في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الإثنين 12 أيّار 2025، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي لوفود الحجّاج من كنيستنا السريانية الكاثوليكية بمناسبة يوبيل سنة الرجاء، وذلك في كنيسة الوكالة البطريركية السريانية في كامبو مارسيو – روما.
عاون غبطتَه في القداس أصحابُ السيادة المطارنة: مار يوحنّا بطرس موشي، مار أفرام يوسف عبّا، مار يوحنّا جهاد بطّاح، مار فولوس أنطوان ناصيف، مار متياس شارل مراد، مار نثنائيل نزار سمعان، مار فلابيانوس رامي قبلان، ومار بنديكتوس يونان حنّو، بمشاركة عدد من الآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات، ووفود من الحجّاج من مختلف الأبرشيات والإرساليات، ولا سيّما من كندا وهولندا والسويد وفرنسا.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "كونوا في الرجاء فرحين"، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن أهمّية الرجاء في الإيمان المسيحي، مشيراً إلى أنّ "هذا ما سمعناه من رسالة القديس بولس إلى أهل روما، ونحن نعرف أنّ بولس، مثل مار بطرس، نالا إكليل الشهادة في روما، وهذه الكنيسة، كنيسة وكالتنا البطريركية في روما، والتي نعتزّ أنّه، قبل أكثر من مئة سنة، استطاع المثلَّث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني رحماني أن ينال هذا المقرّ والكنيسة لبطريركيتنا السريانية الكاثوليكية في عهد المثلَّث الرحمات البابا بنديكتوس الخامس عشر".
ولفت غبطته إلى أنّه "يغمرنا الفرح والفخر، أيّها الأحبّاء، لأنّكم أتيتم من أماكن بعيدة كي تشاركوا أبناء وبنات الكنيسة الجامعة في فرحة الرجاء الذي لا يُخيِّب، هذه السنة اليوبيلية. لا نريد أن نذكر من أين أتيتم، إلا أنّنا نشكر بشكل خاص سيادة أخينا المطران مار فولوس أنطوان ناصيف الذي رافق جمع الحجّاج من كندا، ولدينا أيضاً مجموعة أخرى من باريس، ومجموعة من هولندا، ومن السويد. نشارك في هذا المساء بهذه الذبيحة الإلهية يحدونا الرجاء الذي لا يُخيِّب".
ونوّه غبطته بأنّ "الرب أنعم علينا بقداسة البابا الجديد لاون الرابع عشر الذي نعتزّ بأنّه الراعي الصالح، الراعي الذي، لا يهتمّ فقط برعاية خرافه، لكنّه يشعر مع الخراف، ويعيش معها البذل والتضحية من أجلها، ليس مثل اللصّ الغريب. وقداسة البابا، حين توجَّه إلى المؤمنين، ذكر عبارةً من القديس مار أوغسطينوس القائل: أنا معكم مسيحي ومن أجلكم أسقف. فالرعاية الصالحة، أكانت من جهة الأسقف أو الكهنة الذين يُدعَون للخدمة، عليها أن تكون بالتضحية على مثال الرب يسوع، وعلى مثال القديسين آباء الكنيسة الذين يمثّلهم مار أوغسطينوس الذي عاش في القرن الخامس".
وأشار غبطته إلى أنّنا "نسعى على الدوام أن نخدم الكنيسة، وكنيستنا كنيسة شاهدة ومستشهدة، شهيدة، ليست القضية أنّنا نخاف من الاضطهاد، نحن مؤمنون لا نخاف، لكنّ قلقنا الكبير هو أنّ كنائسنا تتلاشى في بلاد نشأتها. وهنا لا نتكلّم عن مسألة شخصية، ليست مسألة بطريرك أو أسقف أو كاهن أو شمّاس أو راهب أو راهبة أو مؤمن، فنحن مستعدّون أن نتبع الرب يسوع، لكنّ خوفنا الكبير هو على كنائسنا الرسولية الأصول، منذ أيّام الرب، أن يأتي وقت وتضمحلّ هذه الكنائس في شرقنا العزيز، لا سمح الله، وهذا ما لا نتمنّى أن يحدث أبداً".
وختم غبطته موعظته ضارعاً "إلى الرب يسوع، الراعي الصالح، أن يذكّرنا بمسؤوليتنا كرعاة صالحين على مثاله، نسأله أن يحمي الكنائس جميعها، أينما كانت مضطهَدة، لا سيّما كنائسنا في الشرق الأوسط، وبشكل خاصّ كنيستنا التي ابتُلِيَت بكثير من النكبات، ولكونها كنيسة صغيرة ومضطهَدة، علينا أن نتمسّك بها. نبتهل إلى الرب، بشفاعة أمّه مريم العذراء وجميع القديسين، أن يجعلنا أمناء لإيماننا به والتزامنا بكنيستنا".
وكان سيادة المطران مار فلابيانوس رامي قبلان قد رحّب بغبطته وبالأساقفة والإكليروس وجميع المؤمنين، سائلاً الله أن يهب جميع الحجّاج في سنة الرجاء اليوبيلية فيض النِّعَم والبركات.
وفي ختام القداس، التقى غبطته بالمؤمنين المشاركين ومنحهم بركته الرسولية في جوّ من الفرح الروحي.
|