الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
نص كلمة سيادة المطران مار أفرام يوسف عبّا أمام آلاف الجماهير الغفيرة المحتشدة في التطواف والمسيرة السنوية بمناسبة عيد الشعانين في بخديدي (قره قوش)، العراق

 
 

    يطيب لنا أن ننشر فيما يلي نص الكلمة التي ألقاها صاحب السيادة مار أفرام يوسف عبّا المدبّر البطريركي لأبرشية الموصل وتوابعها ورئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السينودس المقدس، أمام آلاف الجماهير الغفيرة المحتشدة في التطواف والمسيرة السنوية التقليدية والتاريخية، بمناسبة عيد الشعانين، في بخديدي (قره قوش)، العراق، صباح يوم الأحد 10 نيسان 2022: 

 

    "أيُّها الإخوةُ والأخواتُ المحبوبونَ بالربِّ في بخديدي الحبيبة 

    قبلَ مجيءِ المسيحِ بمئاتِ السنواتِ، تنبّأَ زكريا النبيُّ عن هذا الدخولِ الملوكيِّ للربِّ يسوعَ إلى مدينةِ أورشليمَ، فقالَ: 

    "اِبْتَهِجِي جِدّاً يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ، اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَان (زك 9:9).

 

    ترجمة بالسورث 

    (أجو بدامرنايخ براتد دبخديدي: لووش وساقل، بصوخ وصهول، مساب شولطانخ اثويا لكيباخ ركيوا لأيلا برد خمرتا نيخا ومكيخا ونصيرا شولطانا دشمي وأرأ). 

 

    أحبّائي أبناءُ وبناتُ بخديدي في الداخلِ والخارجِ، المقيمينَ والمغتربين: 

    أهنّئُكُم باحتفالِكُم اليومَ، إنّهُ عرسٌ عظيمٌ ومهيب، يسوعُ الملكُ يملكُ قلوبَكُم الطاهرةَ، معبّرينَ بفرحٍ  عن اعترافِكُم وإيمانِكُم بالنصرِ الذي حقّقَهُ الربُّ يسوعُ على العالمِ، مؤمنينَ بأقوالِه ووعودِه الصادقة. في ذلكَ اليومِ، تحقّقَت نبوءاتٌ كثيرةٌ بأنَّ الربَّ قد افتقدَ العالمَ وزرعَ فيهِ الحبَّ والسلامَ، ودخلَ قلوبَ الكثيرينَ وامتلكَها، وغمرَها بفرحٍ عارم. 

    حضورُ غبطةِ أبينا مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان البطريرك السرياني الأنطاكي ومشاركتُه معَنا وترؤُّسُه هذا العرسَ الرائعَ اليومَ، أبهجَ قلوبَنا وأثلجَ صدورَنا. لقد أبى غبطتُه إلا أن يكونَ بينَنا، مشاركاً إيّانا فرحَنا وسعادتَنا، في مناسبةٍ رائعةٍ وفريدةٍ أضحَت أشبهَ بتقليدٍ سنويٍّ في تاريخِ بخديدي قره قوش. إنَّه الأبُ الذي يحتضنُ أبناءَهُ، والراعي الذي يتفقّدُ رعيتَهُ، والرأسُ الذي يقودُ أبناءَهُ إلى المراعي الخصبةِ، مستمطراً نِعَمَ الربِّ يسوعَ، الراعي الصالح، وبركاتِهِ وعطاياهُ الغزيرةَ، على كنيستِه السريانيةِ الكاثوليكيةِ الأنطاكيةِ في العراقِ ولبنانَ وسوريا والأردن والأراضي المقدّسة ومصرَ وتركيا وأوروبا والأميركتين وأستراليا، وفي كلِّ مكانٍ منَ العالمِ حيثُ يوجدُ السريانُ، ومدافعاً صلباً عن كنيستِه وحقوقِ شعبِه المشروعةِ بالعيشِ الكريمِ بكلِّ ما أُوتِيَ بهِ مِن جرأةٍ وقوّةٍ قلَّ نظيرُهُما في دنيا النفاقِ هذه. 

    إنَّ هذا الترحيبَ والاستقبالَ البنويَّ لغبطةِ أبينا البطريرك، يدلُّ على عمقِ الوحدةِ والمحبّةِ التي تجمعُ أبناءَ كنيستِنا براعِيهم الأعلى. 

    بخديدي لؤلؤةُ الكنيسةِ السريانيةِ الكاثوليكيةِ في العالمِ، على حدِّ تعبيرِ غبطةِ أبينا البطريرك، الذي يجاهرُ بهذا في كلِّ مناسبةٍ، ويفتخرُ بها وبأبنائِها، أساقفةً وخوارنةً وكهنةً وشمامسةً ورهباناً وراهباتٍ ومؤمنينَ ومؤمناتٍ. وجلُّ اهتمامِه أن يرفعَ اسم بخديدي عالياً شامخاً، ومعَها أبناءُ وبناتُ كنيستِنا السريانيةِ الكاثوليكيةِ الأنطاكيةِ في عمومِ أرضِ العراقِ الغاليةِ، بل في الشرقِ وفي العالمِ، كلِّ العالم. 

    ما أسعدَنا وأبهجَنا اليومَ، ورأسُ كنيستِنا يتقدّمُ مسيرتَنا نحوَ الولاءِ ليسوعَ ملكِنا! 

    طوبى لنا انشدادُنا وحبُّنا لكنيستِنا السريانيةِ الكاثوليكيةِ الأنطاكيةِ الحبيبةِ والعريقة! 

    هنيئاً لنا وغبطةُ أبينا البطريرك يشاركُنا أفراحَنا، ويدعونا لنحافظَ على الأمانةِ التي تسلّمناها من آبائِنا وأجدادِنا، الأمانة لإيمانِنا وتراثِنا ولغتِنا! 

    ما ألذَّ وأطيبَ أن نسمعَ صوتَ الراعي يكلّمُنا ويوجِّهُ إلينا كلماتِه الأبويةِ والتشجيعيةِ في هذا اليومِ! 

    غبطةُ أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان معَنا مباشرةً، ومن القلبِ إلى القلبِ يحدّثُنا: 

    أدعوكُم للإصغاءِ إلى كلمتِه التاريخيةِ، 

    تفضّلُوا يا سيّدنا وانثُرُوا علينا نحنُ أبناءَكم وبناتِكم دُرَرَكُم الثمينةَ، وبارخمور سيدنا.  

    أوشعنو بريخو".

 

إضغط للطباعة