الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس مع اللجان والهيئات والفعاليات العاملة في رعية أمّ المعونة الدائمة في سان دييغو – كاليفورنيا، الولايات المتّحدة الأميركية

 
 

 

    في تمام الساعة الخامسة والنصف من مساء يوم الثلاثاء 18 تمّوز 2023، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي على مذبح كنيسة أمّ المعونة الدائمة في سان دييغو – كاليفورنيا، الولايات المتّحدة الأميركية، وذلك مع اللجان والهيئات والفعاليات العاملة في الرعية.

    شارك في القداس صاحبُ السيادة مار برنابا يوسف حبش مطران أبرشية سيّدة النجاة في الولايات المتّحدة الأميركية، والخوراسقف عماد حنّا الشيخ كاهن الرعية، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والخوري لويس يعقوب والخوري فادي عطّو من الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، والأب توفيق نصر من الكنيسة المارونية. وخدم القداس الشمامسة وجوق الرعية.

    وشارك في القداس أيضاً أعضاء مجلس الرعية وسائر اللجان والهيئات والفعاليات العاملة في الرعية على تعدُّدها ونتوُّعها.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، أعرب غبطة أبينا البطريرك عن "الفرح الكبير الذي يغمرنا، أيّها الأحبّاء، أن نقدّم معكم ذبيحة القداس الإلهية هذه، أنتم المعنيين بخدمة هذه الرعية المباركة، من مجلس الرعية وفعالياتها، من رجال وسيّدات وشبّان وشابّات، يتطوّعون كي تكون هذه الرعية شعلةً بين رعايا الأبرشية وفي هذه المنطقة، شعلة إيمان ورجاء ومحبّة".

    ونوّه غبطته إلى أنّ "مار بولس يذكّرنا في الرسالة التي سمعناها أنّنا كلّنا أعضاء في الكنيسة، وعلينا أن نحيا الدعوة التي يدعونا إليها الرب، ليس فقط البطريرك والمطران والكهنة، بل كلّنا نحن المعمَّدين مدعوُّون أن نكون شهوداً للرب يسوع، ورسلاً ينشرون خلاص الرب يسوع، ويعلنون بأفعالهم قبل أقوالهم أنّ الرب هو مخلّصنا، وأنّه يدعونا أن نبذل كلّ ما في وسعنا، وبشكل خاص أعمال المحبّة والرحمة حولنا. ويذكر مار بولس أنّه في الجماعة المسيحية الأولى كان هناك أناس لهم منزلة ولهم خدمات معيّنة في الكنائس، أكانوا رجالاً أو نساءً، ويدعوهم كي يعيشوا هذه الحياة المسيحية الحقيقية التي تسعون أنتم هنا كي تعيشوها".

    ولفت غبطته إلى أنّه "في نصّ الإنجيل الذي سمعناه، يدعونا الرب يسوع إلى التنبُّه إلى أنّ الحياة على الأرض هي حياة عابرة، مهما كانت تظهر أنّها تعطينا السعادة، إن كان بالمال أو بالمنصب الاجتماعي أو السياسي، أو بما نلاقيه من وسائل التواصل الاجتماعي التي تجعلنا نتواصل مع كلّ أحبّائنا وأصدقائنا في العالم، كلّ هذه الأمور هي صالحة، لكنّها ليست الهدف الأخير لحياتنا المسيحية، لذا علينا أن ننظر دائماً إلى فوق. نسمع كثيراً أنّ فلان غادرنا بشكل مفاجئ ولم نكن نتوقّع هذا الأمر، أكان لمرض أو لحادث. فيسوع ينبّهنا أنّ علينا أن نكون دائماً مستعدّين كي نقابل الرب، ونحن جميعاً علينا أن نفهم هذا الأمر، ليس خوفاً من بعضنا البعض، إنّما علينا أن نعرف أنّ الأرض لها قيمة، لكنّ دعوتنا إلى السماء حيث السعادة الحقيقية".

    وأكّد غبطته على "أنّكم تأتون إلى الكنيسة على قدر الإمكان، أكان للتعليم المسيحي، أو لصلوات الأخوية، أو لإدارة الرعية في مجلس الرعية، أو لمرافقة أولادنا وشبابنا كي يجدوا حقيقةً السعادة مع الرب يسوع ويكملوا شخصيتهم الإنسانية والمسيحية. أنتم تشتركون مع كاهن الرعية ومع سيادة مطران الأبرشية في هذه الرسالة، أن تجعلوا هذه الرعية حقيقةً بيت الله، الكنيسة التي تدعونا كلّنا كي نقدّس بعضنا البعض، بالصلاة والإماتات والتضحيات التي نقوم بها، وثِقوا أنّه لا يضيع شيء أمام الرب. نحن نفكّر أحياناً كثيرة فقط بالأمور المادّية المباشرة، بالصحّة وبالتوفيق المادّي، لكن علينا أن نعرف أنّ على هذه الأمور كلّها أن تساعدنا كي نتقدّس. وأنتم بغالبيتكم جئتم إلى هذا البلد منذ سنوات كي تنشدوا كرامتكم الإنسانية وحرّيتكم الدينية، حتّى تستطيعوا أن تعيشوا بالأمان، وقد أنعم الرب عليكم بذلك".

    وذكّر غبطته المشاركين في هذا القداس من العاملين في مجلس الرعية ولجانها وهيئاتها وفعالياتها "أنّه من غير المعقول أن ننسى فضل الله علينا، وننسى ما عشناه في بلادنا الأمّ في الشرق من فضائل وتقاليد صالحة ومحبّة اجتماعية بسبب الحياة هنا وما فيها من تعقيدات كثيرة، فضلاً عن التلهّي بأمور الدنيا، فننسى هويّتنا المسيحية المشرقية. وأسمع كثيراً أنّ هناك ظروفاً عدّة تمرّ بها العائلات، وتجارب مختلفة ينقاد إليها الأفراد بسهولة، في حين يجب على المسيحي أن يسير على الدوام واثق الخطى، فلا يخاف من أيّ شيء، بل يتّكل على الرب ويسلّمه قلبه وحياته. لقد قدّمت عائلاتنا الكثير من التضحيات، فلا يُعقَل أن ننسى ذلك وننجرف وراء ما يلهينا في وسط هذا العالم".

    وختم غبطته موعظته شاكراً جميع المشاركين في هذا القداس "باسم صاحب السيادة مار برنابا يوسف مطران الأبرشية، وباسم الخوراسقف عماد كاهن الرعية، على كلّ ما تعطونه وتقدّمونه إلى هذه الرعية. لا تنسوا أنّكم أنتم ستكونون واجهة الرعية في المجتمع، فأينما حللتم سيقولون أنت فلان وفلانة من الرعية والكنيسة الفلانية، أنتم تمثّلوننا، وتستطيعون أن تنشروا رسالة الإيمان والرجاء والمحبّة حولكم. نسأل الرب يسوع، بشفاعة أمّه وأمّنا مريم العذراء، أمّ المعونة الدائمة، شفيعة هذه الكنيسة، أن يكون معكم دائماً ويبارككم ويحرسكم ويرافقكم ويرافق أولادكم وشبابكم نحو الهدف الأسمى الذي هو اللقاء بالرب يسوع".

    وبعدما منح غبطته البركة الختامية، استقبل المؤمنين في لقاء محبّة أعدّه كاهن الرعية الخوراسقف عماد حنّا الشيخ تكريماً لجميع العاملين في خدمة الرعية، والذين زاد عددهم على 250 شخصاً، وذلك في قاعة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان. وخلال اللقاء، قدّم لهم الخوراسقف عماد الهدايا التذكارية، في جوّ من الفرح الروحي والشكر للرب على عطيّة المحبّة والخدمة التي منحها لهذه الرعية.

    وختاماً، تقدّم الجميع من غبطته، فنالوا بركته الرسولية ودعاءه الأبوي لهم ولعائلاتهم بدوام الصحّة والعافية والنجاح والتوفيق.

 

 

إضغط للطباعة