|
في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد 26 تشرين الأول 2025، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة الأحد السادس بعد عيد الصليب والأخير من السنة الكنسية الطقسية، وذلك على مذبح كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.
عاون غبطتَه المونسنيور حبيب مراد، والأب كريم كلش، بحضور جمع من المؤمنين.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، نوّه غبطة أبينا البطريرك بأنّ "اليوم هو الأحد السادس بعد عيد الصليب، والأخير من السنة الكنسية الطقسية، وفيه سمعنا من رسالة مار بولس إلى تلميذه تيموثاوس، وتيموثاوس كان تلميذ لبولس، وكان رسولاً ومبشّراً، سمعنا بولس يشير، منذ ذلك الوقت، إلى أنّه يوجد في الكنيسة من يحبّ الكنيسة ويغار عليها، وللأسف هناك أيضاً من لا يحبّ الكنيسة ويزرع الفِتَن. هناك إذن أوانٍ من ذهب وأوانٍ من خزف، فلا يجب أن نتعجّب، منذ أيّام بولس كانت هناك صعوبات ومشاحنات في الكنيسة، لأنّ الكنيسة مكوَّنة هي أيضاً من بشر، والبشر، وللأسف، من الصعب أن يتغلّبوا على أنانيتهم وعلى كبريائهم".
ولفت غبطته إلى أنّ "الإنجيل المقدس الذي تُلِيَ علينا بحسب القديس لوقا، يروي لنا هذا اللقاء بين الرب يسوع والشابّ الغنيّ، فهذا الشابّ أتى إلى يسوع، داعياً إيّاه بالصالح، وطالباً منه أن يعلّمه ماذا يجب عليه أن يفعل كي يرث الحياة الأبدية. فيجيبه يسوع متسائلاً كيف يدعوه صالحاً، إذ لا صالح إلا الله، لا سيّما وأنّ هذا الشابّ كان من المتمسّكين بالشريعة اليهودية والذين يعارضون تعليم الرب يسوع ولا يقبلون برسالته، ثمّ نراه يسمّي يسوع صالحاً. وهنا يبادر الرب بالتأكيد لهذا الشابّ بأنّه إذا أراد أن يرث الحياة، عليه أن يتخلّى عن الأمور الدنيوية، وينظر إلى فوق، فهو يعيش حياته في العالم، سواء كان غنياً أو أقلّ غنى، إنّما عليه أن يجعل الألوية في حياته لله، وأن يُسبِّق علاقته بالله على كلّ أمر آخر".
وتضرّع غبطته "إلى الرب يسوع كي يجدِّد فينا الإيمان والثقة بأقواله وأحكامه، إذ لا يمكننا أن نفهم حقيقة سرّ الموت، لكنّنا متأكّدون، بما أنّ يسوع غلب الموت بآلامه وموته وقيامته من بين الأموات، كذلك نحن المؤمنين به والذين نثق بكلامه، هو القائل: أنا هو القيامة والحياة، فإنّّنا سنعيش يوماً ما متّحدين معه. كما نؤمن أنّ أمواتنا الراقدين، ومن بينهم المرحوم جورج مدوَّر الذي عرفتموه، والذي نقيم الصلاة اليوم راحةً لنفسه، إذ كان الزوج والأب والأخ والصديق النزيه الذي كان يعيش حياةً صالحة بكلّ معنى الكلمة، هؤلاء الراقدون جميعاً هم أحياء مع الرب. ليس أحدٌ كاملاً، لكن علينا أن نميّز الذي يعيش معنا ويشاركنا هذه الحياة بنزاهة وصدق عن أولئك الذين، للأسف، ربّما يتخلّون عن إيمانهم بسبب الظروف التي يعيشونها".
وختم غبطته موعظته سائلاً "الرب أن يقوّينا، وبخاصّةً هنا في لبنان، ويحمي هذا البلد من كلّ المصائب التي تحلّ فيه، ونحن نأمل ونرجو أن تكون زيارة قداسة البابا لاون الرابع عشر زيارة إيجابية، بمعنى أن يحمل لنا السلام ويدعو الجميع إلى التوافق، وهذا ما تمنّيناه وأكّدناه لقداسته خلال لقائنا ومقابلتنا الخاصّة معه يوم الإثنين الماضي في الفاتيكان، كي نحافظ على هذا الوطن الصغير، فهو الوحيد في منطقتنا الذي يمتاز بالديمقراطية الصحيحة، حيث تسعى المكوِّنات الدينية والطائفية على تنوُّعها أن تعيش الوحدة من أجل خير البلد، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، وجميع القديسين والشهداء".
وفي نهاية القداس، أقام غبطته تشمشت (خدمة) الموتى المؤمنين، راحةً لنفس المرحوم جورج مدوَّر، بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاته. رحمه الله.
|