الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يرعى حفل تخرُّج طلاب الدفعة الثانية باسم "غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان" لصفوف الثالث ثانوي في مدرسة ليسيه المتحف - بيروت

 
 

    في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الخميس 12 حزيران 2025، رعى غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، حفل تخرُّج طلاب صفوف الثالث ثانوي في مدرسة ليسيه المتحف - بيروت، والتي تعود إلى البطريركية السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، وقد أطلقت إدارة المدرسة على دفعة الخرّيجين والخرّيجات الجدد لهذا العام الدراسي 2024-2025، وللسنة الثانية على التوالي، اسم "الدفعة الثانية لغبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان"، عربون شكر وثناء وامتنان لغبطته على أفضاله الجمّة وعطاءاته الكثيرة وجهوده الريادية الغير مسبوقة في الحفاظ على رسالة التربية والتعليم، وذلك على مسرح مدرسة دير الشرفة، درعون – حريصا، كسروان، لبنان.

    حضر الحفل الخوراسقف إيلي حمزو كاهن رعية مار أنطونيوس الكبير في جونيه – كسروان، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية ورئيس مدرسة ليسيه المتحف، والأب يوسف درغام كاهن رعية عذراء فاتيما في جونيه، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية وكاهن إرسالية العائلة المقدّسة للمهجَّرين العراقيين في لبنان ورئيس مدرسة دير الشرفة، والأب طارق خيّاط الكاهن المساعد في إرسالية العائلة المقدسة، والراهبات الأفراميات، والهيئتان الإدارية والتعليمية في مدرسة ليسيه المتحف، وفي مدرسة دير الشرفة، وأهالي الطلاب الخرّيجين الجدد.

    وتوجّه غبطة أبينا البطريرك بكلمة إلى الحاضرين، أعرب فيها عن البهجة والسرور بهذه المناسبة، منوّهاً بأنّه "منذ 65 سنة كنتُ تلميذاً هنا، وكنّا نقوم بمسرحيات على هذا المسرح. لذلك فرح كبير لي أن أكون معكم، شبّاننا وشابّاتنا الأعزّاء، وأطلب منكم أن نحافظ دائماً على الأمانة بفرح".

    وشكر غبطته "مدرسة ليسيه المتحف، رئيساً وإدارةً ومعلّمين ومعلّماتٍ، على عطائهم بالفرح، فالله يحبّ المعطي الفَرِح. ونحن ندرك جيّداً كم هي التجربة قاسية أن يستمرّ المواطن في لبنان بالعطاء لأولاده وعائلته ومجتمعه ووطنه، رغم كلّ المعاناة، وأن يمتاز هذا العطاء بالفرح".

    ولفت غبطته إلى أنّ "الخرّيجين والخرّيجات نالوا على مدى سنوات الدراسة عطاءَ الآخرين، إن كان الأهل أو المدرسة، إدارةً ومعلّمين ومعلّمات. واليوم هم يرجون ويأملون ويثقون أنّكم ستتابعون مسيرة العطاء هذه. نعم، بإمكانكم أن تعطوا مهما كانت الصعوبات والتحدّيات. لذا نسأل الله أن يبارك الجميع، وأن يرافقكم دائماً بحمايته ونِعَمِه، حتّى تبقوا دائماً المُعطين بفرح، وهذا ما يأمله ويطلبه منكم جميع الحضور اليوم".

    وختم غبطته كلمته "بتجديد التهنئة لكم والثقة بكم، والدعاء لكم بالعمر الطويل، مع كلّ البركات التي سيغمركم بها الرب، وحياة سعيدة وكاملة بالعلم والفضيلة والمحبّة والرجاء، حفظكم الرب جميعاً"، شاكراً "جميع الذين أعدّوا هذا الاحتفال الرائع".

    وكان الحفل قد استُهِلَّ بالنشيد الوطني اللبناني، وتخلّلَتْه وقفتان موسيقيتان، أدّت الأولى جوقة مؤلَّفة من مجموعة من طلاب مختلف الصفوف في المراحل الإبتدائية والمتوسّطة والثانوية في مدرسة ليسيه المتحف، والثانية أدَّاها الطلاب الخرّيجون الجدد، ثمّ كلمات للطلاب الخرّيجين باللغات السريانية والعربية والفرنسية والإنكليزية، تحدّثوا فيها عن أهمّية المدرسة في مسيرة حياتهم، وأفضالها عليهم، وما زرعَتْه فيهم من مبادئ وقِيَم سامية، شاكرين الإدارة والأساتذة والأهل على كلّ ما قدّموه لهم من عطاءات غير محدودة.

    وألقت الأستاذة مادلين عبّود كلمة باسم أفراد الهيئة التعليمية، تكلّمت فيها عن أهمّية الرسالة التي تؤدّيها مدرسة ليسيه المحتف، وأبرز أهدافها، وما تقوم به من دور ريادي في خدمة التربية والتعليم في لبنان.

    ثمّ ألقى المونسنيور حبيب مراد، رئيس مدرسة ليسيه المتحف، كلمة عبّر فيها عن الفرح بهذه المناسبة التي هي ثمرة جهود مضنية طوال العام الدراسي، متوجّهاً إلى الخرّيجين والخرّيجات الجدد، حاثّاً إيّاهم على عيش الفرح والمحبّة، ونشر القِيَم الإنسانية والروحية، وعلى أن "كونوا قادةً لا أزلاماً، أحفروا الأثر العميق في قلوب مَن هم حولكم بأفكاركم وبمعرفتكم وبقوّة شخصيتكم وإرادتكم، اسعوا دوماً نحو التميُّز، ولا تكتفوا بالمقبول، لأنّ العالم مليء بالمقبولين في كلّ مجال، وينقصه المتميِّزون"، مشجّعاً إيّاهم على السير عكس التيّار دون خوف، والمحافظة على كرامة كلّ إنسان، وعيش "الوفاء والعرفان والامتنان تجاه مَن ساهم معكم في أيّ مرحلة مِن حياتكم"، وعدم القبول بالخيانة أو النكران، والإبتعاد عن التعصُّب الديني والسياسي، والإنفتاح على الآخر، وبناء الجسور لا الأسوار، ومحبّة لبنان والعمل فيه وعدم الإسراع في الرحيل عنه، والعيش بمقتضيات الإيمان والمحبّة والسلام والحرّية، وكلّ ذلك بالإتّكال على الله، فمعه "لا حدود للرجاء، ولا سقف للأحلام، خاصّةً ونحن في سنة يوبيل الرجاء، والرجاء مع الله لا يخيِّب صاحبَه البتّة".

    وقدّم تحيّة محبّة بنوية وتقدير واعتراف بفضل غبطة أبينا البطريرك الذي "يقود كنيستنا ومسيرتنا، ويسعى دائماً في تجسيد قناعاته الكنسية والوطنية بضميرٍ حيّ، وهو المثال في تحطيم الصعوبات وزرع بذور الإيمان في النفوس، فيزداد تألُّقاً ووهجاً يوماً بعد آخر وعاماً عقب عام"، معلناً إطلاق اسم غبطته، وللسنة الثانية على التوالي، على دفعة الخرّيجين والخرّيجات لهذا العام، فعلا التصفيق تعبيراً عن الفرح بهذا الإعلان، مؤكّداً على أنّنا "مهما قلنا أو فعلنا أو بادرنا، نبقى مقصّرين، لا بل صغاراً صاغرين أمام غبطته وإنجازاته وأفضاله على المدرسة والكنيسة والوطن والأمّة والإنسانية. فالشكر لكم، غبطةَ أبينا البطريرك، ينبع من شكرنا للرب على نعمة وجودكم على رأس كنيستنا، تسيرون أمامنا في هذه الظروف الحرجة. الشكر لكم، والإمتنان لتضحياتكم العظيمة ومواقفكم النبيلة، والتقدير لعطاءاتكم الجمّة. فبشخصكم، وأنتم صاحب الرؤية البعيدة والثاقبة والصائبة، تزهو مدرستنا، مدرسة ليسيه المتحف، وكنيستنا السريانية الكاثوليكية، ووطننا، بل سريانيتنا أينما كنّا تحت كلّ سماء، وبكم نفاخر العالم بأسره، ونرتقي إلى أعالي القمم".

    ووجّه الشكر إلى "أعضاء الهيئتين الإدارية والتعليمية على تمسُّكهم بدعوتهم التربوية رغم كلّ شيء، وفي أحلك الظروف وأقساها، اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وأمنياً، وعلى عنايتهم بالطلاب بمحبّة وبصبر"، مثمّناً عطاء "أصحاب الفضل الذين سبقونا في تأسيس هذه المدرسة وترسيخ دعائمها، من خوارنة وكهنة وشمامسة وراهبات وعلمانيين، رحم الله الذين انتقلوا إلى سعادة السماء، وحفظ الأحياء بالصحّة والعافية والتوفيق"، شاكراً أيضاً "مدرسة دير الشرفة العزيزة، هذا الصرح التربوي العريق، الذي ندعو له، إدارةً وأساتذةً وطلاباً، بالنجاح الباهر والازدهار الدائم، شاكرين إدارة المدرسة، مع إدارة دير الشرفة، على التسهيلات التي قدّموها لنا، والتي لولاها لَمَا تمكّنّا من إنجاز هذا الاحتفال للسنة الثالثة على التوالي".

    ثمّ كرّمت إدارةُ المدرسة غبطتَه لأفضاله الغزيرة على المدرسة، تثميناً لتضحياته الجمّة والعميمة على المدرسة وعلى رسالة العلم والتربية، وتقديراً لمواقفه المقدامة وجهوده الجبّارة والسبّاقة في إعلاء راية الكنيسة والوطن والإنسان، فأهدت الإدارةُ غبطتَه درع دفعة الخرّيجين والخرّيجات لهذا العام الدراسي، وللسنة الثانية على التوالي، علامة محبّة وإكرام ووفاء.

    وقدّم طلاب صفوف الثالث ثانوي الخرّيجون هدية محبّة وتقدير إلى غبطته، ثمّ هدية إلى المونسنيور حبيب مراد، علامة محبّة وشكر وامتنان.

    كما كرّمت إدارة المدرسة كلاً من المربّي الفاضل الأستاذ مارون شاهين، أستاذ الفلسفة لصفوف المرحلة الثانوية واللغة العربية لصفوف المرحلة المتوسّطة، والمربّية الفاضلة الأستاذة زوفيك كركوجيان، أستاذة اللغة الفرنسية لصفوف المرحلة المتوسّطة، تقديراً لخدمة كلٍّ منهما وجهوده لأكثر من ربع قرن في حقل التربية والتعليم، فأهدى غبطتُه كلاً منهما درعاً تذكارياً.

    وفي الختام، سلّم طلاب صفوف الثالث ثانوي الشعلة إلى زملائهم طلاب صفوف الثاني ثانوي، لتستمرّ مسيرة التربية والتعليم والعطاء السخي وتتعزّز سنة فسنة. ووزّع غبطته الشهادات على الخرّيجين والخرّيجات الجدد. ثمّ قطع غبطته قالب الحلوى الذي أعدَّتْه إدارة المدرسة احتفاءً بهذه المناسبة، في جوّ من الفرح والبهجة.

 

 

إضغط للطباعة