الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بقداس عيد القيامة المجيدة ورتبة السلام في كنيسة مار اغناطيوس في الكرسي البطريركي – بيروت

 
 

    في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد 20 نيسان 2025، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بقداس عيد القيامة المجيدة ورتبة السلام، في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.

    عاون غبطتَه المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية وكاهن إرسالية العائلة المقدسة للمهجَّرين العراقيين في لبنان، بمشاركة الراهبين الأفراميين: الأباتي حنّا ياكو رئيس الرهبانية الأفرامية، والأب بطرس سلمان. وخدم القداس الشمامسة، وجوق إرسالية العائلة المقدسة، بحضور ومشاركة جموع غفيرة من المؤمنين من مختلف الرعايا في أبرشية بيروت البطريركية، ومن إرسالية العائلة المقدسة للمهجَّرين العراقيين، ضاقت بهم الكنيسة.

    بدايةً، أعلن غبطته بشرى قيامة الرب يسوع من بين الأموات. ثمّ أقام رتبة السلام التي يتميّز بها احتفال عيد القيامة، مانحاً السلام إلى الجهات الأربع. وطاف غبطته في زيّاح حبري داخل الكنيسة، حاملاً الصليب المزيَّن براية بيضاء علامةً للنصر الذي حقّقه الرب يسوع بقيامته الظافرة وغلبَتِه على الموت، ليحتفل غبطته بعد ذلك بقداس العيد.

    وفي موعظته في نهاية رتبة السلام، بعنوان "من يدحرج لنا الحجر"، استهلّ غبطة أبينا البطريرك كلامه بالتعبير عن الفرح الذي يعمّ العالم في هذا العيد: "نعيّد قيامة الرب يسوع في هذا العام بفرح يتميّز عن سائر الأعوام السابقة، بشكل خاص لأنّنا جميعنا، شرقيين وغربيين في العالم كلّه كمسيحيين، نحتفل بهذا العيد المجيد".

    وأكّد غبطته أنّ "قيامتكَ رجاؤنا، هذا هو الأمل والثقة بالرب يسوع، أنّنا معه سنقوم، وأنّنا في حياتنا الأرضية نعيش فرح القيامة ورجاء انبعاث الرب يسوع، مهما عصفت الرياح ومهما كثرت الصعوبات. من يدحرج لنا الحجر؟ كما رأينا، كان قبر المسيح قد غُطِّيَ وأُقفِل بالحجر، كعادة الشعوب آنذاك، والنساء اللواتي ذهبْنَ فجر يوم الأحد كي يحنِّطْنَ جسد الرب يسوع، كنَّ يتساءلنَ، الواحدة مع الأخرى، كيف ندحرج الحجر؟ وإذا بالحجر قد دُحرِج، وملاكٌ يظهر لهنَّ قائلاً: لا تخفْنَ، المسيح الذي تطلبْنَهُ، وهو قد صُلِبَ، قام كما قال. إذهبْنَ وبشِّرْنَ رسلَه".

    ولفت غبطته إلى أنّ "من يدحرج لنا الحجر؟ وأنتم، أيّها الأحبّاء، إن كنتم هنا، أو كنتم في بلد آخر من بلدان الشرق الأوسط، هناك أحجار كثيرة تعرقل مسيرتنا، وهناك صعوبات ونكبات وتحدّيات كثيرة نعيشها اليوم، كما عاشها آباؤنا وأجدادنا في الماضي، وجميعنا نعي جيّداً هذه الصعوبات والتحدّيات".

    ونوّه غبطته بأنّه "هنا في لبنان، لا يزال الوضع مقلقاً، ولا نزال نعيش في رجاء أن تُعاد إلى هذا البلد السلطة الحقيقية، حكومة تستطيع أن تخدم شعبها بكلّ أمانة، وفي الوقت عينه تمارس صلاحياتها، ولا يكون هناك من يدّعي أنّه يستطيع أن يقاوم وأن يضحّي، في الوقت الذي يعاني بلدنا آلام النزاع. وكذلك نجد الأوضاع مقلقة في بلدان عدّة في منطقة الشرق الأوسط".

    وشدّد غبطته على أنّ "من يدحرج لنا الحجر؟ الملاك قال للنساء: لا تخفْنَ، يسوع قام من بين الأموات. مهما كانت صعوباتنا، فلا يجب أن نيأس، لأنّ المسيح هو معنا وبيننا. استمعنا من القراءات من العهد القديم عن الغلبة على الموت، والأنبياء كانوا يتنبّأون وينظرون إلى الرمز الحقيقي لحياة الشعب المختار، وهو المسيح المنتظَر الذي يغلب الموت".

    وأشار غبطته إلى أنّنا "استمعنا من العهد الجديد إلى فصل من أعمال الرسل، حيث يعلن بطرس، مع أنّه كان خائفاً وهرب ونكر يسوع، ولكنّه تشجّع بعد قيامة يسوع، ونهض أمام الشعب وأمام الجميع ليعلن أنّ المسيح قام، وأنّه ظهر للرسل، وظهر للكثيرين، ويقول إنّ الكثيرين من الذين ظهر لهم يسوع لا يزالون أحياء. ويتكلّم بولس الرسول بالأمر عينه، فإنّ يسوع غلب الموت، وانبعث ممجَّداً، وظهر للكثيرين، للرسل ولآخرين، والشخص الأخير الذي ظهر له يسوع هو بولس الذي كان يدعى شاول، وذلك على طريق دمشق، حيث حوّله من مضطهِد للمسيحيين إلى مضطهَد ومدافع عن الإيمان".

    وذكّر غبطته أنّنا "نعاني ولا نزال من الكثير من التحدّيات، القلق والتساؤل، حتّى أنّنا نصل أحياناً إلى حدّ اليأس والخيبة. لكنّنا، بنعمة الرب، مهما عظمت هذه الصعوبات والتحدّيات والآلام، نبقى شعب الرجاء. وهذا ما نصلّي من أجله، ليس فقط لأجلنا نحن، لكن أيضاً لأجل جميع أهلنا وذوينا، أكانوا هنا أو في أماكن بعيدة".

    وختم غبطته موعظته قائلاً: "استمعنا إلى الصلوات الكثيرة التي ترفعها البيعة إلى الرب القائم من بين الأموات، وتذكِّرنا بأنّ قيامة الرب يسوع هي انبعاث ونهضة الأمن والسلام. ذَكَرْنا مرّات كثيرة السلام، وهذا ما نحتاجه، سلاماً حقيقياً في بلادنا، وهو ما نصبو إليه مع جميع فاعلي السلام. نضرع إلى الرب أن يحفظكم جميعاً بنعمته ويشجِّعكم. المسيح قام، حقاً قام".

    وقبل البركة الختامية، تكلّم المونسنيور حبيب مراد، فوجّه التهاني البنوية باسم جميع الحاضرين إلى غبطته بمناسبة هذا العيد العظيم، عيد قيامة الرب يسوع من بين الأموات، عربون قيامتنا جميعاً،سائلاً الله أن يديمه ويحفظه بالصحّة والعافية، كي يتابع مسيرة خدمته ورعايته لكنيستنا السريانية في هذه الظروف العصيبة التي مرّت وتمرّ بها، منذ أن تسلّم غبطته مسؤولية الخدمة البطريركية حتّى الآن، بسبب الأوضاع في بلدان عدّة في منطقتنا، ضارعاً إلى الرب كي يمنحه القوّة ليتابع رعايته الأبوية الصالحة للكنيسة في كلّ مكان، ويغزر فيضَ البركات على خدمته البطريركية، مهنّئاً أيضاً جميع الحاضرين بهذا العيد العظيم، ومبتهلاً إلى الرب يسوع كي يباركهم، ويؤهّلنا جميعاً لننشر فرح القيامة حولنا كلّ حين.

    وفي نهاية القداس، هنّأ غبطةُ أبينا البطريرك الأساقفةَ والكهنةَ والإكليروسَ والمؤمنين في كلّ أنحاء العالم بعيد قيامة الرب يسوع من بين الأموات. ثمّ منح غبطته الجميعَ البركة الرسولية عربوناً لمحبّته الأبوية.

    وبعدئذٍ استقبل غبطته الإكليروس والمؤمنين في الصالون البطريركي.

 

إضغط للطباعة