الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بقداس عيد مار أفرام وافتتاح دير مار أفرام التاريخي الذي ترمّم بعد أكثر من ١٦٠ سنة، الشبانية - المتن، جبل لبنان

 
 

    غبطة البطريرك يونان: "لبنان اليوم أحوج ما يكون إلى قلوب متّحدة، وإلى إخوة وأخوات يحبّون أن يعيشوا معاً، ليس فقط بالقول، ولكنّهم يُظهِرون هذا العيش الواحد بكلّ أبعاده، رغم كلّ الصعوبات والتحدّيات"

 

    في تمام الساعة السادسة من مساء يوم السبت ١٧ حزيران ٢٠٢٣، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد مار أفرام السرياني ملفان الكنيسة الجامعة، وافتتاح دير مار أفرام التاريخي الذي قام غبطته بترميمه بعد أكثر من ١٦٠ سنة من الهجرة والتهجير، وأعاد إليه الحياة الرهبانية بانتقال الرهبان الأفراميين للعيش فيه، وذلك في بلدة الشبانية - المتن الأعلى، جبل لبنان.

    عاون غبطتَه في القداس صاحبُ السيادة مار متياس شارل مراد النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، والأباتي حنّا ياكو رئيس الرهبان الأفراميين، والآباء الرهبان، بحضور ومشاركة صاحب السيادة المطران مار ربولا أنطوان بيلوني، والأب جليل هدايا النائب القضائي في أبرشية بيروت البطريركية، والآباء الكهنة من الدائرة البطريركية وأبرشية بيروت البطريركية ودير سيّدة النجاة البطريركي - الشرفة، والراهبات الأفراميات. وخدم القداس جوق رعية مار بهنام وسارة - الفنار، وأعضاء حركة مار بهنام وسارة - الفنار، وحركة مار شربل - بيروت، بحضور ومشاركة جموع غفيرة من المؤمنين من أبناء رعايا أبرشية بيروت البطريركية ومن المهجَّرين العراقيين في لبنان، ومن فعاليات المنطقة.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، استهلّ غبطة أبينا البطريرك كلامه بتلاوة بيتين من الشعر للقديس مار أفرام السرياني، هذا الملفان أي المعلّم، الراهب الناسك من القرن الرابع الميلادي:

    "ܐܶܢܳܐ ܠܺܝ ܥܶܒܕܶܬ ܥܺܕܬܳܐ ܠܰܡܫܺܝܚܳܐ܆ ܘܩܰܪܒܶܬ ܠܶܗ ܒܓܰܘܳܗ̇ ܒܶܣܡ̈ܶܐ ܘܗܶܪ̈ܽܘܡܶܐ܆ ܥܰܡܠܳܐ ܕܗܰܕ̈ܳܡܰܝ. ܡܰܕܒܚܳܐ ܗܘܳܐ ܪܶܥܝܳܢܝ̱ ܘܟܳܗܢܳܐ ܗܘܳܐ ܨܶܒܝܳܢܝ̱܆ ܘܰܐܝܟ ܐܶܡܪܳܐ ܕܰܟܝܳܐ ܕܶܒܚܶܬ ܐ̱ܢܳܐ ܠܰܩܢܽܘܡܝ̱̱܆ ܘܩܰܪܒܶܬ ܩܽܘܪܒܳܢܳܐ". وترجمته بالعربية: "يقول مار أفرام: جعلتُ ذاتي بيعةً (أي كنيسةً) للمسيح، وفيها قرَّبتُ له بخوراً وعطراً، ثمرة أعضائي (أعضاء جسمي). فكري أضحى مذبحاً وإرادتي كاهناً، وكحملٍ نقيٍّ ذبحتُ ذاتي، وقرَّبتُ قرباناً".

    وأعرب غبطته عن عميق سروره بهذه المناسبة المباركة: "تملأنا جميعاً الفرحة، أن نحتفل اليوم بعيد مار أفرام، وبشكل خاص بافتتاح هذا الدير بعد أكثر من ١٦٠ سنة على الهجرة والتهجير الذي     أُرغِم عليهما الرهبان، وتهدّم، وبنعمته تعالى استطعنا أن نرمّمه كما ترون، وعلى أمل أن نستطيع إكمال ترميمه، لأنّه كما نعلم في القسم الشرقي كان هناك طابقان، ونأمل أن نرمّم الطابق الثاني، والمهمّ أنّ هذا الدير فتح أبوابه لحياة رهبانية أفرامية، على مثال مار أفرام السرياني".

    وأكّد غبطته أنّ "هذا الدير، أحبّاءنا، هو ديركم، يا أهل الشبانية والمنطقة، ونعلم يقيناً كم تعتزّون بهذا الدير وتكرّمونه، وترغبون أن تعود إليه الحياة، ويرجع عامراً بالرهبان، ويقصده المؤمنون للزيارة من كلّ المذاهب والطوائف. وجميعنا نعرف أنّ إخوتنا الدروز كانوا دائماً مكرّمين لهذا الشفيع، مار أفرام، والبعض منهم ساعدونا في الترميم بكلّ أريحية. ولبنان اليوم أحوج ما يكون إلى قلوب متّحدة، وإلى إخوة وأخوات يحبّون أن يعيشوا معاً، ليس فقط بالقول، ولكنّهم يُظهِرون هذا العيش الواحد بكلّ أبعاده، رغم كلّ الصعوبات والتحدّيات".

    ولفت غبطته إلى أنّنا "نفرح اليوم لأنّ إخوتنا وأعزّاءنا الرهبان الأفراميين موجودون بقسم منهم هنا في هذا الدير، وقسم آخر منهم في دير مار بهنام التاريخي في العراق. لقد قرّر هؤلاء الرهبان أن يعيدوا إحياء الحياة الرهبانية في هذا الدير، وبالتأكيد يجب أن يذكّرهم هذا الأمر أنّهم من دون الرب لا يقدرون أن يحقّقوا أمنياتهم ومشاريعهم".

    ونوّه غبطته إلى "ما سمعناه من الإنجيل المقدس: بدوني لا تستطيعون أن تعملوا شيئاً، بمعنى شيئاً صالحاً، كلّ صلاح يأتينا من الله تعالى، وعلى الرهبان الأفراميين، مثلما على راهباتنا الأفراميات الحاضرات معنا اليوم، أن يتّكلوا جميعاً على الرب يسوع بشكل كلّي وتامّ، حتّى يستطيعوا أن يعيشوا حياتهم الرهبانية، عاملين بقول مار بولس الرسول إلى أهل غلاطية، بحسب ثمار الروح، وهي المحبّة والسلام والتواضع واللطف والوداعة والصبر والحكمة والفهم والعلم والمشهورة والشجاعة والتقوى ومخافة الله إذ من دون هذه الفضائل لا يمكنهم أن يحيوا معاً حياةً رهبانيةً مشتركةً، ولا يستطيعون أن يشهدوا أمام محيطهم، لأنّ الرب دعاهم كي يسعوا إلى الكمال، مكرّسين ذواتهم من أجل ملكوت السموات".

    وشكر غبطته "جميع الحاضرين، بدءاً بصاحبي السيادة المطرانين أنطوان بيلوني وشارل مراد، والآباء الكهنة والرهبان والراهبات، وفعاليات المنطقة، وأبناء رعايا أبرشية بيروت البطريركية، وجوق الترتيل، والحركات الشبابية، والأخويات"، مشدّداً على أنّ "هذا الدير هو لكم أحبّاءنا، أهالي بلدة الشبانية العزيزة وبلدات المتن الأعلى، حيث سيعيش رهباننا الأعزّاء تكرُّسهم حسب قلب الرب يسوع".

    وأشار غبطته إلى "احتفال الكنيسة السريانية والكنيسة الجامعة بمئوية إعلان مار أفرام السرياني ملفاناً أي معلّماً للكنيسة الجامعة، بفم الطيّب الذكر البابا بنديكتوس الخامس عشر عام ١٩٢٠، بناءً على طلب من الطيّب الذكر البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني رحماني، وقد وضعنا بهذه المناسبة نصباً تذكارياً لمار أفرام أمام المدخل الرئيسي لجامعة اللاتران الحبرية في روما، ودشّنّاه في حفل روحي مهيب في ١٩ نيسان المنصرم".

    وختم غبطته موعظته ضارعاً "إلى الرب يسوع، بشفاعة أمّه وأمّنا مريم العذراء، سيّدة النجاة وسيّدة لبنان، ومار أفرام السرياني ملفان الكنيسة الجامعة، أن يبارك لبنان، ويعيد إليه المحبّة الحقيقية والسلام والرجاء الفاعل، كي يبقى شبّاننا وشابّاتنا متمسّكين بلبنان الوطن وراسخين فيه".

    وكان الأباتي حنّا ياكو قد ألقى كلمة قدّم في مستهلّها الشكر البنوي إلى غبطة أبينا البطريرك الذي بادر بروحه الأبوية الرعوية، فقام جاهداً بترميم هذا الدير التاريخي بعد تركه لأكثر من ١٦٠ سنة، وأنعشه بإعادة الحياة الرهبانية إليه والطلب إلى الرهبان الأفراميين الانتقال للعيش فيه، متسفيضاً في شرح تاريخ تأسيس هذا الدير والحياة فيه والدور الذي كان يؤدّيه رهبانه.

    وشكر الحضور جميعاً، باسطاً يده إلى الجميع، من فعاليات المنطقة وأبناء الرعايا، مشجّعاً إيّاهم على زيارته، وحاثّاً الذين يرغبون في تكريس ذواتهم للرب بالانضمام إلى الرهبانية الأفرامية.

    وبعدما منح غبطته البركة الختامية، استقبل المؤمنين، يحيط به الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات، فنال الجميع بركة غبطته، وهم يلهجون بالشكر على هذا الإنجاز الرائع الذي قام به غبطته بترميم هذا الدير التاريخي. فشكراً لله على عطيّته التي لا يُعبَّر عنها.

 

إضغط للطباعة