الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
نص موعظة غبطة أبينا البطريرك خلال القداس الذي احتفل به بمناسبة اليوبيل الكهنوتي الذهبي لسيادة المطران أنطوان شهدا في كاتدرائية سيّدة الانتقال، العزيزية - حلب، سوريا

 
 

    يطيب لنا أن ننشر فيما يلي النص الكامل لموعظة غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، خلال القداس الذي احتفل به غبطته بمناسبة اليوبيل الكهنوتي الذهبي لسيادة المطران مار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، في كاتدرائية سيّدة الانتقال، العزيزية - حلب، سوريا، مساء يوم الجمعة ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٣:

 

    "نعمّاً يا عبداً صالحاً وأميناً، كنتَ في القليل أميناً، فأنا أقيمكَ على الكثير، أدخل فرح سيّدك"

    أيّها الأحبّاء

    نحن الآن في جوّ من الفرح، أولاً لأنّنا في بيت الله، وثانياً لأنّنا أبناء وبنات الله، جماعة الكنيسة التي تلتقي وتجتمع أمام مذبح الرب، قدس الأقداس، لكي تشارك في الذبيحة الإلهية الخلاصية، وثالثاً لأنّنا جئنا جميعنا، أصحاب الغبطة والنيافة والسيادة، والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات، والمؤمنون الأحبّاء، والأهل والأصدقاء الذين رافقوا سيادة المطران مار ديونوسيوس أنطوان في مسيرته نحو المذبح، أي مسيرته الكهنوتية والأسقفية على مدى خمسين عاماً.

    إنّ قلب سيادته مليء بالشكر لله تعالى، أبينا السماوي، وللرب يسوع الذي اختاره ليكون كاهناً يتفانى في خدمة الرعية، إن كان هنا في حلب، وإن كان في فنزويلا، وأسقفاً ورئيس أساقفة هنا على أبرشية حلب السريانية الكاثوليكية. ومع سيادته نشترك في رفع آيات الشكر للرب يسوع الذي قال لنا: أنا اخترتُكم وأقمتُكم لتأتوا بثمار وتدوم ثماركم.

    جميعنا نلهج بالشكر لصاحب الغبطة أخينا البطريرك يوسف العبسي، الذي جاء ليشارك في اجتماع مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في سوريا، ويشاركنا في هذه الفرحة، وغبطته احتفل أيضاً هذا العام بيوبيله الكهنوتي الذهبي. من كلّ قلبنا نقول له: شكراً سيّدنا.

    ونشكر صاحب النيافة الكردينال ماريو زيناري السفير البابوي الذي احتفل هو أيضاً بيوبيله الكهنوتي الذهبي منذ سنتين، كلّ التهاني لنيافته.

    "افرحوا بالرب"، هذا ما يقوله لنا مار بولس، ونتعجّب ونقول: هل يا تُرى نحن في زمن الفرح في هذه العتمات من الأزمة في بلدنا العزيز سوريا، وأنتم اختبرتم أنواع التفجير والهدم والقتل والتهجير، إن كان على يد تلك العصابات التي أرادت أن تقلب سوريا رأساً على عقب دون ضمير يردعها، وإن كان الزلزال الذي عرفناه قبل تسعة أشهر في شباط الماضي.

    نعم، سنبقى شعب الفرح، لأنّنا نعلم أنّنا في مسيرتنا نحو الرب، ونحو العذراء مريم، شفيعة هذه الكاتدرائية، طال الزمن أو قصر، مهما كان فنحن شعب الفرح، لأنّنا شعب الرجاء.

    سيدنا مار ديونوسيوس أنطوان خدم الكنيسة بكلّ قلبه وقواه وتضحياته. نعم، يقرّ سيادته أنّه ليس كاملاً، لأنّنا جميعنا نحتاج إلى الكمال، ولكنّه منذ أن دخل الإكليريكية، وأتذكّر أنّي كنتُ زميلاً له، ثمّ مسؤولاً عنه من عام ١٩٧١ حتّى يوم رسامته كاهناً عام ١٩٧٣. كنّا نتوق دوماً كي نخدم الرب ونخدم الكنيسة، وكنّا متحمّسين كي نكون الرسل الذين يبذلون كلّ ما بوسعهم لنشر إنجيل المحبّة والسلام.

    نهنّئ سيادته من كلّ قلوبنا، ونعده أن نصلّي من أجله، وأن نرافقه في خدمته الأسقفية لهذه الأبرشية التي نعلم كلّنا أنّها أبرشية شاهدة وشهيدة، كما سائر الأبرشيات، إن كان في حلب، ونشكر جميع إخوته رؤساء الأساقفة والأساقفة المشاركين معنا، وإن كان في سوريا عامّةً، لأنّنا اجتمعنا هنا كي نفكّر ونتأمّل ونتشاور في كيفية خدمة كنيستنا الكاثوليكية هنا في سوريا.

    وبالطبع كراعٍ صالحٍ عليه أن يفكّر بالقطيع، كما خدم القطيع منذ سيامته، وسيامته الأسقفية قاربت ٢٣ سنة، خدم خلالها هذه الأبرشية مع إخوته الكهنة الأفاضل، وسعى جهده في أيّام المحنة والألم أن يكون دائماً الراعي الذي لا يترك قطيعه، وهذا ما شهدناه كلّنا من رؤساء الكنائس في سوريا الشهيدة كما سبق وقلت.

    نسأل الرب أن يكون دوماً ملهماً لسيادته، كي يتابع هذه الخدمة مع إخوته الأساقفة الذين أتوا من أبرشيات سوريا، من دمشق وحمص والحسكة، كما سائر رؤساء الأساقفة والأساقفة أعضاء سينودسنا السرياني الأنطاكي المقدس، حتّى نكون حقيقةً أولئك الخدّام الأمناء للرب وللكنيسة، بشفاعة أمّنا مريم العذراء سيّدة الانتقال، ومار أنطونيوس شفيع سيادته، وجميع القديسين والشهداء، آمين.

 

إضغط للطباعة