّه مزارات كثيرة على اسم أمّنا مريم العذراء، وهنا في لبنان مزار سيّدة لبنان، والتي تشرف وتحمي لبنان منذ أكثر من 100 سنة. كذلك لدينا مزارات كثيرة، أكان هنا في بلادنا في الشرق أو في بلاد الغرب، لأنّ المسيحيين استقبلوا الرب يسوع مولوداً في حشا مريم العذراء الطاهر، يسوع مخلّصنا وفادينا، ولأنّ يسوع اتّخذ طبعنا البشري من مريم، فجعل مريم أعلى وأرفع من كلّ البشر، وهذا نفتخر به".

    وتأمّل غبطته بقول "القديس مار أفرام السرياني الذي يرتّل: ܢܶܩܥܽܘܢ ܓܰܪ̈ܡܰܝ ܡܶܢ ܩܰܒܪܳܐ: ܕܰܐܠܳܗܳܐ ܝܶܠܕܰܬ ܡܰܪܝܰܡفلتصرخ عظامي من القبر: إنّ مريم ولدت الله. هذا الأمر نعتبره بسيطاً ونؤمن به، لكن لا ننسى أنّ مار أفرام، المكرَّم أيضاً في لبنان كثيراً، يُكرَّم في درعون وفي كفرذبيان وفي كثير من القرى في لبنان، عاش في القرن الرابع. فإذاً كان يتنبّأ بنعمة إلهية، عن طريق الشعر، أنّ مريم العذراء هي والدة الله. ونحن لا نزال نردِّد حتّى اليوم في صلواتنا وأناشيدنا: ܡܰܪܝܰܡ ܝܳܠܕܰܬ݀ ܐܰܠܳܗܳܐمريم والدة الله".

    وتوجّه غبطته إلى أعضاء الأخوية قائلاً: "أحبّائي، نبارك لكم ولهذه الأخوية التي تنشر الإيمان والمحبّة والسلام، وتحافظ على عائلاتنا. كم نفتخر بشبّاننا وشابّاتنا وأولادنا أن يبقوا بالحقيقة أبناء وبنات مريم، ويعرفوا أن يشكروا أهلهم لأنهم أعطوهم الحياة بقوّة الرب، واهتمّوا بهم، وتعبوا وضحّوا من أجلهم. لا يجب أن يشعر شبّاننا وشابّاتنا وأولادنا أبداً بأيّ خوف أو يأس، لأنّ لنا أمّاً سماوية تحمينا وتحضننا وترافقنا في حياتنا. مبروك عليكم هذا اليوبيل، ومبروك علينا كلّنا، وعلى جميع أهل درعون – حريصا والمنطقة".

    ونوّه غبطته بأنّه "يجب علينا أن نبقى دائماً هذا الشعب الذي ينبض بالحياة، كي يتحنّن ربّنا علينا ويحافظ على لبنان، هذا البلد العزيز الغالي. وسنبقى نقول أمام العالم كلّه: لبنان بلد صغير، لكن يجب أن يبقى حقيقةً مُشِعّاً في المنطقة، وعلى كلّ الدول في العالم أن تقدِّر دور لبنان ورسالته، ليس فقط بالكلام، بل بالفعل الحقيقي، فتدافع عنه حتّى يبقى لبنان، بنعمة الرب وبحماية العذراء مريم، يشعّ إيماناً وحضارةً وسلاماً".

    وكان الأب يوسف درغام قد ألقى كلمة أعرب فيها عن جزيل الشكر لغبطته لترؤُّسه احتفال اليوبيل، داعياً لغبطته بالصحّة والعافية، ومتمنّياً له دوام العطاء الوافر الثمار في رعاية الكنيسة في كلّ مكان.

    واستعرض تاريخ نشأة الأخوية في عهد المثلَّث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني رحماني، عام 1900، وأبرز المراحل التي مرّت بها، شاكراً جميع الذين يتعاونون معه في رعاية شؤونها، ومثمّناً جهودهم في خدمة رسالة الأخوية.

    وقبل نهاية القداس، ألقى رئيس الأخوية طوني باسيل كلمة شكر فيها غبطته على محبّته الأبوية ورعايته الدائمة، شاكراً أيضاً الأب يوسف درغام على أتعابه في الإعتناء بالأخوية، حفاظاً على رسالتها في قلب الكنيسة، ذاكراً بالرحمة الذين رعوا شؤونها وانتقلوا من هذه الحياة، وداعياً بالصحّة والخير للأحياء منهم، ولا سيّما الذين لا يزالون يخدمون بالتزام ومحبّة في الأخوية.

    ثمّ قدّم الأب المرشد ورئيس الأخوية إلى غبطته درعاً تذكارياً تخليداً لهذه المناسبة وعربون محبّة وشكر وتقدير وامتنان.

    وبعدما أقام غبطته طلبة العذراء، منح البركة الختامية بأيقونتها، طالباً شفاعتها من أجل الأخوية وازدهارها.

    وبعد القداس، التقى غبطته بأعضاء الأخوية في صالون الدير، حيث تبادل معهم فرحة الإحتفال باليوبيل في جوّ عائلي عابق بالفرح بلقاء الأب مع أبنائه الروحيين.  

 

إضغط للطباعة