الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس ويرسم سبعة شمامسة إكليريكيين قرّاءً وأفودياقونيين في دير سيّدة النجاة – الشرفة، لبنان

 
 

    في تمام الساعة العاشرة من صباح يوم السبت ٩ آذار ٢٠٢٤، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة السبت من الأسبوع الرابع من زمن الصوم الكبير، في كنيسة دير سيّدة النجاة البطريركي - الشرفة، درعون - حريصا، لبنان. وخلاله قام غبطته برسامة شمامسة قرّاء وأفودياقونيين (رسائليين) من طلاب إكليريكية سيّدة النجاة البطريركية.

    عاون غبطتَه صاحبُ السيادة مار اسحق جول بطرس مدير إكليريكية سيّدة النجاة البطريركية بدير الشرفة ومسؤول رعوية الشبيبة، والأب سعيد مسّوح نائب مدير الإكليريكية وقيّم دير الشرفة.

    وشارك في القداس أصحابُ السيادة: مار غريغوريوس بطرس ملكي، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السينودس المقدس، ومار متياس شارل مراد النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، ومار أثناسيوس فراس دردر النائب البطريركي على البصرة والخليج العربي، ومار يعقوب جوزف شمعي رئيس أساقفة الحسكة ونصيبين، ومار يوليان يعقوب مراد رئيس أساقفة حمص وحماة والنبك، وعدد من الآباء الخوارنة والكهنة والرهبان الأفراميين والراهبات الأفراميات وطلاب إكليريكية سيّدة النجاة البطريركية. كما شارك أيضاً عدد من الكهنة والرهبان من الكنائس الشقيقة، وأهالي المرتسمين الجدد، وجمع من المؤمنين.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن "الفرح الروحي الذي تعيشه اليوم إكليريكية سيّدة النحاة البطريركية - الشرفة، الفرح بإكليريكيين نسمّيهم خداماً، شمامسة، يتقدّمون إلى الرسامات الصغرى: مرنّم، قارئ، ورسائلي، وكلمة رسائلي هي سريانية من اللغة اليونانية "أفوديَقنو". والإكليريكية تفرح بحضوركم، أيّها الأحبّاء، حضور إخوتنا أصحاب السيادة، عدد من الإخوة الأساقفة الأجلاء الذين يحضرون ويشاركون معنا في هذه الفرحة الروحية، وحضور الآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات والمؤمنين المبارَكين. وعلينا أن نتذكّر أنّ من يتقدّم للسيامة الصغرى كي يتدرّج إلى الرسامات الكبرى، أكانت شمّاسية أو كهنوتية، يكرّر اتّكاله عليه تعالى، على الرب الذي دعاه".

    ونوّه غبطته إلى أنّنا "سمعنا من سفر المزامير: "بكَ اعتصمتُ يا رب"، فلا يمكننا أن نغشّ أنفسنا، وإن كان بإمكاننا أن نغشّ الآخرين، لكن لا يمكننا أن نغشّ أنفسنا ونغشّ الله، لأنّ التقدّم إلى درجات المذبح يتطلّب اتّكالاً كاملاً على الله، هذا التقدّم إلى المذبح ليس وظيفة، لكنّه دعوة خاصّة، ونستطيع أن نسمّيها خصوصية لكلّ شخص من الرب كي يدعوه ليخدم مذبحه وكنيسته".

    ولفت غبطته إلى أنّ "القديس مار بولس، في رسالته إلى أهل روما، يؤكّد أنّ الكنيسة كانت تحتاج دوماً إلى رسل ومبشّرين كي ينقلوا الإنجيل إلى أقاصي الأرض. واليوم نعرف تأثير وسائل الإعلام والتواصل، من إلكترونية وسواها، كيف تؤثّر على عقول الناس وقلوبهم، لا سيّما الشبّان والشابّات، وحتّى الأطفال. علينا أن نستعمل كلّ الوسائل كي نعرّف الآخرين الذين سنخدمهم وسنصلّي معهم، على الرب يسوع أنّه هو المخلّص".

    وشدّد غبطته على أنّ "المَثَل الذي سمعناه من الإنجيل المقدس بحسب القديس لوقا، مَثَل لعازر والغني، يذكّرنا فيه يسوع بشكل واضح أنّ القيمة الأولى في حياة المؤمن هي التعلّق والاهتمام بالروح، وليس بالجسد والمادّة. ويعلّمنا الإنجيل أنّ الكنيسة، على مثال المعلّم الإلهي يسوع، تفكّر وتتفانى في خدمة المحتاجين. لقد جاء يسوع لأجل الجميع، أكانوا أغنياء أو فقراء، ولكنّ الفقراء والمحتاجين والمهمَّشين يحتاجون أكثر إلى المحبّة الفعّالة وإلى الخدمة، ومن هنا نتذكّر أنّ الشمّاسية تعني الخدمة".

    وتوجّه غبطته إلى المرتسمين الجدد بالقول: "لقد دُعيتُم إذاً، أنتم، أيّها الأحبّاء، إلى خدمة المذبح وخدمة الكنيسة، وجميعنا نعرف الصعوبات والتحدّيات التي ستجابهكم، وأكبرها التعلّق بالمادّة، وللأسف لا نجد فقط أنّ عموم الناس من صناعيين وتجّار وسياسيين مشغولون بالمادّة قبل كلّ شيء، ولكنّ هذه المادّة تؤثّر أيضاً على الخدمة الروحية، على الإكليروس والرهبان والراهبات، لأنّ التجربة التي يتعرّضون لها كبيرة في هذا العالم المُحاط بالمادّة من كلّ جنب".

    وأوصى غبطته المرتسمين الجدد بقوله: "إذاً، نتذكّر أنّ التضحية هي أساس دعوتكم، وكذلك التفاني والتجرّد. لا يمكننا أن ندّعي أنّنا تعلّمنا وحصلنا على شهادات إن لم تكن لدينا حقيقةً هذه الروحانية الإنجيلية، أن نبذل ذواتنا مقتدين بالرب يسوع الذي خلّصنا بآلامه وموته".

    وأشار غبطته إلى أنّنا "نعيش هذه الأيّام المباركة من زمن الصوم الكبير الذي يذكّرنا أنّنا مدعوون جميعاً، وخاصّةً أنتم، شمامسة المستقبل، كهنة المستقبل، أن نرافق يسوع على درب الآلام التي بدأت بالصوم، وهذه المسيرة مع الرب يسوع هي التي تعطي معنى لدعوتكم ولحياتنا المسيحية. فلا نفكّر أنّنا أفضل من غيرنا لأنّنا توصّلنا كي ننال الرسامة، في حين أنّ الرسامة تتطلّب منّا وعداً صادقاً أن نسير مع يسوع في درب آلامه إلى مجد القيامة".

    وختم غبطته موعظته ضارعاً "إلى الرب يسوع، وطالباً بشفاعة أمّنا مريم العذراء، شفيعتنا، شفيعة هذا الدير وهذه الإكليريكية، سيّدة النجاة، ومار أفرام السرياني، ومار اغناطيوس الأنطاكي، وشهدائنا الأبرار عبر التاريخ، ليساعدونا كي نكمل هذا الهدف الذي وضعناه أمامنا في دعوة الرب يسوع، ونكون الشمامسة والخدّام الصالحين، قولاً وفعلاً".

    وقبل المناولة، أقام غبطة أبينا البطريرك رتبة السيامة الشمّاسية بالدرجات الصغرى: المرنّم والقارئ والأفودياقون (الرسائلي) بحسب الطقس السرياني الأنطاكي، للطلاب الإكليريكيين السبعة: الياس رحّال، كنان المبيِّض (أبرشية حمص وحماة والنبك)، مايكل توما (أبرشية الحسكة ونصيبين)، نور آل منو (أبرشية الموصل وتوابعها)، مروان فرنسو، رعد بتق (النيابة البطريركية في البصرة والخليج العربي)، وماريو مجدي عبد الأحد (أبرشية القاهرة). فتلى غبطته صلاة وضع اليد، وصلاة حلول الروح القدس، وألبسهم الهرّارات، وسط جوٍّ من الفرح الروحي والتصفيق.

    وقبل نهاية القداس، ألقى الأفودياقون الجديد مروان فرنسو كلمة شكر باسم المرتسمين، شكر فيها غبطةَ أبينا البطريرك والأساقفةَ والكهنةَ والرهبانَ والراهباتِ والإكليريكيين الحاضرين، والأهلَ، طالباً من الجميع الصلاة من أجلهم كي يقبل الرب خدمتهم ويبارك دعوتهم بالثمار اليانعة.

    وبعد البركة الختامية، تقبّل غبطة أبينا البطريرك وإدارة الإكليريكية والمرتسمون الجدد التهاني من جميع الحاضرين. 

 

إضغط للطباعة