ظهر يوم الإثنين ٢٨ تمّوز ٢٠٢٥، قام غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بتقديم التعازي للفنّانة الكبيرة السيّدة فيروز وأفراد عائلتها بوفاة ابنها الموسيقار اللبناني زياد عاصي الرحباني، وذلك في صالون كنيسة رقاد السيّدة العذراء للروم الأرثوذكس في المحيدثة (بكفيّا)، المتن - لبنان.
قدّم غبطته التعزية للفنّانة فيروز ولأفراد عائلتها، باسم الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، سينودساً وإكليروساً ومؤمنين في كلّ مكان، سائلاً الله أن يتغمّد المرحوم الموسيقار زياد الرحباني برحمته في ملكوته السماوي، وأن يبلسم الجرح البليغ لوالدته الثكلى الفنّانة فيروز وسائر أفراد العائلة، لا بل جميع اللبنانيين ومحبّي الفنّ الأصيل في كلّ مكان.
ثمّ رفع غبطته الصلاة في الكنيسة أمام جثمان المرحوم زياد الرحباني، طالباً له الرحمة.
تجدر الإشارة إلى أنّ السيّدة فيروز (نهاد وديع حدّاد) هي ابنة الكنيسة السريانية الكاثوليكية، وقد اقتبلت سرّ المعمودية المقدس في كاتدرائية مار جرجس في الباشورة - الخندق الغميق، بيروت.
رافق غبطتَه صاحبُ السيادة المطران مار أفرام يوسف عبّا، والمونسنيور حبيب مراد.
وبعد تقديم التعازي، أدلى غبطة أبينا البطريرك بتصريحات لوسائل إعلام عدّة، لبنانية وعربية وعالمية، مكتوبة ومرئية ومسموعة، ومواقع إلكترونية، نوّه فيها غبطته بأنّ "المرحوم زياد كان مشهوراً بعطائه ومحبّته للبنان وللجميع، وكان الفنّ الذي يتميّز به حقيقةً فنّاً لبنانياً أصيلاً، إذ أنّه شكّل مثالاً للعطاء الفنّي والوطني دون حدود. كلّ المحبين يستفقدونه لغيابه، لكنّ إيماننا بأنّ الرب سيتقبّل نفسه في نعيمه السماوي مع القديسين، لأنّه كان مثال المواطن الصريح الذي استطاع أن يجذب إليه الكثيرين من لبنانيين وغير لبنانيين".
وأعرب غبطته عن "أصدق التعازي للسيّدة فيروز، ابنتنا الروحية، إذ أنّ جذور السيّدة فيروز سريانية، فليس هناك أصعب من وضع أمّ تخسر وتفقد ابنها، وهذا نعرفه ونختبره في حالات كثيرة، هي حقيقةً مأساوية بالنسبة للأمّ. الأمّ ترافق أولادها ولا تتخلّى عنهم مهما كانت ظروف الحياة، وهذا الأمر يعطينا الرجاء. أتينا اليوم كي نعزّي السيّدة فيروز، سائلين الرب أن يقوّيها ويشدّد عزيمتها وإيمانها إزاء هذا الفراق المؤلم لابنها زياد. والسيّدة فيروز لا تحتاج إلى تعريف، فقد اشتهرت، ليس في لبنان والشرق والبلدان العربية فقط، بل في العالم كلّه، وجميعنا نفتخر بعطائها الفنّي والروحي، ونحن نؤكّد لها على صلواتنا وأدعيتنا ومؤازرتنا في هذا المصاب الأليم".
وشدّد غبطته على أنّ "إيماننا هو بيسوع القائم من بين الأموات، وقيامته تأكيد على قيامتنا، والذين نستفقدهم ويغيبون عنّا بالجسد كزياد، نحزن لفراقهم، لكن، في الوقت نفسه، نسأل الرب أن يتقبّله في سمائه، ويمنحه المكافأة التي يستحقّها، عداد عطاءاته الفنّية والروحية والوطنية الغنيّة".
|