الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بقداس اختتام الرياضة الروحية السنوية لجمعية الراهبات الأفراميات

 
 

    ظهر يوم السبت 23 آب 2025، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة اختتام الرياضة الروحية السنوية لجمعية الراهبات الأفراميات – بنات أمّ الرحمة، وذلك على مذبح كنيسة أمّ الرحمة في الدير الأمّ للراهبات الأفراميات، بطحا، - كسروان، لبنان.

    عاون غبطتَه في القداس المونسنيور حبيب مراد، والأب مارون موسى، من جمعية الآباء المرسَلين الموارنة، والذي يلقي مواضيع الرياضة الروحية بعنوان "أنتم حجّاج الرجاء – أعطيكم مفاتيح ملكوت السموات"، بمشاركة الأخوات الراهبات الأفراميات اللواتي يخدمنَ في أديار الرهبانية ورسالاتها في لبنان وسوريا والعراق، تتقدّمهنَّ الرئيسة العامّة الأمّ هدى الحلو.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، أعرب غبطة أبينا البطريرك عن فرحه وسروره "أن نحتفل معاً بالذبيحة الإلهية في ختام رياضتكنَّ الروحية السنوية، أيّتها الأخوات الراهبات الأفراميات العزيزات، والتي قام بإرشادها أبونا مارون موسى العزيز. وخلالها تمكّنتُنَّ أن تصلِّينَ وتتأمّلْنَ وتفكِّرْنَ بالدعوة التي إليها دعاكُنَّ الرب، كي تَكُنَّ شهيداتٍ له بالمحبّة الحقيقية وبالفرح الذي تنشرْنَهُ حولكنَّ، وبالثقة بربنا الذي لا يتركنا ابداً".

    ونوّه غبطته بأنّنا "سمعنا من رسالة مار بولس إلى تلميذه تيموثاوس، أنّه ليس سهلاً اليوم أن يقوم أحد بتوجيه النصح إلى التلميذ، فنحن نعرف أنّه قد يكون الأولاد ناكري جميل لوالدِيهم ولا يهتمّون بأهلهم. بولس يذكّر تلميذه تيموثاوس أن يتجنّب الأقوال الباطلة، وأن يعمل الأعمال الحسنة. كم هو سهل أن يتكلّم أحد وينشر أفكاره، واليوم للأسف غالباً ما نتبع ما يُسمَّى طرق وسائل التواصل الإجتماعي السهلة، في حين أنّنا ننسى الرسالة الحقيقة، فلا نعتني بأولادنا الذين يحتاجون إلينا وبخدمتهم، أكانوا في المدارس أو الرعايا أو الميتم، خاصّةً بأعمال التقوى والبرارة التي يعرف ربنا وحده كيف يكافئنا عنها".

    ولفت غبطته إلى أنّ "الرب يسوع هدّأ العاصفة وأسكنَها، ونحن اليوم في حياتنا، أكان في جمعيتنا الرهبانية، أو في كنيستنا، أو في بلادنا، نجابه صعوبات جمّة ومخاطر كثيرة وتحدّيات كبيرة. كيف نستطيع أن نتابع رسالتنا التي إليها دعانا الرب؟، ونحن نعي جيّداً أزمة الدعوات في العالم كلّه، أكانت كهنوتية، أو بشكل خاصّ رهبانية. وهذا الأمر يتمّ التطرُّق كثيراً إلى أسبابه، والكنيسة ليست بعيدة عن هذه الأسباب، لأنّه وللأسف، البعض من رجال الكنيسة، والبعض من المدعوين والمدعوات يتمثَّلون بروح العالم، في حين أوضح يسوع لتلاميذه: أنا أرسلكم إلى العالم، أنتم لستم من العالم".

    وأكّد غبطته للأخوات الراهبات أنّ "عليكنَّ أن تبشِّرنَ البشرى السارّة وتنقُلْنَها للعالم، بأنّ الرب خلّص العالم، وعلى العالم أن يتبعه. لكن للأسف غالباً ما يتناسى الكثيرون المسيحَ، حتّى أنّ البعض من المدعوين يتكلّمون عن الله الخالق والمدبِّر، وقليلاً ما يذكرون الرب يسوع الذي هو المخلّص وهو أساس إيماننا المسيحي. إنّ الكثير من الديانات تؤمن بالله وتقبله، كونه هذه القوّة الجبّارة الخالقة والمدبِّرة، لكن ما يميّزنا هو الرب يسوع الذي خلّصنا. والراهبة كانت ولا تزال تُدعى عروس الرب يسوع، بمعنى أنّها تتبعه بكلّ محبّة وإخلاص وأمانة".

    وتضرّع غبطته إلى الرب يسوع كي "يمنحكُنَّ هذه النِّعَم التي تأمَّلتُنَّ بها مع أبونا مارون أثناء هذه الرياضة الروحية، حتّى تستطِعْنَ متابعة مسيرتكُنّ الرهبانية بالفرح دائماً. علينا أن ننشر الفرح من حولنا، ليس فقط بالكلام، بل بالمحبّة الفاعلة، فالمحبّة تعني أن نقبل بعضنا البعض، ونشارك بعضنا البعض في مسيرة هذه الدعوة الأساسية التي نسمّيها دعوة اتّباع الرب يسوع، واضعين ثقتنا بالرب على الدوام، وليس بهذا العالم وبوسائله وماله وقوّته، إذ أنّنا نرى هذه القوّة الإعلامية التي تنتشر في العالم وتضيّع الكثير من النفوس".

    وختم غبطته موعظته سائلاً "الله، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، أمّ الرحمة، شفيعة رهبانيتكُنّ، أن يباركَكُنَّ ويرافقَكُنّ كلّ حين أينما تخدمْنَ، سواء هنا في لبنان، أو في سوريا، أو في العراق، فتكُنَّ الشاهدات الحقيقيات للرب يسوع".

    وبعدما منح غبطته البركة الختامية للأخوات الراهبات ولرسالاتهنَّ، أُخِذَت الصورة التذكارية. ثمّ بارك غبطته مكرِّساً أيقونة جديدة للرب يسوع من رسم الأخت الراهبة إخلاص شيتو، وهي باكورة عملها في رسم الأيقونات، متمنّياً لها التقدُّم والنجاح في هذا العمل الذي يمجّد الرب ويُظهِر صورتَه في قديسيه ومختاريه.

    بعدئذٍ التقى غبطته بالأخوات الراهبات في لقاء عائلي بجوّ من المحبّة والفرح الروحي.  

 

إضغط للطباعة