الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يشارك في لقاء قداسة البابا لاون الرابع عشر مع السلطات وممثّلي المجتمع المدني والسلك الدبلوماسي في أنقرة، بدعوة من الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، تركيا

 
 

    HB Patriarch YOUNAN attends the Meeting of HH Pope LEO XIV with the authorities, civil society and the diplomatic corps, by the invitation of the Turkish President Recep Tayyip Erdoğan, Ankara, Türkiye

    في تمام الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر يوم الخميس ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥، شارك غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، في اللقاء الذي عقده قداسة البابا لاون الرابع عشر مع السلطات وممثّلي المجتمع المدني والسلك الدبلوماسي، بدعوة من فخامة رئيس الجمهورية التركية رجب طيّب أردوغان، وذلك في القصر الرئاسي في أنقرة، تركيا.

    شارك في هذا اللقاء أيضاً صاحب الغبطة الكردينال مار لويس روفائيل ساكو بطريرك الكلدان في العراق والعالم، وصاحب القداسة برثلماوس الأول بطريرك القسطنطينية المسكوني للروم الأرثوذكس، وصاحب الغبطة ساهاك مشعليان بطريرك اسطنبول للأرمن الأرثوذكس،وصاحب النيافة مار فيلكسينوس يوسف جتين النائب البطريركي للسريان الأرثوذكس في اسطنبول وأنقرة وإزمير، ورؤساء الكنائس ومختلف رؤساء الطوائف والأديان في تركيا، والوفد المرافق لقداسة البابا من كرادلة وأساقفة وكهنة، والرسميون المسؤولون في الدولة، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمَدون في تركيا، ونخبة من المدعوين.

    ومن كنيستنا السريانية الكاثوليكية، رافق غبطةَ أبينا البطريرك للمشاركة في هذا اللقاء كلٌّ من: الخوراسقف أورهان شانلي، المونسنيور حبيب مراد، والسيّد منير حجّامي.

    خلال اللقاء، ألقى فخامة الرئيس رجب طيّب أردوغان كلمة رحّب فيها بقداسة البابا لاون الرابع عشر، شاكراً قداسته "على زيارته الكريمة إلى تركيا كأول دولة يزورها"، مؤكّداً على أنّ "الجميع في تركيا هم مواطنون من الدرجة الأولى، ولن نسمح بتعرُّض أيّ فرد للتمييز، بل يعيش كلّ مكوّنات البلد في جوّ من المحبّة واحترام التعدّدية والتنوّع والتآخي بين مختلف الديانات ومؤسّساتها، وخير دليل على ذلك وجود المعابد والكنائس والمساجد جنباً إلى جنب في أنحاء عدّة  من البلاد".

    وأشار فخامته إلى أنّ "زيارة قداسته هي مناسبة ذات مغزى، وتلفت الإنتباه إلى تركيا حيث عاشت الحضارات والثقافات معاً بسلام، وأنّ دعوات قداسته للسلام والحوار والمحبّة هي ذات قيمة مميَّزة"، مشدّداً على أنّ "غايتنا هي إحلال السلام الإستقرار والطمأنينة للجميع، وهذا ما نطمح إلى تحقيقه في منطقة الشرق الأوسط".

    ثمّ ألقى قداسة البابا لاون الرابع عشر كلمة استهلّها بتقديم الشكر لفخامته وللجميع على حُسن الإستقبال، معرباً عن سعادته لبدء الزيارة الرسولية الأولى في حبريته في هذا البلد، مشيراً إلى أنّ "هذه الأرض ترتبط بشكل وثيق بأصول المسيحية، وهي اليوم تدعو أبناء ابراهيم والبشرية بأسرها إلى أخوّة تعترف بالاختلافات وتثمّنها"، متوقّفاً عند "الثراء الثقافي والفنّي والروحي لهذا البلد، والذي يذكّرنا بأنّه حين تلتقي أجيال وتقاليد وأفكار مختلفة، تتشكّل حضارات كبيرة يلتحم فيها التقدُّم والحكمة في وحدة. وإن كان صحيحاً أنّ تاريخ البشرية يتضمّن قروناً من النزاعات، وأنّ العالم حولنا تُزعزِع استقراره طموحات واختيارات تدوس العدالة والسلام، إلا أنّه، وأمام التحدّيات، فإنّ شعباً بمِثل هذا التاريخ العظيم هو في الوقت ذاته هبة ومسؤولية".

    ونوّه قداسته "بالمكانة الهامّة لتركيا في حاضر ومستقبل منطقة المتوسّط والعالم بكامله، وذلك بشكل خاص بفضل تثمين التنوُّع الداخلي. وإنّ هذا الجسر الذي يربط بين اسطنبول الآسيوية والأوروبية، وقبل أن يربط بين آسيا وأوروبا، بين الشرق والغرب، فإنّه يربط تركيا بذاتها، حيث يجمع مناطق البلاد المختلفة، جاعلاً منها تقاطُع طُرُق. وإنّ أيّ بلد يصبح حيّاً مع التعدّدية، لأنّ ما يجعله مجتمعاً متحضّراً هي الجسور التي تجمع بين سكّانه"، مؤكّداً على "رغبة المسيحيين في الإسهام بشكل إيجابي في وحدة هذا البلد، فهم يشعرون بأنفسهم جزءاً من الهوية التركية التي ثمَّنها كثيراً البابا يوحنّا الثالث والعشرون، والذي تصفونه بالبابا التركي، نظراً للصداقة العميقة التي ربطَتْهُ بشعبكم".

    ولفت قداسته إلى "أهمّية العدالة والرحمة والعطف والتضامن"، واصفا إيّاها "بمعايير حقيقية للتنمية. ففي مجتمع للدين فيه دور مرئي، مثل المجتمع التركي، من الجوهري تكريم كرامة أبناء الله وحرّيتهم جميعاً. فجميعنا أبناء الله، وهذا له تبعات شخصية واجتماعية وسياسية. ومَن يطيعون بقلوبهم مشيئة الله، يعزّزون الخير العام واحترام الجميع".

    وشدّد قداسته "على أهمّية العائلة في المجتمع التركي، وعلى الحاجة الضرورية إلى مبادرات لدعم مركزية العائلة"، متناولاً الثقافة الفردانية، ومنوّهاً بأنّنا "فقط معاً يمكننا أن نكون أنفسنا بالفعل، وأنّ فقط بالمحبّة تتعمّق حياتنا الداخلية وتتقوّى هويتنا".

    وأمل قداسته "أن تكون تركيا مصدر استقرار وتقارُب بين الشعوب، في خدمة سلام عادل ودائم. إنّ قيام أربعة بابوات قبلنا بزيارة تركيا يعني أنّ الكرسي الرسولي لا يحتفظ بعلاقات جيّدة مع الجمهورية التركية فقط، بل يرغب أيضاً في التعاون لبناء عالم أفضل بإسهام هذا البلد. نحتاج اليوم أكثر من أيّ وقت مضى إلى أشخاص يعزّزون الحوار بإرادة قوية وصبر مثابر، فنحن نعيش حالياً حقبة تشهد ما وصفها البابا فرنسيس بحرب عالمية ثالثة مجزَّأة، وهذا يضع المستقبل على المحكّ"، معدِّداً تحدّيات العائلة البشرية، وفي طليعتها إحلال السلام، مكافحة الجوع والفقر، الصحّة، التعليم وحماية الخليقة.

    وختم قداسته كلمته بالتأكيد "على رغبة الكرسي الرسولي بقوّته، التي هي روحية وأخلاقية فقط، في التعاون مع جميع الأمم التي تهتمّ بالتنمية المتكاملة لكلّ شخص"، داعياً إلى "السير معاً في الحقيقة والصداقة، واثقين بتواضُع في معونة الله".

    وبعد اللقاء، غادر الجميع القصر الرئاسي. ثمّ توجّه غبطة أبينا البطريرك والوفد المرافق عائدين إلى اسطنبول، استعداداً للمشاركة في فعاليات زيارة قداسة البابا، بدءاً من اليوم التالي.

 

إضغط للطباعة