في تمام الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم الأحد 21 أيلول 2025، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة الأحد الأول بعد عيد الصليب، وذلك على مذبح كاتدرائية القديس مار يوحنّا الحبيب في تيروفالا Tiruvalla– كيرالا، الهند.
عاون غبطتَه صاحبُ السيادة مار قوريلّوس توماس مطران أبرشية تيروفالا وأمين سرّ سينودس الكنيسة السريانية الكاثوليكية الملنكارية، بمشاركة صاحبي السيادة مار برنابا يوسف حبش، ومار أفرام يوسف عبّا، والأباتي إدمون رزق، وبحضور ومشاركة الوفد المرافق لغبطته في زيارته الرسولية الخامسة إلى كيرالا: المونسنيور حبيب مراد، والمونسنيور عبدو أبو كسم، والأب جان يونس، والأب بول قسّ داود، والأب سعيد مسّوح، والأب كريم كلش، والأب أفرام الجزراوي، والأب طارق خيّاط، والأمّ هدى الحلو، والأخت إخلاص شيتو، فضلاً عن الآباء الكهنة والشمامسة الذين يخدمون هذه الكاتدرائية، وأعضاء الجوق من الصغار والكبار. وشاركت في القداس جموع غفيرة من المؤمنين من أبناء الرعية ومن أبرشية تيروفالا عموماً، والذين قَدِموا بلهفة وحماس وغيرة للترحيب بغبطته ونيل بركته.
بدايةً، استُقبِلَ غبطةُ أبينا البطريرك أمام المدخل الخارجي للكاتدرائية من قِبَل صاحب السيادة مار قوريلّوس توماس والآباء الكهنة والشمامسة والمؤمنين بمظاهر الترحيب التقليدية. وفور دخوله إلى الكاتدرائية، أوقد غبطته شمعةً علامة السلام والنور الذي تعطيه زيارته الرسولية لهذه الرعية وأبنائها، وكذلك أضاء شمعةً كلٌّ من أعضاء الوفد المرافق لغبطته.
بعدئذٍ احتفل غبطته بالقداس الإلهي على مذبح الكاتدرائية، يعاونه سيادة المطران مار قوريلّوس توماس. وخلاله ألقى سيادته كلمة عبّر فيها عن "عميق الفرح الذي يغمرني مع إخوتي الكهنة والمؤمنين في أبرشية تيروفالا وفي هذه الكاتدرائية، بنيل بركة غبطته بمناسبة زيارته الرسولية هذه وتلبيته الدعوة للإحتفال بهذا القداس. وهذه ليست الزيارة الأولى لغبطته إلى كنيستنا الملنكارية، فقد شارك سابقاً في ذكرى الاتّحاد مع الكرسي الروماني في سنوات سابقة، كما أنّ سلفه الأسبق المثلَّث الرحمات البطريرك الكردينال مار اغناطيوس موسى الأول داود زارنا وقدّس حجر الأساس لهذه الكاتدرائية عام 2000، ونحن نرحّب شاكرين مشاركة الوفد المرافق لغبطته، من صاحبي السيادة، والخوارنة والكهنة والراهبات".
وتابع سيادته: "نفرح كثيراً لأنّ غبطته لم يألُ جهداً كي يتمكّن من حضور مناسبة الإتّحاد الخامسة والتسعين معنا. غبطته صاحب قلب كبير، وهو محبّ ومتفهّم، ويبذل كلّ الجهود الممكنة لرعاية كنيسته بروح الراعي الصالح والمدبّر الحكيم. نفرح بزيارته إلينا، فقد حضر باكراً صباح الخميس الماضي إلى كوتايام بدون راحة، وقطع المسافات من تريفاندروم، وهذا يُظهِر كم يحبّنا غبطته، ونحن بدورنا نبادله الحبّ والتقدير والإكرام".
وأردف سيادته: "ليس لدينا ما يكفي من كلمات لنشكركم، يا صاحب الغبطة، وهذا شرف عظيم وخاصّ منحتموه لأبرشيتنا، أن تترأّسوا الإحتفال بهذا القداس، وأنا كخادم متواضع لهذه الأبرشية أقول لكم من أعماق القلب: ألف شكر لكم سيدنا، أدامكم الرب بالصحّة والعافية وسدّد خطاكم لما فيه خير الكنيسة والمؤمنين".
ولفت سيادته إلى "أنّكم حقّاً أبٌ مميَّزٌ، وأنتم بركة ونعمة للكنيسة ولنا جميعاً، كما أنّكم بنّاء مميَّز للمحبّة مع الجميع. شكراً لحضوركم وبيننا ومنحِنا بركتكم. إنّ لكنيسة ملنكارا محبّة كبيرة ومكانة مميَّزة في قلبكم الأبوي. شكراً لكم على ذلك. نؤكّد لكم أنّنا نصلّي من أجلكم على الدوام، ونطلب صلواتكم من أجلنا".
وختم سيادته بالقول: "نصلّي من أجلكم، صاحب الغبطة، كي يبارك الرب جميع أعمالكم ونشاطاتكم ورسالاتكم الكنيسة والراعوية والإدارية، وكذلك أعمال الأساقفة والكهنة والراهبات المرافقين لكم، كي تكون كلّها مثمرة وفي دائرة رضى الرب، وهذه النيّات نحملها في هذا القداس. شكراً مجدَّداً. وأرجو أن تشملوني وأبرشيتي ببركتكم الأبوية".
وفي موعظته، استهلّ غبطة أبينا البطريرك كلامه بالتعبير عن "سرورنا جميعاً أن نشكركم، سيدنا مار قوريلّوس العزيز، وأن نشكر أبرشية تيروفالا المباركَة الممثَّلة بالإكليروس والعلمانيين الحاضرين والمشاركين معنا في هذا القداس، ولا سيّما الأطفال الذين هم مستقبل الكنيسة، وكذلك الشمامسة والجوق وجميع الخادمين في هذه الكاتدرائية. نحن والوفد المرافق لنا ممتنّون جداً أن نعاين ونعيش الخبرة الإيمانية لأحبّائنا في الكنيسة السريانية الملنكارية، إكليروساً ومؤمنين".
وأكّد غبطته على أنّنا "جميعنا فرِحون أن نكون بينكم ونشهد لإيمانكم العميق ومحبّتكم للرب يسوع الذي قال لتلاميذه: إنّ العالم سيعرفكم أنّكم تلاميذي إذا كنتم تحبّون بعضكم بعضاً. ليس أحدٌ كاملاً، قد تكون لدينا أخطاؤنا وأفكارنا، لكن علينا جميعاً أن نشهد لربّنا يسوع المسيح مخلّصنا، خاصّةً في هذا الزمن المخصَّص لإكرام الصليب المقدس الذي نكرّمه في صلواتنا العامّة والخاصّة، لأنّ صليب يسوع خلّصنا وخلّص العالم بأسره".
وطلب غبطته من سيادته وأبرشيته، إكليروساً ومؤمنين، أن "تصلّوا من أجل مسيحيي الشرق الذين يعانون الكثير ويجابهون التحدّيات والصعوبات والاضطهادات التي تهدّد مستقبل وجودهم في أرض الآباء والأجداد المعرَّضة لتصبح خالية منهم، هي التي بشّرها الرسل والعديد من آباء الكنيسة الرسوليين، كما فعل مار توما الرسول الذي جاء إلى الهند وبشّرها".
وختم غبطته موعظته قائلاً: "أنتم سعداء وإنّه لمصدر غنى لكم أن تعيشوا في هذا البلد الواسع المتميِّز بالديمقراطية، الهند. نصلّي من أجلكم ومن أجل شعب الهند كلّه وحكومته. بارككم الرب جميعاً".
وقبل نهاية القداس، أهدى سيادته إلى غبطته صورة جميلة للعذراء مريم مع الطفل يسوع مصنوعة باليد، علامة محبّة وشكر وإكرام، وتخليداً لهذه الزيارة. كما أهدى كلاً من صاحبي السيادة وأعضاء الوفد المرافق لغبطته هدايا تذكارية.
ثمّ قدّم غبطته إلى سيادته ميدالية سيّدة النجاة البطريركية الفضّية عربون شكر وتقدير.
وبعدما منح غبطة أبينا البطريرك البركة الختامية، انتقل إلى صالون الكاتدرائية حيث بارك المؤمنين الذين احتشدوا للقائه ونيل بركته، ولا سيّما الأطفال الذين بادروا إلى تقديم الأناشيد الكنسية السريانية بأصواتهم البريئة والشجيّة، وفي مقدّمتها الصلاة الربّانية مرنَّمةً باللغة السريانية، وسط جوّ من الفرح الروحي.
|