في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد 20 تمّوز 2025، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة الأحد السادس بعد عيد العنصرة، وذلك على مذبح كنيسة قلب يسوع الأقدس السريانية الكاثوليكية في اسطنبول، تركيا.
عاون غبطتَه في القداس سيادةُ الخوراسقف أورهان شانلي النائب البطريركي في تركيا، والمونسنيور حبيب مراد، بحضور ومشاركة المونسنيور وارطان قازنجيان المدبّر البطريركي للأرمن الكاثوليك في تركيا، والخوراسقف يوسف صاغ، والأب جيمي سركك. وخدم القداس شمامسة الرعية، وشارك فيه أعضاء اللجان والفعاليات وجموع غفيرة من المؤمنين من أبناء النيابة البطريركية في تركيا، والذين حضروا بشوق ولهفة للقاء غبطته ونيل بركته الأبوية.
وفي موعظته، بعنوان "ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدَم بل ليَخدُم ويبذل نفسه عن كثيرين"، استهلّ غبطة أبينا البطريرك كلامه شاكراً "الله الذي أهّلنا فسمحت لنا الفرصة أن نأتي ونحتفل معكم بهذا القداس، ربنا هو الذي دبّر هذه الزيارة. يشاركنا في هذا القداس الإلهي المونسنيور وارطان قازنجيان، الذي نشكره على حضوره ومحبّته، والمونسنيور يوسف صاغ، الذي نسأل الله أن يمتّعه بدوام الصحّة والعافية، هو الذي خدم كنيستنا في تركيا لسنوات عديدة، والمونسنيور النائب البطريركي أورهان، والمونسنيور حبيب مراد أمين السرّ في البطريركية، والأب جيمي المساعد لأبونا أورهان، وشمامستنا الأعزّاء، كلٌّ باسمه، باركهم الرب ووفّقهم جميعاً، مع اللجان والفعاليات الرجالية والنسائية، وأنتم أيّها المؤمنون المبارَكون بالرب".
ولفت غبطته إلى أنّنا "سمعنا من رسالة مار بولس أنّ قيامتنا، قيامة الموتى، متعلّقة كلّياً بقيامة الرب يسوع. ونذكر بشكل خاصّ اليوم أحبّاءنا: السيّدة فلورانس، نعيم، طوني، وماري حمّال، الذين يقيمون تذكار مرور أربعين يوماً على وفاة عزيزنا الروحي المقدسي نصري حمّال. إنّ إيمانهم قويّ بالرب يسوع، نعم المقدسي نصري غاب عنهم جسدياً، لكنّ حضوره الروحي معهم دائماً، لأنّ يسوع وعدنا بالقيامة، قيامتنا كلّها بالجسد وبالروح".
وأكّد غبطته على أنّ "هذا هو إيماننا، وهذا هو رجاؤنا، هذه الأرض الفانية ليست بيتنا الأبدي، فيسوع علّمنا أنّنا جميعاً مدعوون إلى السماء، والله الآب في جنّته، والجنّة هي البستان الجميل، أراد أن يجمع كلّ الورود والزهور الجميلة. والمرحوم نصري، لأنّه أحبّ يسوع وأحبّ الكنيسة وأراد أن يخدم الكنيسة بكلّ ما أعطاه الرب من نِعَم، هو من بين هذه الورود والزهور التي تجمّل جنّة الله".
ونوّه غبطته بأنّنا "معاً نجدّد إيماننا ورجاءنا، مهما عصفت العواصف، ومهما كثرت أوجاعنا وأمراضنا، فنحن بيد الله وبقلب الرب يسوع، وبحماية أمّنا السماوية العذراء مريم. لذلك حين نحتفل بالقداس، نشكر الآب السماوي لأنّه أعطانا الرب يسوع الفادي حتّى يجمعنا مع القديسين والشهداء والأبرار".
وختم غبطته موعظته ضارعاً "إلى الرب يسوع، بشفاعة جميع القديسين والشهداء، وبشكل خاصّ مار الياس النبي الغيور الذي نعيّد اليوم عيده، ونقتدي بغيرته الوقّادة على بيت الرب، وأيضاً مار شربل الراهب اللبناني في عيده اليوم، هو الذي كرّس ذاته للرب بحياة النسك والفضيلة، حتّى يجعلنا الرب عائلة روحية واحدة، فنعطي الشجاعة والتعزية لجميع الذين يتألّمون بوفاة أعزائهم أو بمعاناتهم من جراء الصعوبات والتحدّيات على تنوُّعها".
وكان سيادة الخوراسقف أورهان شانلي قد ألقى كلمة أعرب فيها عن عميق فرحه، باسمه الشخصي وباسم جميع أبناء النيابة البطريركية في تركيا، بقدوم غبطته وزيارته الأبوية وترؤُّسه هذا القداس، سائلاً الرب أن يديمه بالصحّة والعافية، ويوفّقه في كلّ ما يقوم به من أعمال وخدمات جليلة في رعاية الكنيسة في كلّ مكان، رغم الظروف الصعبة.
وقبل ختام القداس، أقام غبطته رتبة جنّاز الراقدين راحةً لنفس المرحوم نصري حمّال، بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاته، طالباً لنفسه الراحة الأبدية في الملكوت السماوي، ولأفراد عائلته والأهل الصبر والعزاء.
وبعدما منح غبطة أبينا البطريرك البركة الختامية، انتقل الجميع إلى صالة الكنيسة، حيث تحلّقوا حول غبطته، معبّرين عن سرورهم بزيارته الأبوية، وطالبين بركته الرسولية.
|