الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بقداس افتتاح العام الدراسي الجديد 2023-2024 في إكليريكية سيّدة النجاة البطريركية - دير الشرفة، درعون – حريصا، لبنان

 
 

    في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الخميس 2 تشرين الثاني 2023، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة افتتاح العام الدراسي الجديد 2023-2024 في إكليريكية سيّدة النجاة البطريركية، وذلك على مذبح كنيسة دير سيّدة النجاة البطريركي – الشرفة، درعون – حريصا، لبنان.

    شارك في القداس صاحبا السيادة مار ربولا أنطوان بيلوني، ومار اسحق جول بطرس مدير إكليريكية سيّدة النجاة البطريركية بدير الشرفة ومسؤول راعوية الشبيبة، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب سعيد مسّوح نائب المدير والقيّم في الإكليريكية وقيّم دير الشرفة، والشمّاس مجد ميدع المساعد في إدارة الإكليريكية، والطلاب الإكليريكيون.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "من أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني"، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن "هذه الآية من الإنجيل المقدس التي أعلنها يسوع للجمع، ولكن بشكل خاصّ للتلاميذ الذين اختارهم، والذين كانوا أحياناً ينسون الدعوة، ويعتقدون أنّ يسوع دعاهم كي يشاركوه في ملكوتٍ أرضي. لكنّنا نعرف جيداً أنّ يسوع يدعو التلاميذ كي يتبعوه بكلّ قناعة، أي لا يتردّدون، وهم يدركون أنّ اتّباع يسوع ليس مشواراً بين البساتين، بل يحتاج إلى الكفر بالنفس والتخلّي عن الذات وعن الأنانية، والتحلّي بالاتّضاع والوداعة والتصميم للوصول إلى الهدف مع يسوع عبر طريق الآلام، لإعطاء الثمار المطلوبة والمنتظَرة منّا".

    وتوجّه غبطته إلى الطلاب الإكليريكيين مؤكّداً لهم: "إنّ دعوتكم، أحبّائي، ليست اختياراً لوظيفة، لا، فالكهنوت دعوة خاصّة من الرب يسوع الذي قال: لستم أنتم اخترتموني بل أنا اخترتُكم. يسوع يختارنا كي نكمل معه هذا المشروع الخلاصي للعالم".

    وتطرّق غبطته إلى مشاركته "في سينودس الأساقفة الروماني الذي عُقِد في الفاتيكان في شهر تشرين الأول المنصرم، وهذا السينودس كان مختلفاً عن سينودسات الأساقفة السابقة، إذ شارك فيه، إلى جانب البطاركة والكرادلة والأساقفة، كهنة ورهبان ورهبات ومؤمنون ومؤمنات من العلمانيين، وهذا الأمر خلق جوّاً من الحوار، جوّاً من المحادثة بالروح القدس. وهذه السنة هي الدورة الأولى للسينودس، وستكون هناك دورة ثانية له في العام القادم 2024. والموضوع الأساسي هو شركة بالروح القدس، كأعضاء في الجسد السرّي، جسد الرب يسوع، وشراكة، وبدورنا، كلّ معمّد، كلّ عضو في هذا الجسد له دور، كي يقوم بالرسالة، أي يعلن الخلاص للعالم".

    وتناول غبطته "هذه المرحلة التي تعيشونها كإكليريكيين، هي خبرة روحية، ليست فقط فردية، بل جماعية مع المختصّين والمسؤولين، سيادة المطران جول بطرس والأب سعيد مسّوح، وهذا الأمر نعمة خاصّة لكم في هذا العمر. لذلك يجب أن تعمّقوا علاقتكم مع الرب يسوع، وتسلّموا أموركم كلّها بين يديه، وتتابعوا طريقكم بصدق وأمانة للرب وللكنيسة. وكذلك الشماس مجد الذي عيّنّاه مساعداً للمسؤولين في الإكليريكية، كي يستطيع القيام برسالته فيما بينكم، ويقوم بدور الأخ والصديق، ولكن أيضاً دور المسؤول".

    ولفت غبطته إلى "أنّني كنتُ يوماً ما في روما طالباً إكليريكياً، والتقيتُ مع إخوتي الطلاب الإكليريكيين بالمثلَّث الرحمات البطريرك الكردينال مار اغناطيوس جبرائيل الأول تبّوني، والذي كان في أواخر عمره، وكنّا 12 طالباً حينها في كلّية انتشار الإيمان. وذكر لنا المثلّث الرحمات وقتئذٍ: يا أولادي، يجب أن تعرفوا أن تستفيدوا من هذه المرحلة في حياتكم في الإكليريكية. وتابع: أقول لكم كانت هذه أحلى وأسعد مرحلة في حياتي. طبيعي نحن كإكليريكيين استغربنا ذلك، هل يُعقَل أنّ البطريرك الكردينال ومعترف الإيمان يقول إنّ أحلى أيّام حياته كانت في السنوات التي أمضاها في الإكليريكية! وهذا فيه شيء من الحقيقة بالتأكيد، لأنّ الإنسان، بعد أن يختبر الحياة وهو شابّ لديه الحماس والاندفاع، ويلتقي مع إخوته وأصدقائه، يحاول أن يملأ نفسه فضيلةً وعلماً وخبرةً اجتماعية. من الهممّ جداً ألا ننسى أنّ هذه المرحلة، مع كلّ صعوباتها وتحدّياتها، هي مرحلة بالحقيقة رائعة، لا يجب أن نهملها أبداً، كي لا نندم لاحقاً لأنّنا لم نَعِشْها بكلّ عمق وقناعة".

    ونوّه غبطته إلى أنّنا "هذه الأيّام نمرّ بصعوبات كثيرة، هذه الحرب التي تحدث في الأراضي المقدسة، ولها تأثير كبير على المنطقة، ولا سيّما على لبنان، وتجعلنا نعيش بنوع من القلق. كما سمعنا من الرسالة إلى العبرانيين، فالمسيحيون الأوائل عاشوا حياة مليئة بالتحدّيات والصعوبات، من أَسْر واعتداءات وقتل، لكن يجب أن نتيقّن أنّنا سنغلب بالرب يسوع، لأنّنا تلاميذه".

    وختم غبطته موعظته بالقول: "أدعو إلى الرب يسوع الذي دعاكم إلى الخدمة بأمانة في الكنيسة، أن يمتّعكم بالصحّة والعافية، ويمنحكم الحماس الشبابي المطلوب منكم، كي تستطيعوا حقيقةً أن تبدعوا بالفضيلة وبالدراسة وبعلاقات الصداقة الاجتماعية فيما بينكم، حتّى تُؤَهَّلوا أن تكونوا حقيقةً كهنة المستقبل، أمناء ليسوع وللكنيسة. هذا ما نطلبه جميعنا من الرب، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، سيّدة النجاة، شفيعة هذا الدير وهذه الإكليريكية".
    وقبل البركة الختامية، أقام غبطته تشمشت (خدمة) الراقدين، راحةً لنفوس جميع الموتى المؤمنين بمناسبة تذكار الموتى.

    وبعد القداس، عقد غبطته لقاءً أبوياً مع الطلاب الإكليريكيين، اسمتع فيه غبطته إلى تطلّعاتهم، وأجاب على أسئلتهم، وزوّدهم بتوجيهاته الأبوية وإرشاداته القيّمة لمتابعة مسيرتهم الإكليريكية، لما فيه خير دعوتهم وخير الكنيسة.

 

إضغط للطباعة