احتفلت جمعية الراهبات الأفراميات بنات ام الرحمة بيوبيل الخمسين سنة على تأسيس جمعية الراهبات الأفراميات في دير الراهبات الأفراميات بطحا - لبنان
ابتدأ الإحتفال بقداس ترأسه سيادة المطران مار رابولا أنطوان بيلوني المعاون البطريركي ممثلا غبطة أبينا البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان الكلي الطوبى.
شارك في القداس كل من السادة الأساقفة مار يعقوب بهنام هندو رئيس أساقفة الحسكة ونصيبين والجزيرة، ومار تئوفيلس جرجس كساب رئيس أساقفة حمص وحماه والنبك، وحضره العديد من الرهبان والراهبات والكهنة والاكليريكيين وجمع من المؤمنين.
بعد القداس تضمن الاحتفال عرض فيلم عن حياة الجمعية ومراحل تأسيسها، وتقديم كوكتيل شارك فيه جميع المحتفلين.
في ختام القداس القت الأم ماري برنار حداد كلمة بالمناسبة هذا نصها:
صاحبَ السيادة المطران مار رابولا أنطوان بيلوني السامي احترامَه، مُمَثِّلاً صاحبَ الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، الكلي الطوبى؛
أصحاب السيادة السامي احترامَهم؛ أصحاب السعادة؛ المقامات الدينية والإجتماعية والأمنية والعسكرية؛
رؤساء البلديات و المخاتير المحترمين؛ أصدقاءَنا وإخوتَنا وأخواتِنا الأحبّاء؛
"إنَّها سَنَةُ يوبِيلٍ"، بِهذا الكلام يُعبِّرُ الكتابُ المقدَّس عَن الزَّمن المخصّص للرَّب، حَيثُ يُقدِّم الإنسان كلَّ أعمَالِه وثِمار أَرضِه، لا بَل كُلَّ نوايَاهُ وأحاسِيسِه، فَيرفَعُها للرَّبِ المعطِي، عربُون شُكرٍ وتَقدير، فِعلَ صلاةٍ وَفرحٍ؛ لأنَّ الرَّب جَعَلنَا شُركاءَ لهُ فِي حُبِّ الحياةِ وفِي عَطائِها وخِدمَتِها وتَقدِيسِها. ونَحنُ اليوم، الراهِبات الأفراميات بَنات أمِّ الرحمَة، نَرفَعُ على مذبَحِ الرَّب قُربَّان جَمعِيَتِنا الرُّهبَانِيَّة النابِعَ مِن حياةِ الأَخواتِ وعطائِهِنَّ عبر السنَواتِ الخمسِين مُنذُّ التأسيس حتَى اليوم. وأخُصُّ بالذِكر الحميد أُختَنا ماري دي لا كروا التِي واكبت التأسيس ونَحنُ نُعَيِّدُ لها خَمسين سَنَةً مِن النُذور والبَذلِ والحُب صبَّتها كُلّهَا فِي مَحَبةِ الله ومَحَبةِ القرِيب، وفِي العَطاء والتَّفانِي؛ كَمَا وأَذكُر مِن عُمقِ القَلب الأُخت جان دارك وأَنا معها فِي ذِكرى الخمسِ والعشرين سنة على نذورِنا المؤبّدة، عَمِلنَا ولا نَزالُ نَعمَلُ فيها لِمَجدِ الله ونَفعِ القريب الرُّوحِي. يَسُرُّنِي أن نَحتَفِل بِهذِه اليوبيلاتِ الثلاثة : اليوبيل الذَهَبِي لتأسِيس الجمعيَّة، اليوبيل الذهبِي لِنُذُور الأخت ماري دي لا كروا، واليوبيل الفضي للنذور المؤبّدة التَي نَذرتُها أنا والأخت جان دارك.
فِي عُرفِنا الرُّهبَانِي، السُّنُون لا تَمُرّ وتَتَوالى حتَى نَرمِيها فِي التَاريخ، بَل هِي مَسيَرةُ عَيش وسِيرَةُ حَياة نَبنِيها مَعَ الرَّب لِنَرتَفِعَ فِيها نَحوَ أُفُقِ القَداسَة. فَلا تَعُود السُنُون تَذهب، بَل إنَّها تَجتَمِعُ لِتُعلِي صَرحَ الحياة التَي نَعيشُ عَطيَّةً مِنَ اللهِ فَنقبَلَها مِنهُ نِعمَة؛ ونَعودَ بِدورِنا لِنرفَعَها لَهُ قُربَانَ شُكرٍ وفِعلَ صَلاة.
السَنواتُ الخَمسُون لِعَمَلِ الرُّوحِ فِينَا ومَعَنَا، والسَنواتُ الخَمسُ والعُشرُون لِتَفاعُلِ الحُب بَينَ الله وبَيننَا، تُشَكِّلُ كُلّها اليَوم أَكثَر مِن وَقفَة ذِكرَى لبِاكُورَة الأَعمَالِ والمثَابَرة عليها، وأَكثَرُ مِن فَرحَةِ عِيدٍ لثِمارِ الزَّمَن والعَمَل الدَؤُوب؛ إِنَّها نِداءٌ سَمَاوِي لِعَيشِ دَعوتِنا المتَمَيّزة فِي خِدمَةِ التَربِيةِ المسِيحِيَّة وخِدمَةِ الرّعيّة وخِدمَةِ الإِنسَان، حتَى نَبقَى فِي تَواصُلٍ أَصيلٍ مَعَ الرَّب، وتَفاعُلٍ جَدّي مَع الرُوح، وتَوقٍ أَمِين نَحو الآب، نُحَقِّقُ إِرادَتَهُ عَلينا. نَعم، "إِنَها سَنَةُ يُوبِيلٍ"، سَنَةُ رِضَى، سَنَةُ بَركَة، نَفتَتِحُهَا اليَوم، لِنُضِيفَ أيَامَها على السِنِين الخَمسِين، فَتَزِيدُ فِي بِنَاء عَطائِنا وتَكَرُّسِنا ورِسَالتِنا، مَجداً لله وعَوناً للقَريب.
أَنتَهِزها فُرصَةً مُلائِمة لأَرفَع دُعاءَ الشُكرِ للرَّب بِالدَرَجَة الأولَى، هُوَ الذَّي يَستَحِقُّ كُلَّ مَحَبَتِنا وتَسبِيحِنا، هُوَ الآب وهُو المعطِي وهُو المكَمِّل؛ وهُنَا أَستَعينُ بِنَشِيد مَريَم لأهتُفَ لَهُ باسمِ كُلِّ أَخواتِي الرَّاهِبات: "تُعَظِّم نَفسِي الرَّب وتَبتَهِجُ رُوحِي بِالله ِمُخَلصِي".
كَمَا وأَدعُو بِالتَوفِيق تَعبِيراً لِشُكرِ كُلِّ الأَخوات اللواتِي عَمِلنَ طوَال هَذِه السَنوات في تَحقِيق إِرادَةِ الله دَاخِل الجمعِيّة؛ فإنِي أَسأَلُ الله أَن يُبَارِكَ جهُودَهُنَّ، وأَطلُبُ الرَحمَة والسَّكن في السَّعادَة الأَبدِية لِنُفُوسِ اللوَّاتِي سَبَقنَنَا إِلَى دِيارِ الرَّب بَعدَ مَسِيرَةِ تَكَرُّسِهِنَّ وعطَاءَاتِهِنَّ الكَبِيرَة.
وأَدعُو أَيضاً بالخَير والبَركَة والمكافآت الجزِيلَة تَعبِيراً لشُكرِي كُلَّ الأَصدِقَاء والأَهل الذَّينَ عَملُوا مَعَنا وسَاندُونا فِي مَسِيرَة الجمعيّة ورِسالتِهَا:
فالشُكرُ الكَبير لصَاحِب الغِبطَة المثَلثِ الرَحَمَات البطريرك الكردِينَال مار اغناطيوس جبرائيل تبونِي الذِّي أعَاد إِحيَاء جَمعِيتِنا مُنذُّ خَمسين سَنة والمثَلث الرَحَمَات البطريرك مار اغناطيوس أنطون الثاني حايِك الذَّي كَمَّل الإهتمَام بالجمعيّة (اللؤلؤة الثَمِينَة) التِي وَضَعَها بَينَ يَديه البطريرك تبوني والأُم سانت أُولد. رَحِمَهُم الله؛ كمَّا واشكُر صاحِبَي الغِبطَة مار اغناطِيوس مُوسى الأول داؤود، ومَار اغناطيوس بُطرس الثامِن عبد الأحد اللَّذان وَاكَبَانا فِي مَسيرَتِنا الرّهبانيّة لسنواتِ تولِيهِما السُدَّة البطريركيّة، وأخُص بالذِّكر صاحِب الغِبطة بَطريَركِنا المحبوب مار اغناطيوس يُوسف الثالث يونان الكلِّي الطوبى، لرِعايتِه المستمرّة لنا أطَال الله بِعُمِره.
ولأَصحاب السيادة المطران اغناطيوس منصوراتي والمطران يوسف أبيض والمطران يوسف المنير رَحِمَهُم الله.
وإِخوتنا كَهَنَة الطائِفة الذِّين أَقاموا لَنَا الذَّبيحَة الإِلَهيّة يَوميّاً وأذكر مِنهُم المطران أنطوان بيلوني و المونسِنيور جُورج مصري، الأَب جبرائيل كاتُو رَحِمَهُ الله ومِن بعدِه الأب ميشال خوري الذِّي نَطلُب لَهُ الصّحَة والعَافِيّة.
وإخوتنا آباء جَمعِيَة المرسَلين اللُبنَانِيين الموارِنَة الّذين آزرُونا طَويلاً فِي مَسيرَتِنا الرُوحيّة بالوعظ والإرشَاد والمرافَقة. ولاأنسى من رافقنا من آباء الرهبانية اللبنانية وأخصُّ بالذكر منهم الأب الحبيس والمحبوب يوحنا الخوند الذي يشاركنا الآن الصلاة من محبسته في طميش.
لَكُم جَميعاً الشُكر والإمتِنَان، ألا جَازَاكُم الرَّبُ مُجازَاة "العبدِ الأمين الحكِيم الذِّي يُعطِي الطعَام فِي حينه. وأَشكُركُم أَنتُم يا مَن لبيّتُم دَعوتَنا للمُشارَكة فِي هَذِه الفَرحَة الكَبيرة بالصَلاةِ والبَهجَة، أَسأَلُ الله تعَالَى أَن يُبَارِك أعمَالَكُم وأَن يُعطِي وطَنَنَا السَلام والإزدِهَار بِجُهُودِ أَبنَائِه كَافّة، وبِسَعِي القَيِّمِينَ عَلَيهِ مِن مَدنِيين ورُوحِيين؛
والآن بالذَات نَذكُرُ غَبطة البطريرك المارُونِي الجَديد مار بشارة بطرس الراعي الذي يَتوافَقُ حَفلَ تَنصِيبِه على الكرسي الانطاكِي مَع احتِفالنا باليوبيل، عَلَّها تَكُونُ المنَاسبَتَان المتَزامِنَتَان باباً يَنفَتِحُ للنِعَم والبَركات والخير على الجميع.
لا أَنسى بِالشُكرِ الذَّين عَملوا وساعَدوا مِن أَجل إِنجَاح احتِفالنا، فَعاونُونَا على الصَلاة والتَعبِير بِفَرحٍ وبَهجَة: اللجنَة التَحضِيرية،الجوقة، العاملين، البلدية والجيش والدرك، تلفزيون التيليه لوميير والنور سات، إذاعة صوت المحبة...
وبالأخير أعود فأجدّد الشكر للرَّب عليكُم جَميعاً وعلى كُلِّ مَا يُعطِينا لنَبقى أُمنَاء لسِنينَ طويلة.
فليَكُن اسمُ الرَّبِ مُبَارَكاً وشُكراً.
|