الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس للإرسالية السريانية الكاثوليكية في مدينة اسكلستونا - السويد، ويرسم شمامسة قرّاء

 
 

    في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم السبت ٢٥ أيّار ٢٠١٩، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي في كنيسة إرسالية مار فلابيانوس ميخائيل السريانية الكاثوليكية في مدينة اسكلستونا - السويد، وخلاله قام غبطته برسامة ستّة شمامسة قرّاء.

    استُقبِل غبطة أبينا البطريرك من الفرقة النحاسية وفرق الشبيبة في الإرسالية، ودخل الكنيسة وسط حشود غفيرة من المؤمنين غصّت بهم الكنيسة وساحتها.

    عاون غبطتَه في القداس أصحابُ السيادة: مار اقليميس يوسف حنّوش مطران أبرشية القاهرة والنائب البطريركي على السودان، ومار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، ومار ثيوفيلوس فيليب بركات رئيس أساقفة حمص وحماة والنبك، والأب رامي قبلان الزائر الرسولي في أوروبا، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، والأب بول قس داود كاهن إرسالية مار فلابيانوس ميخائيل في اسكلستونا، والأب عمّار باهينا كاهن إرسالية مار كوركيس في اسكلستونا، والأب اليان غانم، بحضور ومشاركة كهنة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في المدينة.

    في موعظته بعد الإنجيل المقدس، أعرب غبطة أبينا البطريرك عن فرحه بالقيام بهذه الزيارة للإطلاع على أوضاع المؤمنين ومشاركتهم الرجاء أنه "مهما كانت الصعوبات والتحدّيات كبيرة، سنظلّ أمناء للمعلّم الإلهي ربّنا يسوع المسيح، أكنّا في حالة العوز والفقر، أو في حالة الرخاء والاكتفاء الذاتي، وإن كنّا مشتَّتين في ديار الأرض الواسعة، أو كنّا مجموعين في بلد واحد، أكنّا نعاني الأمراض أو كنّا في تمام العافية والصحّة، فنحن مدعوون أن نشهد لمحبّة الرب لنا، لأنّه خلّصنا بموته وقيامته".

    ونوّه غبطته إلى أنّ "الوصية التي تكمل كلّ الوصايا هي وصية المحبّة، ولا يمكننا أن نعيش المحبّة لبعضنا البعض ما لم نكن أمناء لربّنا يسوع المسيح، بمعنى أنه علينا ليس فقط أن نؤمن بالأقوال، لكن أيضاً أن نعيش إيماننا بالعمل في حياتنا اليومية"، مشيراً إلى انزعاج يعقوب ويوحنّا تلميذَي يسوع من عدم استقبال أهالي قرية من السامريين ليسوع وتلاميذه، وكيف طلبا من يسوع أن يفني أهل هذه القرية بالنار، أمّا يسوع فيجيبهم بأنه لم يأتِ ليهلك بل ليخلّص، لافتاً إلى أننا "نعيش الآن هذا السرّ الخفي الغير المدرك، فكيف يُسمَح لأناس أشرار أن يبتزّوا ويهدّدوا ويضطهدوا ويهلكوا أناساً أبرياء. فنحن نعيش هذه المأساة منذ سنوات، أكان في سوريا والعراق ومصر، وفي الشرق الأوسط برمّته".

    وأشار غبطته إلى أنه "اليوم لدينا فرحة رسامة شمامسة بالدرجات الصغرى كي يتكرّسوا في حياتهم في العالم لخدمة الكنيسة وخدمة الرعية، ونحن نفرح ونثق أنّ هؤلاء الشبّان يريدون أن يعطوا من ذاتهم، متعاونين مع الكهنة، لخدمة الرب يسوع وكنيسته".

    واستذكر غبطته الرجال الثلاثة الذين يعطيهم الرب يسوع مثالاً في إنجيل اليوم: الأوّل كان يريد اتّباع يسوع ومشاركته في صنع العجائب، فيما يبيّن له يسوع بأنه مخطئ، وأنّ ابن الإنسان ليس له حجر يسند إليه رأسه، بمعنى أنّ يسوع جاء لكي يكون متجرّداً. والثاني طلب من يسوع أن يسمح له أن يدفن أباه، فيدعوه يسوع كيلا يفكّر بحسب تفكير العالم، بل أن يطلب ملكوت الله، وهذا لا يعني التنكّر للأهل لا سمح الله، أو تناسي أتعابهم معنا وتربيتهم لنا ومساهمتهم الأساسية في تكوين شخصيتنا وتألّمهم لأجلنا، بل يجب أن نعرف كيف نكافئهم، وفي نفس الوقت نتذكّر أنّ الأولوية هي لله. والثالث سأل يسوع أن يسمح له بالذهاب لتوديع أهله، و"نحن نعرف اليوم أنّ العائلات مشتَّتة وممزَّقة، والبعض يفكّرون أنّ دعوتهم المسيحية هي أن يكونوا مجتمعين، ناسين أنّ آباءنا وأجدادنا ضحّوا الكثير لينقلوا لنا هذا الإيمان المسيحي الذي هو لؤلؤة حياتنا، فلو لم يكن آباؤنا وأجدادنا متعلّقين بالرب يسوع، ولو لم يتألّموا لأجله ولأجل الإنجيل، لَمَا كنّا اليوم مسيحيين، لكنّهم ضحّوا بالكثير وعانوا مختلف الاضطهادات كي يحملوا إلينا بشرى الإنجيل المفرحة".

    وتابع غبطته: "اليوم في هذه المدينة اسكلستونا التي استقبلتكم، نشكر الله على كلّ النعم التي وهبكم إيّاها بعدما نزحتم وتهجّرتم من وطنكم الأمّ في الشرق، هذا البلد السويد بلد الحقوق الإنسانية والمدنية والحرّية والديمقراطية، ولكن يجب أن نعرف أنّ هناك تحدّيات كبيرة سواء للشباب أو للأهل، بسبب الإختلاف في العقلية وفي الجوّ الاجتماعي والعلاقات بين أفراد العائلة، عمّا تعوّدنا عليه وعشناه. إلا أنّ هذا لا يجب أن يجعلنا نشعر بالفشل، لكن نتذكّر وصية يسوع، المحبّة، محبّة الله ومحبّة القريب، وهي أساس كلّ تعليم، أكان بشرياً أو دينياً. وفي الوقت عينه نكون مستعدّين لننشر المحبّة والسلام للجميع، ولا نخجل أن نقول إنّنا مسيحيون وأتباع الرب يسوع، لأنّنا نحن أعطينا يسوع لهذه البلاد التي أتينا إليها، فيسوع وُلِدَ وعاش وتمّم الفداء على أرضنا المشرقية، فيجب أن نكون فخورين بأننا تلاميذ الرب يسوع، وأن نكون مستعدّين لمجابهة كلّ التحدّيات كي نقرّب جميع الناس من ربّنا يسوع المسيح".

    وختم غبطته موعظته سائلاً الرب يسوع، بشفاعة أمّه مريم العذراء التي نحن في الأسبوع الأخير من شهر أيّار المبارك الذي نكرّمها فيه، طالباً من الرب يسوع، بشفاعتها، وبشفاعة الطوباوي مار فلابيانوس ميخائيل، "أن يحميكم، وأن يجعلنا على الدوام فخورين بإيماننا وبعائلاتنا، بالمحبّة التي تربطنا ببعض، ومعتزّين بكنائسنا المشرقية".

    وقبل المناولة، قام غبطة أبينا البطريرك برسامة أربعة شمامسة قرّاء لخدمة إرسالية مار فلابيانوس ميخائيل، وشمّاسين قارئين لخدمة إرسالية مار كوركيس، والإرساليتان في مدينة اسكلستونا، في جوّ من الفرح الروحي ووسط التهاليل والزغاريد.

    وكان الأب بول قس داود قد ألقى كلمة رحّب فيها بغبطة أبينا البطريرك والأساقفة والكهنة، شاكراً غبطته على زيارته الرسولية، ومثمّناً محبّته الأبوية وكلّ ما قدّمه وما لا يزال يبذله من أجل رعاية أبناء الكنيسة السريانية الكاثوليكية في كلّ مكان، وبخاصة في السويد، طالباً بركته وصلاته، وداعياً له بالعمر المديد مع الصحّة والعافية.

    وبعد البركة الختامية، التقى غبطته بالمؤمنين فنالوا بركته الأبوية والتقطوا معه الصور التذكارية تخليداً لهذه المناسبة المباركة.

 

إضغط للطباعة