الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يزور كاتدرائية مار جرجس للسريان الأرثوذكس، الحسكة – سوريا

 
 

    في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم الأحد 12 كانون الأول 2021، قام غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بزيارة إلى كاتدرائية مار جرجس للسريان الأرثوذكس في مدينة الحسكة – سوريا.

    رافق غبطتَه صاحبُ السيادة مار يوحنّا بطرس موشي رئيس الأساقفة السابق لأبرشية الموصل وتوابعها، والخوراسقف جوزف شمعي المدبّر البطريركي لأبرشية الحسكة ونصيبين، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، والأب يوسف عاصي كاهن كنيسة مار بطرس وبولس في القامشلي، والشمّاس الإكليريكي فادي مرجان.

    أمام الباب الخارجي، كان في استقبال غبطته صاحبُ النيافة مار موريس عمسيح مطران أبرشية الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس، يحيط به كهنة الكاتدرائية وشمامستها وجموع غفيرة من المؤمنين. فأُلبِس غبطته الغفَّارة وحمل الصليب والعكّاز الأبوي، دخل إلى الكاتدرائية بموكب حبري مهيب، على أنغام ترنيمة استقبال رؤساء الأحبار، تؤدّيها فرقة الكشّاف السرياني.

    ترأّس غبطة أبينا البطريرك صلاة الرمشو (المساء) بحسب الطقس السرياني الأنطاكي.

    ثمّ ألقى نيافة المطران مار موريس عمسيح كلمة رحّب فيها بغبطته، فقال:"مباركٌ الآتي باسم الرب، طوبى لصانعي السلام لأنّهم أبناء الله يُدعَون. أهلاً وسهلاً بكم يا صاحب الغبطة، بقدومكم إلى مدينتكم ومسقط رأسكم، هذه المدينة التي أحببتموها من كلّ قلبكم، لا بل خدمتم فيها كشمّاس، ورُسِمتُم فيها كاهناً وأسقفاً، وخدمتم رعايا الجزيرة في السبعينيات، واختاركم الله كي تكملوا الرسالة في الولايات المتّحدة الأميركية وكندا قرابة الربع قرن. وبعد ذلك اختاركم الله كي تجلسوا على السدّة البطرسية، وتكونوا راعياً ومدبّراً وربّاناً حكيماً لكنيسته المباركة على إخوتنا وأشقّائنا من الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية المباركة". 

    وتابع نيافته: "فاليوم يومٌ تاريخي في حياة الجزيرة، وفي حياة هذه المدينة التي أنجبت رئيس أحبارٍ ليكون قائداً ومدبّراً حكيماً وسفيراً لمدينته وبلده الغالي سوريا في ترحاله في كلّ أصقاع الدنيا. فيا صاحب الغبطة، نلنا البركة على يدكم في هذا اليوم كأبناء هذه المدينة المباركة، مدينة الحسكة التي نعتزّ بها، وقد أنجبت رؤساء أحبارٍ وأحباراً وكهنةً وشمامسةً، فالجزيرة دائماً ولّادة، وفخرٌ للجزيرة في هذا العصر الذي نعيش فيه أنّها أنجبت لنا بطريركيين أنطاكيين، هما: صاحب القداسة مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، وصاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي. نسأل الرب أن يديمكما ويحفظكما راعيين جليلين، وإن شاء الله على يدكما تتمّ الوحدة المسيحية، ونصلّي جميعاً ليكون العيد واحداً بإذنه تعالى".

    وأردف نيافته: "أهلاً وسهلاً بكم يا صاحب الغبطة، وبضيوفنا الأعزاء، لا أقول ضيوفاً، بل أنتم أهل البيت، مع صاحب السيادة مار يوحنّا بطرس موشي والآباء الخوارنة والكهنة. ونهنّئ أبونا يوسف عاصي الذي نال البركة البارحة على يد صاحب الغبطة، ليكون كاهناً وراعياً لكنيسة مار بطرس وبولس في مدينة القامشلي الحبيبة. فيا صاحب الغبطة، مهما تكلّمنا عن غبطتكم، فأنتم أبٌ وراعٍ ومدبّرٌ حكيمٌ لكنيسة المسيح".

    وتضرّع نيافته "إلى الله كي يمدّ بحياتكم ذخراً وفخراً وبركةً للكنيسة، لأنّ الكنيسة اليوم بأمسّ الحاجة، وخاصّةً في بلدنا سوريا، إلى أبوّتكم ورعايتكم وغيرتكم وصلاتكم، حتّى يبعد اللهُ الغيمةَ السوداء عن بلادنا وأهلنا. ونطلب منه تعالى أن يحمي شعبنا كي نبقى في أرضنا، أرض الآباء والأجداد، متجذّرين وراسخين في هذه الأرض التي جُبِل ترابها بدماء آبائنا وأجدادنا، ونحن على نفس المنوال نسير من أجل كنيستنا وبلادنا وشعبنا. أطال الرب بعمركم يا صاحب الغبطة بركةً لنا وللكنيسة، وبارخمور".

    بعدئذٍ وجّه غبطة أبينا البطريرك كلمة مفعمة بمشاعر المحبّة الأخوية والشكر، بعنوان "ما أطيب وما أحلى أن يكون الإخوة ويسكنوا معاً"، عبّر فيها عن عميق شكره إلى نيافة المطران موريس عمسيح "من كلّ قلبي لدعوتكم لي ولمرافقيّ، ومعي سيدنا المطران مار يوحنّا بطرس موشي الذي اقتُلِع من رعيته في قره قوش بسهل نينوى - العراق، مع كهنته ورهبانه وراهباته وعشرات الآلاف من المؤمنين الذين اقتُلِعوا من سهل نينوى على يد الإرهابيين والتكفيريين، وظلّوا منفيين لأكثر من عامين، إلى أن عادوا ونشكر الله، ونستطيع القول اليوم إنّ سهل نينوى ينهض من تلك الأزمة التي تبدو خانقة، بقوّة الرب ونعمه وبالاتّكال عليه".

    وتابع غبطته: "يرافقنا أيضاً المونسنيور حبيب مراد الذي يعرفه كثيرون منكم، لا سيّما بين إخوتنا الآباء الأفاضل، والأب كريم كلش، إلى جانب الخوراسقف جوزف شمعي الذي يخدم هذه الأبرشية المنكوبة بسبب الأحوال، ليس المناخية، وإنّما الأحوال المشؤومة لتمزيق سوريا الحبيبة".

    وأكّد غبطته على أنّنا "نعم، أيّها الأحبّاء، نحن نبقى إخوةً، وقد صمّمنا أنّنا سنبقى كذلك، إخوة وكنيسة واحدة ذات إيمان واحد وتراث سرياني واحد ولغة سريانية واحدة وتقاليد واحدة ورثناها من آبائنا وأجدادنا على مرّ القرون رغم العواصف التي عصفت بهم. ونحن اليوم، إذا كنّا مسيحيين، فالفضل في هذا لله تعالى طبعاً، والفضل أيضاً لهؤلاء المؤمنين الذين ظلّوا راسخين بإيمانهم رغم الاضطهادات والتشريد والشهادة التي فُرِضت عليهم".

    ولفت غبطته إلى أنّنا "التقينا بقداسة أخينا البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني يوم الجمعة الماضي في دمشق، وقد زارنا قداسته وتحادثنا وتبادلنا المشاعر الأخوية والرجاء، فكلانا يقوم بتفقُّد رعايانا في كلّ أنحاء العالم، شرقاً وغرباً. تبادلنا الحديث، وشهدنا على أنّه رغم كلّ ما حصل لنا من تدخّلاتٍ خارجيةٍ جعلَتْنا نبتعد عن بعضنا البعض لفترة من الزمن، لكنّنا سنظلّ متّحدين بالمحبّة الأخوية، لأنّ معلّمنا الرب يسوع قال لنا بأنّنا بمحبّتنا نفرض أنفسنا على الآخرين، ليس بالقوّة، ولكن بحضارة المحبّة، وبوحدتنا نستطيع أن نشهد للرب يسوع".

    وختم غبطته كلمته بالقول: "نشكركم يا سيّدنا موريس من كلّ القلب، ونشكر الآباء الكهنة والشمامسة والمؤمنين الذين شاركوا في هذا اللقاء الأخوي. حفظكم الرب جميعاً، ونرجو أن نعيش دائماً بهذا الجوّ، جوّ الأخوّة والفرح، فالرب يسوع هو فرحنا ورجاؤنا وخلاصنا".

    وألبسَ نيافةُ المطران مار موريس عمسيح غبطتَه صليب صدر، عربون محبّة بنوية وإكرام وتقدير، وقدّم له كتابين تذكاريين بعنوان "تاريخ السريان في الجزيرة".

    وأهدى غبطته إلى نيافته أيقونة سيّدة النجاة في دير الشرفة البطريركي، وكذلك نسخة من كتاب "أكثر من نصف قرن من الخدمة والعطاء" الذي أعدّته ونشرته البطريركية بمناسبة اليوبيل الكهنوتي الذهبي واليوبيل الأسقفي الفضّي لغبطته، وذلك تخليداً لهذه الزيارة المباركة.

    وبعدما منح غبطة أبينا البطريرك البركة الختامية، انتقل غبطته بموكب حبري مهيب إلى صالون الكاتدرائية، على وقع معزوفات سريانية تراثية أدّتها فرقة الكشّاف السرياني في الحسكة. ثمّ استقبل غبطته المؤمنين الذين نالوا بركته الأبوية في جوٍّ من البهجة الروحية والمحبّة الخالصة.

    ثمّ غادر غبطته والوفد المرافق مودَّعاً كما استُقبِل بمجالي الحفاوة البنوية والإكرام.

 

إضغط للطباعة