شارك في القداس والسيامة أيضاً صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، وبطريرك الأرمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر، والسفير البابوي في لبنان المونسنيور كبريالي كاتشا، والسفير البابوي في سوريا المونسنيور ماريو زيناري، وعدد من الأساقفة والكهنة والرهبان والرهبات، بحضور جموع غفيرة من المؤمنين.
كما شاركت اللبنانية الأولى السيدة وفاء سليمان ممثلةً فخامة رئيس الجمهورية، وعدد من الوزراء والنواب والفعاليات.
وفي موعظته بعد الإنجيل، اعتبر البطريرك الراعي أنّ "مهمة المطارنة تفعيل التضامن من أجل الخير العام، والكنيسة لا تستطيع أن تتلوّن بأيّ لونٍ سياسي أو تعتنق أيّ نظام خاص".
وتوجّه الراعي إلى المطارنة الجدد بالقول: "تعلنون إيمانكم الراسخ بالمسيح، فيما تنحنون لوضع اليد وقبول عطية الروح القدس. تأتون من أبرشياتكم أغنياء بالفضائل والروحانية الكهنوتية. مهمتكم أن تبنوا في أبرشياتكم شركة الإيمان والرجاء والمحبة لخدمة الحقيقة والنعمة، ومهمتكم الرعوية تقتضي العمل على كل ما يختص بكرامة الشخص البشري وحقوقه ومصيره، وبتوفير العدالة الاجتماعية".
وقال: "لا يحق لكم الصمت عن المظالم، بل عليكم التسلّح بالجرأة، وأن تكونوا صوتاً لمن لا صوت له، وتردّدوا دوماً صدى صرخة الإنجيل في الدفاع عن بؤساء هذا العالم والمهدَّدين والمحتقَرين والمستضعَفين والمحرومين حقوقهم الأساسية. ولا يستطيع أحدٌ أن يوقفكم أو يوقف الكنيسة عن ذلك".
بعد المناولة، بدأت رتبة السيامة، وتقدّم الأساقفة المنتخّبون من البطريرك الراعي الجالس على الكرسي في وسط المذبح، لابساً التاج، ممسكاً الصليب بيمينه والعكاز بيساره، فجثوا أمامه وقبّلوا يده وقدّموا إليه صورة الإيمان التي جاهروا بها، موقَّعةً بأيديهم.
ثم كان المسح بالميرون وإعلان السيامة وتلبيس الشارات الحبرية والجلوس على العرش والزياح.
وألقى المطران الجديد منير خيرالله كلمةً باسم الأساقفة الجدد، أشار فيها إلى أنه وعون وسليمان من الرابطة الكهنوتية التي تحتفل هذه السنة بمرور 70 عاماً على تأسيسها، وقال: "ارتأينا أن نبدأ خدمتنا الأسقفية من قنّوبين لنولد من جديد من رحم الوادي المقدس حيث جذورنا وينابيعنا الروحانية، ملتزمين عيش التجدّد في الميادين الدينية والكنسية والتربوية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإعلامية". وأضاف: "سنسعى إلى أن نكون أيقونة حيّة للرب يسوع المسيح، ونحن مقتنعون بأنّ كلّ تجدّد في كنيستنا لا ينطلق إلا بالعودة إلى روحانية قنّوبين النسكية، ومشروع خدمتنا الأسقفية في جبيل والبترون واللاذقية، سيكون المشروع نفسه الذي تبنّاه غبطة أبينا البطريرك والذي تبنّته كنيستنا في المجمع البطريركي الماروني بهدف التجدّد في أشخاصها ومؤسساتها ورسالتها الريادية في الشرق والغرب".
وختم: "سنتعاون مع إخوتنا الكهنة والعلمانيين وسنولي أهمية كبرى لتنشئة الشبيبة والطلاب الإكليريكيين وراعوية العائلة، وسنشدّد على التمسك بالبطريركية وترسيخ الهوية المارونية والتشبّث بلبنان". وفي الختام تقبّل الأساقفة الثلاثة الجدد التهاني من الحضور جميعاً.
وقد هنّأ غبطة أبينا البطريرك أخاه غبطة البطريرك الراعي والأساقفة الجدد، متمنياً لهم خدمة أسقفية مثمرة لما فيه تمجيد اسم الرب يسوع ونموّ وازدهار الكنيسة المقدسة.
|