في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم السبت ١٥ تشرين الثاني ٢٠٢٥، شارك غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، في قداس الشكر على إعلان قداسة المطران الشهيد اغناطيوس مالويان، والذي ترأّسه صاحب الغبطة روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان كاثوليكوس بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك، في بازيليك سيّدة لبنان - حريصا.

    شارك في القدّاس أيضاً صاحبا الغبطة: الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، ويوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، وصاحب السيادة المطران باولو بورجيا السفير البابوي في لبنان، وعدد كبير من الأساقفة والكهنة من مختلف الكنائس الكاثوليكية الشرقية، وبحضور رسمي وشعبي، حيث غصّت البازيليك بالمؤمنين القادمين للمشاركة في هذه المناسبة وطلب شفاعة القديس الجديد.

    كما شارك أيضاً من كنيستنا السريانية صاحبُ السيادة مار متياس شارل مراد، والمونسنيور حبيب مراد، والآباء: سعيد مسّوح، يوسف درغام، كريم كلش، ومجد ميدع، والأمّ هدى الحلو، والأخت إخلاص شيتو، وطلاب إكليريكية سيّدة النجاة – دير الشرفة.

    وبعد الإنجيل المقدس، ألقى غبطة البطريرك روفائيل ميناسيان موعظة روحية لفت في مستهلّها إلى أنّ "هذا الإحتفال هو عربون وحدة وشركة بين الكنائس على هذه الأرض التي قدّسها الرب يسوع بإيمان الكثيرين من المؤمنين عبر الأجيال"، مشيراً إلى أنّ "القديس اغناطيوس مالويان أحبّ المسيح حتّى الاستشهاد، وهو يدعونا للسير على خطاه في اتّباع الرب، بالتعبُّد الصادق والترابط العميق مع وصايا الإنجيل".

    ونوّه غبطته بأنّ "هذا القديس عاش كلمات الإنجيل وحمل الصليب ورعى شعبه وبذل حياته ليقوّي إيمانهم ويخلّصهم، واختلط دمه المسفوك بدم معلّمه شهادةً لكنيسة لا تموت لأنّها تتبع المسيح. وفي زمننا هذا، نحتاج إلى مؤمنين يختارون الصدق والرجاء والرحمة… ونحتاج أن نعيش إيماناً صادقاً وشجاعاً".

    وختم غبطته موعظته داعياً اللبنانيين للعودة "إلى عيش القِيَم المبنيّة على المحبّة والصدق، وإلى عيش الكرامة الوطنية التي لا تُصان بالشعارات، بل بالتضحية الشاملة. هلمّوا نعيش هذه القِيَم السامية ونتبنّاها في حياتنا اليومية، ونشهد للرب بالكلمة وبتحمُّل الصعوبات الحياتية، ممجّدين اسمه كلّ حين".

    وفي ختام القداس، ألقى المونسنيور ماشدوتس زهتريان رئيس دير سيّدة بزمّار البطريركي كلمة شكر خلالها أصحاب الغبطة والسيادة والكهنة والحضور من رسميين ومؤمنين، طالباً شفاعة هذا القديس الجديد من أجل لبنان والشرق.

    وفي ختام القداس، قدّم غبطة البطريرك ميناسيان إلى غبطة أبينا البطريرك ميدالية القديس الجديد، عربون محبّة أخوية وشكر وإكرام. كما قدّم الميدالية عينها إلى كلٍّ من البطاركة المشاركين.

    وبعد القداس، جدّد غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان التهاني الأخوية، باسم الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، إلى غبطة أخيه البطريرك روفائيل ميناسيان والكنيسة الأرمنية الكاثوليكية الشقيقة، بإعلان قداسة المطران الشهيد اغناطيوس مالويان، سائلاً الله أن يمنّ على الكنيسة والمؤمنين في لبنان والشرق والعالم بالسلام والأمان، وأن يثبّتهم بالإيمان، ويعزّزهم بالرجاء، ويقوّيهم بالمحبّة، ليتابعوا الشهادة للرب يسوع رغم التحدّيات والمِحَن.