|
|
|
|
|
|
ليتورجيا >> بحوث ليتورجيّا >> ميامر مار يعقوب السروجي >> الميمر الخامس والثمانون |
|
|
|
ربي، كل العالم مدين لك بالتسبيح، اهلني انا ايضا لارتل لك التسبيح مع الكثيرين، يا ابن الله اخلطني بين المسبحين، وخذ الفلس من الفقير الذي لا يستحقك، برؤياك اربط العقل والفكر لينظرا اليك لانه بدون رؤيتك لا يعرف احد ان يصفك، طهّر القلبَ من الافكار غير الحسنة لانني لا اعرف من يثير فيّ عملا بغيضا، غريب يزرع الاشواك في الفكر، لتكن محبتك نارا تشتعل ولتحرقها، ربي، افكر بك لان التفكير بك يخنق كل الافكار من الضمير ويطهرها لتصير نقية.
ربي حملتك خشبة الصلب لاجلي، رِد فاطهر من الشرور الكثيرة الموجودة فيّ، انا ابن الاحرار ولستُ مسيّرا بالاكراه حتى اخطيء، اتوسل لتقبض على الحرية لتطيعك، اعطني الكلمة واعطني المحبة التي تخدمها، واعط السامعين الذين يستفيدون من الممجدة.
كلمة الغني كانت جميلة ظاهريا بينما افكاره كانت تطمع في صنع العجائب واستغلال الناس لسلب ذهبهم وفضتهم: لو لم يحب احد اللهَ من القلب لا يقبله ان يكون خاصته بالكلمات فقط، لينظر الانسان في باطنه الى الله، فالله ايضا ينظر الى باطن البشر، لا يتكل احد على الانسان الخارجي الذي يصنع شيئا لله بجمال خارجي.
دعني ادفن ابي: المسيح لا يمنع الناس من الذهاب معه لانه لم يترك احدا اراد ان يتركه، ووجد بانه يمسك مثل طفل بثدي امه، لم يسمح له بان يتركه لانه كان يحبه، لماذا تترك،؟ فلو تترك لا تترك، محبتك لا تقدر ان تبتعد لانها متمسكة بي، هوذا انت معي واذا تترك لن تترك، ولا اريد ان اتركك تترك لانك لن تترك.
المخطوطتان: لندن 12165 ورقة 121؛ روما 118 ورقة 158
يرد في النهاية اسم مار يعقوب. الميمر تحليل للحياة الروحية. فيه يفسر العبارة: للثعالب اوجرة اي ان المسيرة مع المسيح صعبة وانت ايها العبراني المتكبر لن تقدر ان تسلك دربي. ولهذا ترك المسيح وتخلى عنه بحريته. المسيح لم يترك الرجل الذي طلب منه ان يدفن اباه لانه كان يحب المسيح ولم يدعه يسلك درب الموت لان من يتبع المسيح يسلك درب القيامة. في هذا الميمر يذكر السروجي خطاياه ويطلب ان يحرقها الرب بنار محبته. قد يرقى تاريخ تاليفه الى فترة شيخوخة السروجي اي الى سنة 513-515م.
الميمر 85
على قول ربنا: للثعالب اوكار ولطير السماء مظلة، وليس لابن الانسان موضع يسند اليه راسه (متى 8/20)
المقدمة
1 ربي، كل العالم مدين لك بالتسبيح، اهلني انا ايضا لارتل لك التسبيح مع الكثيرين،
2 هوذا كل البرايا تتحرك في طبائعها لتقرب لك التسبيح بعجب اشكالها،
3 هوذا ميمرك منسوج على الايام والليالي، وهذا يوصل خبرك الى ذلك عند السامعين،
4 يا ابن الله اخلطني بين المسبحين، وخذ الفلس من الفقير الذي لا يستحقك،
5 برؤياك اربط العقل والفكر لينظرا اليك لانه بدون رؤيتك لا يعرف احد ان يصفك،
6 طهّر القلبَ من الافكار غير الحسنة لانني لا اعرف من يثير فيّ عملا بغيضا،
7 الغريب يزرع الاشواك في الفكر، لتكن محبتك نارا تشتعل ولتحرقها،
8 ربي، افكر بك لان التفكير بك يخنق كل الافكار من الضمير ويطهرها لتصير نقية،
9 عدوي قائم ويُحدث فيّ عملا بغيضا لانني لا اشعر بزروعه الشريرة التي تُزرع فيّ،
10 ازرع فيّ كلمتك واحرق الزؤان بالنار، لئلا تنمو فيّ الاشواك الشريرة بفكر بغيض.
النفس خطيبة الصليب
11 النفس البتول المخطوبة لك تتامل في ذكراك، وتلك الفكرة البغيضة والسمجة ليست فكرتها،
12 لا تُدنس من قبل الافكار غير الحسنة النفس التي خطبها الصليب بدمه وجعلها خاصته،
13 القِ نارك واحرق هشيم المدنسة، ولينمُ فيها زرع كلمتك الخصب.
يعقوب يتكلم
14اخلق فيّ قلبا نقيا يحمل اثمارا صالحة من شجرة عدن المباركة التي هي انت يا ربنا،
15 لا يمل قلبي الى الكلمة الشريرة غير الحسنة لئلا ابطل من تسبيحك بسبب الافكار المضطربة،
16 اعطني عقلا يتعجب بصلبك، ولا يقدر بعدُ ان يرى شيئا آخر سواك،
17 اعطني نفسا طاهرة ونقية من الشرور، وقلبا يثمر كل افكار البرارة،
18 وكلمة المحبة التي تصفك وهي خائفة، وفما محفوظا من التعقيب المليء خسارة،
19 ايها الرب اقم حارسا على فمي واذا مال قلبي الى كلمة شريرة لا تُنطق بل لتبطل،
20 اطرد الفكر الذي يصوغ كلمات غير حسنة حتى يخرج من البال ولا يدخل اليه،
21 يا صاحب البيت طهّر حقلك من الزؤان لتُنبت النفس باقة المجد التي تستحسنها
22 ربي حملتك خشبة الصلب لاجلي، رِد فاطهر من الشرور الكثيرة الموجودة فيّ،
23 انا ابن الاحرار ولستُ مسيّرا بالاكراه حتى اخطيء، اتوسل ان تقبض على الحرية لتطيعك،
24 اعطني الكلمة واعطني المحبة التي تخدمها، واعط السامعين الذين يستفيدون من الممجدة،
25 وصفك الصالحون ووصفك الطالحون واستفادوا منك، ففيك يوجد مجال لتصف العوالم خبرك،
26 لو تاكد بانه لا احد يستحق ان يصفك لكان العديد من الناس يُحرمون من تسبيحك،
27 هوذا الصالحون والاشرار يصفونك باسهاب حتى يستفيد العالم كله من مراحمك،
28 الاتان ايضا كانت قد تكلمت حيثما لزم، والساحر اصبح ايضا كاروزا لايمانك،
29 وتعلّم العالم بان كل من فتح فمه تحدث عنك، ووصفك سواء استحق او لم يستحق،
30 اعطني ايضا الكلمة بسخاء ليرعد تسبيحك في كل الارض من قبل كل واحد،
31 اردتَ وتنازلت وشئت ووُصفت من قبل السفليين، لا يقدر العلويون ولا السفليون ان (يحددوك)،
32 تجليك يحرك كل الاركان العلوية، وخبرك العظيم يحرك الجماعات السفلية،
33 من يعرفك،؟ ومن يفحصك،؟ ومن يبحث عنك،؟ ومن يستحقك،؟ ومن يفهمك يا ابن الله،؟
34 اخبارك مخيفة، وعجائبك سامية، وثرواتك خفية، وقد ثارت فيّ ميامرك ولا اقدر (ان اصف) عظمتك.
اعمال ابن الله عجيبة
35 فقر ابن الله مليء ثروات، وتواضعه اسمى من الاعالي العالية،
36 من يسمع الفاظه بتمييز يتحير ويتعجب ويقف مندهشا،
37 يُجري الامواج ويقول للمرأة اعطيني ماء، يقيت العوالم ويشتري الخبز بواسطة تلاميذه،
38 محمول على الكواريب ويطلب العفو ابن اتان، مريح المتعبين واراد وتعب في الدروب،
39 في الفاظه عجب وفي كلها تسبيح، ولهذا عظيم هو العجب لما تُسمع.
للثعالب اوجرة
40 هلم اسمع الآن ماذا كان يقول ابن الغني لواحد توسل اليه ليذهب معه حيثما يذهب،
41 للثعالب اوجرة، وللطير مظلة وليس لابن الانسان موضع يسند عليه راسه،
42 من يقيس سمو هذا التواضع،؟ ومن يفهم غنى هذا الفقر،؟
43 له العلى، وله العمق، وله البحر، وله الارض، وله الاقاصي وكل الجهات،
44 وله السماء وسماء السماوات وكل الاعالي، وله الرقيع خيمة كل المسكونة العظيم،
45 وله العالم والعوالم والمواضع والمساحات الموجودة فيها، وليس له هناك (موضع) يسند اليه راسه،!
46 للثعالب اوجرة وللطير يوجد مظلة، ويقول انه ليس له موضع يسند اليه راسه،
47 يا ابن الله لمن الارض والاوجرة التي فيها،؟ ولمن الرقيع-المظلة المليء صورا،؟
48 لمن اللجة والاقاصي المجوفة التي تحت الارض،؟ ولمن السماء وتلك المركبة المربوطة فيها،؟
49 لمن البرايا التي لا تُرى والتي تُرى،؟ ومن هو رب وارث هذه ما عداك،؟
50 لو افتقرتَ كل الغنى هو مُلكك وصرتَ فقيرا ولم يخطف احد غناك،
51 يا ابن الغني ماذا يوجد لابيك وليس مُلكك،؟ حتى لا يوجد محل تسند عليه راسك كما تقول.
ضرورة فهم الكلمة في موضعها والا هي غامضة
52 ايها السامع لماذا قال ربنا: ليس لي وكر على الارض حتى ولا مثل ثعلب،؟
53 الكلمة مهمة ومخيفة وصعبة لمن يسمعها، ولو لم يسمعها من موضعها لا يعرفها،
54 من يقول ليس لرب السماء سقف،؟ ومن يسمع ان رب الارض ليس له عش،؟
55 لمن هي الاعشاش والاعماق والسقوف الا مُلكه،؟ ولماذا كان يقول انه لا يملكها.؟
رجل عبراني متكبر يستفسر من ربنا
56 عبراني لقي ربَنا بين الجموع يجترح القوات والعجائب في جميع المرضى،
57 احد معلمي الشعب تحير منه ووقف ينظر اليه وهو يشبه جيحون الذي يغرق الارض بكل الشفاءات،
58 راى القوات تخرج منه في الجماعات، وتفيض منه كل المعونات في الطرقات،
59 راى العميان ياتون وينالون منه النور، وراى البرص يقتربون منه ويطهرون به،
60 وراى الصمّ يسمعون صوته بوضوح، والخرس واللثغ يتكلمون كلاما قويما،
61 والمشلول يقف، والاعرج يقفز ويركض، والاعمى يرى، والاطرش يسمع، والابرص ينظف،
62 والمريض معافى، والمنحني مستقيم، والابليس مطرود، وبواسطته تهرب كل الامراض من الانسانية،
63 لما كان ذاك العبراني يرى هذه القوات وهذه العجائب كان مندهشا من ابن الله،
64 وضع في فكره انه راى كل يوم كل معونات وكل شفاءات وكل آيات جبروته،
65 تحير كثيرا، وتعجب كثيرا، واحب كثيرا، فاراد ان يصير من مقرّبي ابن الله،
66 كان هذا الرجل محبا للمجد، ومحبا للذهب، ومحبا للغنى، ومحبا ليامر،
67 ومحبا للراحة، ومحبا ان يقتني، ومحبا ان يتنعم، ولم يكن يصلح ليسير في درب الصلب،
68 ولما كانت نفسه مليئة بمحبة المال، كان يتعجب بالقوات التي يصنعها ابن الله،
69 اشتهى ذلك المجد وذلك العجب، وكان يتوق الى تلك الكرامة التي شاهدها،
70 وكان يفكر بانه لو تبع ابن الله سيقتني منه ذهبا كثيرا وثروة عظمى،
71 وسيكرمه العميان الذين ياتون ليجدوا النور، والصم والخرس الذين يشفون سيعطونه الذهب،
72 وسياخذ الفضة من المرضى لما يشفون، وسيغتني كثيرا اذا تبعه ومشى معه،
73 كان يفكر بنية تحب الغنى ليذهب معه بمحبة حيثما يذهب،
74 واذ كانت تضطرم فيه محبة الفضة كاللهيب..،
75 ومحبة المجد اقترب من ابن الله وقال له:
76 رابي مرني لاذهب معك حيثما تذهب، وفاحص القلب عرف الكلمة وعرف اين هو موضعها،
77 نظر الى الصبي المتبختر والمليء بمحبة المال وقد توسل ليصير معه لاجل الغنى،
78 وليهجم على المرضى بعد شفائهم، وياخذ الرشوة من المجانين بعد عافيتهم،
79 ويطالب بالاجرة من كل قادم يفصح عن مرضه، فيغتني كثيرا من شفاء ابن الله.
جواب ربنا للشاب
80 وضد هذه الذات التي تحب الاقتناء ،اجاب ربنا بكلمة مليئة توبيخا،
81 وكبح الفكر المحب للفضة، فذبل وبدأ يتكلم معه قائلا له:
82 للثعالب اوجرة، وللطير مظلة، وليس لي محل في الارض لسند راسي،
83 وهذه الامور التي فكرت بها لن تجدها عندي ايها الرجل، لان من يريد ان يقتني شيئا لا يتبعني،
84 من يتبعني لن يثري فقط، لكنه يدخل ويلبس الفقر،
85 روح الذهب تدخل في نفسك وتقلقك، وفي دربي لا يقتني احد شيئا،
86 لو تاتي معي وتتبعني فلن يكون لك حتى محل في الارض كلها لسند الراس،
87 ولا وكر لتستتر فيه كالثعلب، ولا عش او مظلة كالطير،
88 انت تريد ان تستريح: ان طريقنا مليئة آلاما، انت تحب المجد ومن ياتي معي يجد الاهانة،
89 الطريق ضيقة ولا تسعك لتسير فيها، وترفض ذلك اللابس (قميصين) ولا يسير فيها،
90 لا تقدر ان تقتني قميصين ولا كيسا ولا مزودا، فامكث خلفي،
91 وامكث في العالم لان طريقه عريضة وتسعك، وفيها مجال ليسير فيها الى العالم المضطرب،
92 لو تاتي معي لا تحتذ بحذاء في رجلك، ولا تسعك الطريق لو كانت حتى العصا في يدك،
93 انها ضيقة ومزدحمة وصعبة ومعقدة ومليئة آلاما، ويصادف الفقر والاهانة من يسير فيها،
94 وليس له محل على الارض حيث يسند راسه، ولا مظلة ليستتر فيها كالطير،
95 المسيح ردّ بعبارة التوبيخ على فكر ذلك العبراني الذي كان يحب الغنى،
96 وبما انه اشتهى ان يقتني الذهب مع مخلصنا، ابان له بانه لا يمكنه ان يسند راسه،
97 وبيّن له بالا يقتني الخبز اليومي، ولهذا خاف وارتجف وارتعب وقلق.
ابن الله يفحص القلوب ولا يرى بالعيون ولا يتعلم بالاصوات مثل الناس
98 ابن الله لا يرى بالعيون مثل الناس، ولا يتعلم كل الافعال من صوت الكلمات،
99 كلمة هذا (الغني) كانت جميلة لما قال له: رابي مرني ان اتبعك الى حيث تذهب،
100 كلمة هذا (الغني) كانت حسنة، لا افكاره، وابن الله ينظر الى افكار القلب،
101 لما كان يقول له: رابي مرني ان اتبعك، كلمته كانت جميلة جدا ومحبوبة،
102 وكان يُظن بان فيها محبة وايمانا، وبانها مليئة بالحق وبمحبة الحياة وبالبرارة،
103 لم يسمعها ابن الله من صوت الكلمة، بل اصغى اليها من القلب فرذلها كثيرا،
104 واخفى غناه، وتكلم بفقر حتى يحتقر كثيرا ذلك الذي يحب ثروة العالم،
105 لو لم يحب احد اللهَ من القلب لا يقبله ان يكون خاصته بالكلمات فقط،
106 كان حسنا قول ذلك العبراني: رابي مرني ان اتبعك الى حيث تذهب،
107 واذ لم يكن قلبه يتبع ابنَ الله، فقد احتقر كلمته ورذله كثيرا قدام العديدين،
108 ولم يجد محلا على الدرب ليسير معه، ولا مكانا في الموضع عنده ليسند راسه،
109 وعرف الشقي بانه لو يتبعه ليمشي معه، عليه ان يمشي بدون مقتنيات في درب مليئة بالحياة،
110 فخاف وعرف الشقي نفسه وترك الدرب بينما ربنا لم يمنعه من السير عليه،
111 لما كان يسأل ان يذهب معه الى حيث يذهب، لم يقل له: لا تات معي كانما ليبعده.
المسيح لا يمنع احدا من السير في دربه
112 ابان له كيف هو اسلوب الدرب، ولم يمنعه منعا من المشي فيه،
113 فكر في الدرب كما فكر في ذهنه، وابان له المسيح بان الطريق ليست كما يفكر،
114 كان قد فكر بالغنى فابان له ربنا الفقر، ولما عرف بانها فقر تركها ورجع،
115 ابن الله لم يقل له: لا تات معي، لكن ليس لي مسند راس في العالم كله،
116 الدرب ضيق ومليء باتعاب البرارة، ولو تقدر ان تسلكه فها هو قدامك،
117 ليس فيه مقتنيات ولا ابنية ولا مكان لسند الراس او مظلة،
118 ابن الله ابان لذلك الذي طلب منه ان يذهب معه وما هو الدرب الذي يسير عليه،
119 ذاك الذي وجد بان الطريق صعبة بالنسبة اليه، عاد منها اذ لم يقدر ان يسير فيها،
120 المسيح لا يمنع الناس من الذهاب معه لانه لم يترك واحدا اراد ان يتركه،
121 وبواسطة هذا الذي لم يسمح له المسيح ان يفارقه، فُضح ذاك الذي وجد بان الدرب صعب ثم عاد.
دعني ادفن ابي
122 هذا الذي هو محب الحياة الجديدة كان قد توسل الى ابن الله ليدفن اباه،
123 هذا ايضا كان يتبع ابن الله ويمشي معه ويحبه كثيرا بالقلب،
124 وكان له اب شيخ كان يحبه وكان يخاف من الناموس ان يهمل اباه،
125 امر الناموس ان يكرم الانسان الابَ والامَّ كما تطالب الطبيعة من البشر،
126 ذاك التلميذ كان مرتبطا بمحبة ابن الله، وكان يخضع للطبيعة وللناموس،
127 فكر بان يذهب ليوفي ما للطبيعة والناموس، ثم ياتي ويخدم ابن الله،
128 وبما انه كان يحب ربنا كثيرا لم يرِد ان يذهب ويدفن اباه بدون امره،
129 وجد ربنا كم انه قريب، وكم انه تابع، وكم انه ساجد، وكم انه محب، وكم انه مطيع،!
130 ووجد بانه يمسك مثل الطفل بثدي امه، فلم يأذن له او يتركه لانه كان يحبه،
131 لماذا تترك،؟ فلو تترك لا تترك، محبتك لا تقدر ان تبتعد لانها متمسكة بي،؟
132 هوذا انت معي ولو تترك لن تترك، ولا اريد ان اتركك تترك لانك لن تترك،
133 اعرف بانك حتى لو ذهبت لن تذهب، لان ارادتك لا يبترها السيف حتى تترك،
134 اترك الموتى يدفنون الموتى وانت اتبعني، فلا يجدر بك ان تسير في درب القبر،
135 ارسلك لتحيي الموتى لا لتدفن، فهلم واذهب واكرز حياة الموتى في العالم كله،
136 محبو القبر متوجهون ليسيروا نحو القبر، ومن هو معي يقصد موضع الحياة،
137 لا يجدر بك ان تدفن الموتى في موضع الشيول، بينما تكرز حياة الموتى في اسواقهم،
138 اترك الموتى يدفنون الموتى كما احبوا، فانت حي وها انك تسير في درب الحياة،
139 هلم واصعد الى العلى لان من هو معي يصعد الى العلى، ومن ليس معي يدفن الموتى لانه هو ايضا ميت،
140 بما انك تحبني فلا تُمتهن في درب القبر، اكرز الحياة واترك الموتى في تخومهم،
141 انت اتبعني لانك لا تقدر ان تتركني، انت مختلط بي وانه لضيق لك لو تركتني.
يلزم ان نحب الله باطنيا
142 لو احب احد الله ليحبه بنفسه، لان محبة النفس تُدني من الله،
143 لينظر الانسان في باطنه الى الله، فالله ايضا ينظر الى باطن البشر،
144 لا يتكل احد على الانسان الخارجي الذي يصنع شيئا لله بجمال خارجي،
145 كل رؤيا اللاهوت تلتفت الى الباطن: الى القلب، والعقل، والنفس، والذهن، والافكار،
146 فاحص القلب يتطلع الى البشر (وينظر) الى اية جهة تتجه طريق افكارهم،
147 وبموجب مقياس ذلك الفكر الخفي يحب هكذا او لا يحب البشر،
148 يوجد من يستند الى الانسان البراني ويزينه وينظفه ويبرره،
149 ويعتني به ليصير جميلا لمن ينظر اليه، وفي خفاياه هو بعيد جدا عن الله.
الرب يختار الانسان حسب خفاياه
150 اثنان اقتربا من الله وتوسلا اليه، وكان يريد الواحد ان يذهب معه ورفيقه ان يظلّ،
151 ذاك الذي توسل ان يذهب معه جمل للسامعين لانه احب درب ابن الله،
152 ذاك الذي توسل ان يظل كان يشبه من فترت محبته فطلب ان يترك مخلصنا،
153 ذاك الذي جمل للبشر لم يكن جميلا، ولم يكن ملاما ذاك الذي اراد ان يترك ولم يترك،
154 المسيح نظر الى خفاياهما وعرفهما واختار له واحدا كان يحبه في قلبه،
155 حكم على فكر هذا وذاك لما توسلا اليه، فعرفهما من فكرهما الباطني الخفي،
156 ذاك الذي قال له: رابي مرني ان اتبعك لم يقبل كلماته الجميلة،
157 وذاك الذي طلب ان يدفن اباه ولم يترك لان محبته كانت مرتبطة به ولم يتركه،
158 وارعب ذلك الذي احب الغنى بالفقر، (وقال): لا مكان له في الارض ليسند راسه،
159 وذاك الذي سأل منه ان يتركه بينما كان يحبه، قبض عليه بمحبة لئلا يبتعد عنه نهائيا.
الخاتمة
160 الرب فقط يعرف من هم خاصته، التسبيح للخفي الذي ينظر الى خفايا القلب.
كمل ميمر مار يعقوب
|
|
|
|
|