في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم السبت 18 أيّار 2024، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي على مذبح كنيسة مار بهنام وسارة، الفنار – المتن، جبل لبنان، وخلاله منح غبطته المناولة الأولى لمجموعة من أطفال الرعية.

    عاون غبطتَه المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب ديفد ملكي كاهن الرعية، بحضور ومشاركة الأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية. وخدم القداس جوق الرعية، وقامت بإعداد الأطفال وتعليمهم وتدريبهم الآنسة كلاريتّا عازار، بإشراف كاهن الرعية. واهتمّ بالتنظيم أعضاء حركة مار بهنام وسارة. كما شارك في القداس جمع من المؤمنين من أبناء الرعية، ولا سيّما أهل الأطفال المتناولين الجدد وذووهم.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "أنا هو الخبز النازل من السماء، من يأكلْني يَعِش إلى الأبد"، توجّه غبطة أبينا البطريرك إلى "الأطفال الذين يتقرّبون لأول مرّة من المناولة الاحتفالية هنا في كنيسة مار بهنام وسارة، أمام مذبح الرب، وأمام الكنيسة المقدسة، وأهلكم والمحبّين الذين يعطونكم كلّ المحبّة، كي تكبروا وتصبحوا أحبّاء للرب يسوع المخلِّص المُخلِص لنا، والذي يكلّمنا دائماً بالصدق، فيسوع هو خبز الحياة النازل من السماء".

    ونوّه غبطته إلى أنّنا "نفرح اليوم بالقربانة العلنية الأولى لأولادنا الذين ترونهم فرحين، وهم يرنّمون ويصلّون إلى الرب يسوع من كلّ قلوبهم. نفرح معهم، ونشكر الرب لأنّه أعطانا إيّاهم، وهم سيتذكّرون دائماً في حياتهم أنّهم قَبِلوا يسوع في قلوبهم تحت شكلَي الخبز والخمر المكرَّسين والمتحوّلين إلى جسده ودمه، بحسب وعده الصادق.

    وتأمّل غبطته "بقصّة صديقتين منذ أيّام الدراسة المدرسية، وقد حان وقت الفراق، إذ كان على إحداهما أن تسافر مع أهلها، فحزنت الإثنتان لأنّهما ستفترقان عن بعضهما، وتبادلتا الصور كي تتذكّر إحداهما الأخرى دوماً، وهكذا تبقيان بتواصُلٍ دائم، وتصلّيان إحداهما من أجل الأخرى، وتفكّران ببعضهما، وتتمنّى كلّ واحدة للأخرى حياةً سعيدة"، لافتاً إلى أنّه "هكذا في العشاء السرّي الأخير يوم الخميس، قبل أن يقبل الرب يسوع الصلب والموت فداءً عنّا وعن البشر أجمعين، اجتمع مع تلاميذه، وتناول معهم الفصح اليهودي الذي كان اليهود الأولون يتناولونه منذ أيّام موسى حين ترك الشعب أرض مصر، وهم لا يزالون يحتفلون بعيد الفصح حتّى اليوم، ويتناولون الخبز والخمر".

    وأكّد غبطته على أنّ "الرب يسوع يحبّ التلاميذ، ولم يرد أن يتركهم يتامى، بل أعلن لهم بأنّه سيبقى معهم من خلال الخبز والخمر المكرَّسين، إذ صلّى عليهما، قائلاً: كلوا من هذا الخبز، كما سمعنا من رسالة بولس الرسول، فهذا هو جسدي، واشربوا من الخمر، فهذا هو دمي. وهكذا يتذكّر التلاميذُ الربَّ يسوعَ على الدوام، ونحن مثلهم، نتذكّر يسوعَ دائماً، ونشكره، ونؤمن به، هو الصديق الأحبّ إلى قلوبنا، وهو الذي يرافقنا ويلهمنا، ويدعونا ألا نخاف، وهو يباركنا ويحمينا".

    وهنّأ غبطته "الأطفال الذين سيتقرّبون للمرّة الأولى بشكل علني من سرّ القربان المقدس، ونضرع إلى الرب يسوع، الذي يؤكّد لنا أنّه يحبّنا، وأنّ علينا أن نحبّ بعضنا بعضاً، كي يغمر قلوبهم وقلوب أهلهم وذويهم بالمحبّة، وهكذا يكونون تلاميذ حقيقيين للرب"، شاكراً "كاهن الرعية الذي يجمع أبناء وبنات الرعية ويدعوهم كي يعيشوا حياتهم المسيحية كما يرضي قلب الرب، والآنسة كلاريتّا عازار التي تعبت في إعداد الأطفال لهذه المناسبة المباركة والمميَّزة".

    وأشار غبطته إلى أنّنا "نعيش ظروفاً صعبة، لذلك، فيما نهنّئ الأهل، نشجّعهم ألا ينسوا أبداً أنّ أولادهم أمانة من الله وضعها بين أياديهم، فعليهم أن يربّوهم التربية المسيحية الصالحة، ويعلّموهم أنّ الكنيسة هي بيت الله الذي يجمع المؤمنين بالمحبّة والفرح والرجاء".

    وخلال القداس، أدّى الأطفال المتناولون الجدد ترنيمة روحية، وتلوا الإقرار بالإيمان بالرب يسوع ورفض الشرير وأعماله، متعهّدين بمحبّة الرب والعيش بحسب تعاليمه ووصاياه.

    ثمّ تقدّم الأطفال لتناوُل جسد الرب يسوع ودمه، محاطِين بوالديهم، في جوّ من الخشوع والفرح الروحي.

    وقبل ختام القداس، قدّم غبطته للأطفال هدية، هي نسخة من الكتاب المقدس، وأُخِذَت الصور التذكارية بهذه المناسبة المباركة.