الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بقداس منتصف ليل عيد الميلاد المجيد

 
 

    في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف من ليل الخميس 24 كانون الأول 2015، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلي الطوبى، بقداس منتصف ليل عيد ميلاد الرب يسوع المسيح بالجسد، في كاتدرائية سيّدة البشارة ـ المتحف ـ بيروت، يعاونه سيادة المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي والزائر الرسولي في أوروبا، والأب شارل مراد. وشارك في القداس أصحاب السيادة المطارنة: مار أثناسيوس متّي متّوكة، مار ربولا أنطوان بيلوني، ومار فلابيانوس يوسف ملكي، والكهنة: الأب أنطوان حمزو، الأب أنطوان ناصيف، الأب أفرام سمعان والأب حبيب مراد أمينا السرّ في البطريركية، بحضور جمع غفير من المؤمنين من أبناء الرعية.

    وخلال الإنجيل المقدس بحسب لوقا، والذي يروي حادثة ظهور الملائكة للرعاة إثر ميلاد الرب يسوع، أشعل صاحب الغبطة ناراً في موقدة، وطاف حولها يحيط به الأساقفة والكهنة، مرنّمين الأنشودة الميلادية "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر". وطافوا داخل الكاتدرائية، فيما الجوق ينشد باقةً من الترانيم الميلادية.

 

    وبعد الإنجيل، ارتجل غبطته موعظة الميلاد، وأبرز ما جاء فيها:

    "إذ لم يكن لهما موضعٌ:

    في هذا الليل، نلتقي في بيعة الله كيما نحتفل بعيدٍ، ذكراه تحلّ كلّ عام، وهو عيد الفرح والمحبّة والخلاص، لأنّ في مثل هذا العيد قبل أكثر من ألفي سنة، وُلد لنا مخلّصٌ هو ابن الله، كما يقول الإنجيل، وكما سمعنا من أشعيا النبي الذي يتنبّأ عن النور الذي يُشرق في الظلمة، إبناً أُعطينا... ويكون اسمه عجيباً.

    في رسالة بولس رسول الأمم إلى أهل غلاطية، يذكّرنا مار بولس أنّ يسوع جعلنا إخوةً وأخواتٍ له، أي أبناءً لله، وربح لنا الخلاص بتواضعه وتنازُله إلينا، واتّخاذه طبعنا البشري كي يرفعنا إليه.

    كلّنا نريد أن نعيش زمن الميلاد بفرح القلب والنفس والمحبّة التي تبني، وعواطف الرحمة والحنان للذين يحتاجون إلينا، لكن تعلمون المشاكل والصعوبات التي نعيشها في لبنان بسبب النزاعات بين الطوائف والأحزاب، وكذلك في سوريا والعراق والأراضي المقدّسة، حيث نجد الصراعات التي يعيشها شرقنا المعذَّب.

    لم يكن لهما موضعٌ...، مريم التي كانت تحمل يسوع في أحشائها، لم تجد لهما موضعاً، فاضطرّت أن تقصد مع يوسف مغارةً يقصدها الرعاة مع قطعانهم وقت الملمّات. وهناك ولدت البتول عجباً الإله والإنسان، وهذا هو سرّ التجسّد الإلهي، سرّ محبّة الله للإنسان.

    في سوريا والعراق اليوم، إخوةٌ وأبناءٌ لنا لا يختبرون فرح الميلاد ولا يعيشونه، بخاصةٍ في سهل نينوى حيث اقتُلع إخوتنا وأبناؤنا من أرضهم، وأُرغِموا على ترك كلّ شيءٍ، والنزوح والهجرة. وفي سوريا، وبخاصةٍ في بلدة صدد المحاصَرة، والتي هجرها أهلها، ولم يبقَ فيها سوى بعض من أبنائها من الشباب الذين يدافعون عنها، وغيرها من البلدات والقرى التي لا يستطيع أهلها عيش فرح العيد.

    لذا، نشكره تعالى لأنّه أهّلنا أن نحتفل بفرح العيد، وأن نعيش حريتنا الدينية، ونمارس نشاطاتنا الروحية والإجتماعية في لبناننا الحبيب دون خوفٍ، رغم الصعوبات والتحدّيات.

كلّنا في هذا الشرق مستهدَفون، لكنَّ إيماننا ورجاءنا سيبقيان قويين وثابتين رغم كلّ الظروف.

    نهنّئكم بهذا العيد، ونطلب من الله أن يبارككم، وأن يحلّ مشاكل بلدنا الحبيب لبنان، وأوّل ما نحتاج إليه هو انتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهورية، يحكم بالنزاهة والحكمة.

    نطلب منه تعالى أن يجعل من العام الجديد عام خيرٍ وبركةٍ ومحبّةٍ، وأن تكون رعيتكم هذه، رعية سيّدة البشارة في بيروت، مثالاً بالمحبّة والتعاون، وهكذا تستطيعون أن تعيّدوا معاً فرح الميلاد.

    وُلد المسيح... هللويا".

 

    وبعد البركة الختامية، استقبل غبطته، يحيط به الأساقفة والكهنة، المؤمنين الذين قدّموا لغبطته التهاني بالعيد، وذلك في قاعة الكاتدرائية.

 

إضغط للطباعة