|
|
|
|
|
|
ليتورجيا >> بحوث ليتورجيّا >> ميامر مار يعقوب السروجي >> الميمر الثالث والستون |
|
|
|
شكر الرب: ربي، العالم ليس كفؤا ليشكرك على نعمتك، لان حنانك اعظم من البرايا ولا يُحدد، لا السماء ولا الارض ولا الملائكة ولا البشر هم كفؤ ليسبحوك لاجل محبتك، لما تشكرك العوالم الخفية وهذه الظاهرة بخوف عظيم فان وفاءها (لجميلك) قليل جدا، احساناتك العميمة لا تُوفى من قبل براياك، لان ارادتك الصالحة تفوق كل وفاء.
محبة ابرار العهد القديم من آدم الى دانيال: هولاء العادلون اجتهدوا جيلا بعد جيل واظهروا محبة تمييزهم لله، وخدموا اللاهوت بارادة صالحة، وفي اوقاتهم تعجبت الارض بسيَرهم، حينئذ ابان الآب ايضا محبته لعالم، واسلم وحيده الى القتل لاجله، ربط ابنه الحبيب على الصليب لاجل الخطأة ،ومحبته غطت كل الجمال الذي دخل الى البرية. اذاً كل العالم مَدين للتسبيح دون ان يبطل من شكر محبة الآب، ربي، الصالحون والطالحون يشكرونك لاجل محبتك، لان العالم عرف بانها اعظم من الكل وهي بدون حد.
المخطوطتان: باريس 177 ورقة 71، اوكسفورد 135 ورقة 327
يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب. لا يستعمل السروجي في المقدمة الاسلوب الشخصي. الميمر روعة تفسيرية يعدد فيه فضائل اشهر ابرار العهد القديم ويمدحهم ويقول ان برارتهم لم تكن سوى ظل لمحبة الآب الذي اسلم ابنه الى الموت. الميمر تفسيري ومفيد للحياة الروحية، ولا اثر فيه للجدال. قد يرقى تاريخ تاليفه الىعهد الشباب يوم كان السروجي يعلم في منطقة الرها اي الى حوالي سنة 480-482م.
للقديس مار يعقوب
على محبة الله للبشر وعلى محبة العادلين
المقدمة
1 ربي، العالم ليس كفؤا ليشكرك على نعمتك، لان حنانك اعظم من البرايا ولا يُحدد،
2 لا السماء ولا الارض ولا الملائكة ولا البشر هم كفؤ ليسبّحوك لاجل محبتك،
3 لما تشكرك العوالم الخفية وهذه الظاهرة بخوف عظيم فان وفاءها (لجميلك) قليل جدا،
4 احساناتك العميمة لا تُوفى من قبل براياك، لان ارادتك الصالحة تفوق كل وفاء،
5 واذ لا تهدأ من تسبيحك كل الطبائع فهي مدينة لك ايضا لانه لا احد يقدر ان يوفيك،
6 لما يهلل لك المستيقظون في العلى والناس في العمق، يظل الدَّين العام بدون وفاء،
7 لما تسبحك الارض والعالم والبحر والهواء مع كل البرايا فهي مدينة بعدُ لتسبيحك،
8 آل جبرائيل مع اجواق آل ميخائيل: الآلاف المصفوفة والجموع المتميزة بتهاليلهم،
9 وفرق النار وصفوف الروح بتراتيلهم، والكواريب المربوطة وحركة العجلات الناطقة،
10 وآلاف النار واجنحة اللهيب المسجورة، والاعالي الممدودة وكل جموع السماويين،
11 الرقيع بجماله مع النيرات المنظومة فيه، والشمس بلمعانها واشعة قوتها،
12 القمر بمسيرته والكواكب بصفوف اعدادها، كل الهواء وهبوب الرياح التي تتحرك فيه،
13 البحر العظيم والضباب المحيط به واللجة المتجمعة، وكل الدبابات التي تسكن فيها،
14 الارض واقاصيها والبشر العديدون فيها، والشعوب والجهات وكل القبائل وولاياتها،
15 هذه كلها لو صارت فما واحدا عظيما، وصرخ التسبيح لك لما اوفتك كلمته،
16 كل وفاء يُقرب لك هو مما لك، وكيف ومتى توفيك البرية يا رب الكل،
17 لو ترعد المركبة للتبريك بخوف، فانها مربوطة من قبلك وتسبّح مما تملكه،
18 لو يعطيك الساروف قدسا من شفتيه، فقدسه وصوته وحركاته وجناحاه هي مُلكك،
19 لو تحركت صفوف النار لتسبيحك، فهم منظمون من قبلك، وتهاليلهم ليست مُلكهم،
20 لو يزمر الملاك تسبيحك بدون هدوء، فان فمه متقن لتسبيحك هكذا من قبل معرفتك،
21 لو يركض جبرائيل وهو مستيقظ لخدمتك، فان طبيعته السريعة وقوة ركضه هي مُلكك،
22 لو يطير ميخائيل وينفذ كل اراداتك، فانت اقنيته الطيران والقوة والروحانية،
23 لو تعطيك الشمس التسبيح في درب مسيرتها، ربي مُلكك هو نورها وضوؤها واشعتها،
24 لو اضاف القمر وشكرك يا منير الكل، فانت اغنيته بالتغييرات وبالمسالك،
25 لو تسبّحك الكواكب بمسيرة نيّراتها فاشراق اشكالها المنتظم ليس مُلكها،
26 لو يتقوى البحر بامواجه ليزمر لك، فان كيله العظيم محبوس في حفنتك وليس كفؤا لك،
27 لو تصعد اللجة التسبيح مع التنانين، فان كل ما تملكه لترسله لك هو مُلكك،
28 انت ربطت مسيرات الامسيات والصبحيات ومسالكها السريعة لتهلل لك بتغييراتها،
29 لو يمدحك النهار يا منير الكل، فانت وشحته بثوب النور وليس هو مُلكه،
30 لو يشكر الليل نعمتك بهدوء، فليس له شيء من عنده ليقربه لك،
31 من اي كائن يتصاعد التسبيح لك فهو مُلكك ولا يوجد شيء يملك شيئا ليقربه لك،
32 كل الطبائع فارغة (ولا) توفيك، ولا تتعامل مع عظمتك الا بما هو مُلكك،
33 وكل هذه لو اوفتك، وهذا غير ممكن، فان الجنس البشري انقص من ان يوفيك،
34 بالنسبة الى الله كل وفاء هو ناقص، لانه مهما يجزل المرء ويعطيه فهو مدين له بعدُ.
آدم
35 متى وكيف وبماذا يوفي آدم احسانات ربه وجميله حتى وإن اجتهد (ليرد) الجميل.؟
هابيل (تكوين 4/1-16)
36 كان قد تزاحم العادلون في اجيال واجيال وحاولوا لواستطاعوا ان يوفوا الرب احساناته عليهم بتمييزهم،
37 هابيل كان قد اختار ابكار قطيعه وسمانه، وتباهى وميز وذبح ليقربها،
38 اكرم الرب بالذبائح الكاملة التي جلبها له، ودخل قربانه بدم نفسه امام العظمة.
آنوش (تكوين 4/26)
39 آنوش في جيله كان قد اجتهد مثل متميز وبدأ ودعا باسم الرب حتى يسبّح،
40 كان قد ميز وعلّم التسبيح لبني جيله بالالحان ليدعوا باسم الرب في كل حين،
41 محبته غليت بحب ربه بتمييز، فاعطى التسابيح بعدالة في اوقات معينة،
42 عيّن الصبحيات والامسيات ليدعو اسم الله حتى ينسج حياته على فوائد روحية،
43 هو فتح فم الارض وعلّمها ان تدعو باسم الرب في كل الايام والليالي.
اخنوخ (تكوين 5/18-24)
44 اخنوخ ثبت في جمال سام والهي، ونقى نفسه بالقداسة وبالطهارة،
45 وكان قد تفاضل بالسيرة البهية والنقية، وارضى الله بافكار مليئة محبة،
46 /774/ وكان قد تربى بافكار عفيفة وطاهرة، وعاش بطهر بدون همّ ولا غضب،
47 وسكن في البرية بدون حركات عالمية وارضى الله ثلاثماية سنة وهو ينظر اليه،
48 لم يجد قط فيه عيبا في نومه ولا في يقظته ولا فكرا راخيا وميالا الى العالم،
49 ظل ينظر الى الرب كل يوم مدة ثلاثماية سنة، ومكث في جماله ولم يتلطخ بالنواقص.
نوح (تكوين 6/9-22، الفصل: 7-9)
50 كان قد قام ايضا نوح وراى اثم الجيل الشرير، ونسج ولبس البرارة جسميا،
51 كان قد تسلح بالاستقامة والوداعة، لئلا تلطخ الخطيئة جسمه فيما لو صادفته،
52 راى كم ان زنى بني جيله قد تكاثر، فصفّ ازاءه البتولية ليغلبه بها،
53 وجد بان كل واحد افسد دربه بالزنى الدنس، فخاف المتميز من الاقتراب من الزواج،
54 وجد بان الطبيعة زلّت وسقطت من الواجب، فقام ليثبت في البتولية متساميا على الطبيعة،
55 ابتعد عن الزواج خمسماية سنة لانه وجد بان الزنى كان مخلوطا بالزيجة،
56 مكث في درجة البتولية خمسماية سنة، ثم زوّجه التجلي لينجب لاجل هدف،
57 حسن وحده، وببرارته عزّى الارض، وبعد ان خرب العالم كله اعتمر به،
58 ميز الذبائح وانشأ مذبحا بمحرقات كاملة، وصار في جيله "البقية" للعالم الذي هلك.
ملكيصاداق (تكوين 14/18-20)
59 قام ملكيصاداق الحبر العظيم وملك كل البرارة وهو مليء جمالا روحيا،
60 بدل الحيوانات ذبح ضميره قدام العظمة، وبدل المحرقات نحر افكاره للاهوت،
61 كهّن بنفسه روحيا قدام الله، (قُرب؟) الكل في الصلاة التي هي ذبيحة بدون نتانة،
62 اكرم الرب بتمييز وبنفس طاهرة دون ان يتلطخ بدم الذبائح الجسدية،
63 اعطى لله نذوره باطنيا وبمحبة: هدايا بالخفاء ترضي الخفي،
64 ذكاؤه كان قد جُعل مبخرة عظمى للاهوت، وبها كان يبخر محبة الرب بدل العطور،
65 حُلّته وتاجه هو الحقيقة والايمان، وافوده كان تسبيح فمه الذي لم يكن ينقطع،
66 الرب الخفي لم يذق ابدا الذبائح، كان يذبح له الشكر الذي يحبه،
67 عرف بان الرب لا يُكرم الا بالمحبة، فاستعد بها ليكهن له بالقداسة،
68 الملك الذي اخضع كل الاهواء الهمجية، ولم يدخل الى اية حرب اخرى ليحارب فيها.
ابراهيم (تكوين 12-25)
69 قام ابراهيم محِب الحق والعبد الصالح وكوّن هو ايضا في زمانه جبهة الايمان،
70 ترك بلده وخرج وراء الرب كما دعاه، وكان قد ترك جنسه ليدنو من الله،
71 مشى في الارض مثل مهاجر ولم يملّ، لان عالما آخر كان مصورا امامه لينتقل اليه،
72 كان يلتهب بمحبة الرب كما لو كان بالنار، وبها كان يحرق كل الاغراءات الموجودة في العالم،
73 ربط وحيده على المذبح ليصير ذبيحة، وضرب حربة مراحم احشائه ليذبحه للرب،
74 كان قد جُرب بالنار والسكين، وبرهن مَن كان يحب الابناء ام الله،؟
75 برهان محبته هو ربطه لابنه الوحيد، طعم نفسه هو المذبح الذي بناه والنار التي اضرمها،
76 امرأته نُهبت، وبلده بعيد، وابنه مربوط، وبما انه كان يحب الرب فلم يتالم في كل هذه الامور.
اسحق (تكوين 21-28)
77 اسحق ايضا قام وتربى في الجمال، وتمرن على الافكار الالهية،
78 ملأ نفسه ايمانا وتواضعا، وكان مسلحا بالبرارة وبالاستقامة،
79 وكان يبغض الخصام ويخسر ما له ولا يغضب، ويحب الامان وهو هاديء وفاضل في اعماله.
يعقوب (تكوين 25-50)
80 يعقوب ايضا بدأ في مسيرة البرارة، وكان في زمانه عاملا صالحا للايمان،
81 ابغض الغنى لاجل رجاء الامور المزمعة، وترك بلده ليحافظ على البركة لما هرب،
82 واذكانت نفسه الطاهرة مستحقة للرؤيا العظمى، انحدر الوحي المليء عجبا واستنار به،
83 واذ كان قديسا فقد صار ناؤوسا للاهوت، وانحدرت عليه بقداسة سكينة العلي،
84 نفسه نقية، وصلاته طاهرة ومليئة اسرارا، وهو وديع وعفيف ومحبته مرتبطة بالله.
ايوب
85 في زمانه كان ايوب قد انتصر بالايمان، وقام في جهاد البرارة مثل الجبار،
86 صادفه خطر عظيم وثبت مثل النشيط، واختبره الزمان كما لو كان بالنار واظهر جماله،
87 كان قد تفاضل بالوداعة وبالاستقامة، ولمع جمال برارته في العالم كله،
88 دخل الى الحرب وبها اشتهر لانه كان قويا، واحاطت به اللجة، وبما انه لم يسقط فقد صار مظفرا،
89 احاطت به جيوش العدو، ولما كان يتعذب لم يسقط لانه كان شجاعا،
90 طُعن بكل اسهم الشرير المتوقدة ولكونه نشيطا لم يُقهر بربوات الضربات،
91 الجمال الخفي الذي في نفسه لله ثبت بالاوجاع الظاهرة التي احتملها جسده،
92 لم يكن العالم يشعر بغناه الداخلي، ولكن لما جُرب بالفقر عرفه كل واحد.
يوسف (تكوين 37-50)
93 يوسف ايضا سار في طريق البرارة العظمى، وصار في العالم كمرآة مليئة جمالا،
94 كان يقاتل ضد الشهوة بمحبة الرب، ولما تفاضلت فيه محبة الرب قُهرت الشهوة،
95 رش محبة السامي على نار الشباب فانطفأت لانه كان يضطرم بالمحبة،
96 حسب القداسة كنزا مليئا غنى، وبيقظته حافظ عليها لئلا تُسلب من اعضائه،
97 خاف من الزنى كما لو كان من عش الحيات وهرب منه ليتشبه به كل عفيف،
98 حافظ على العفاف في الشباب المبلبل الاهواء لينظر اليه الشباب ويتركوا المضرات،
99 نظر الى الله فامتلأت نفسه نورا عظيما، وراى الفخ وقفز واجتازه لئلا يقع فيه.
موسى (تثنية 34، ابن سيراخ 45/1-5)
100 قام موسى ايضا وصنع حسنا مع الله، واقام جبهة للايمان حسب استطاعته،
101 كان قد ازداد جمالا ساميا بالتواضع، وكان قد اقترب من الله بالايمان،
102 جمل واستنار الى ان صار اناء مختارا، لتستخدمه النبؤة بغزارة،
103 صار باطنيا بمحبة نفسه لله، الى ان جعله مثل الوكيل لكل خزينته،
104 احب شعب الرب وقت الضيق والاضطهاد، فاخذ عاره وترك غنى كل مصر.
فنحاس (عدد 25/7-14)
105 قام فنحاس وصنع ظفرا بسبب الزناة وابان غيرته: ومدى قربه من الله،
106 عمله يشهد كم كان ضميره يقظا، لانه طرد الزنى من المعسكر ببرارته،
107 انظر الى فعله، ومنه تعرّف على محبته: كم كان يهتم حتى يزيل الشر من شعبه،
108 نفسه كانت قديسة ونقية وتبغض الزنى، فرمى الزناة بالرمح حتى يبطل الشر،
109 قام في الصلاة ومنع الموت عن كثيرين، وبالشخصين اللذين قتلهما انقذ آلافا لئلا يبادوا.
يشوع ابن نون (ابن سيراخ 46/1-10)
110 يشوع ابن نون العادل الذي صار تلميذا كاملا للمعلم العظيم كان ايضا جميلا،
111 هو اراد ايضا ان تنتصر فيه محبة الحياة، ويقترب من الله بالكمال،
112 حافظ على الطهر اثناء خدمته في قبة الزمان وصار للشعب موسى الثاني عند الله،
113 تعارك ليثبت كلمة الرب في الشعوب، والقوات التي صنعها عرّفت كم كان جماله ساميا.
يفتاح (قضاة 11)
114 يفتاح ابان بانه ايضا كان مليئا ايمانا، وفي الزمان الذي عاش فيه لم يتراخ من العدالة،
115 ذبح ابنته لئلا يعاكس كلمة الرب، وها انه منتظَم وبهي مع المنتصرين في البرارة.
جدعون وباراق وشمشون وصموئيل (قضاة 6-8)
116 جدعون كان يقظا، وباراق مليئا ايمانا، وشمشون نذيرا، وصموئيل مستنيرا بالنبؤة.
داؤد (1صموئيل 16-31، 2صموئيل 1-24، 1ملوك 1-2)
117 كان داؤد قد قام ليمشي في درب العادلين، فاظهر نفسه بلا عيب في عهده.
ايليا النبي (1ملوك 17-19، 2ملوك 1-10)
118 ايليا المستيقظ المستعد والمليء جمالا صبر كثيرا حتى يخلط نفسه مع الله،
119 كان قد دمج كل حياته في اللاهوت، وسكن في البرية بدون الاهواء العالمية،
120 كان يقتني ارادة صالحة واحدة مع الله، لئلا يكون هو والله ارادتين اثنتين،
121 في كل العلل التي طالبته ان يحارب ضد الشعب، هو كان يقوم لينفذ ارادة الرب،
122 لم يكن يشتاق ان يفعل شيئا بنفسه لانه كان مهتما ليكمل كل اعمال الرب،
123 لم يكن حيا لنفسه ولم يتحرك لينفذ أعماله لاجله: كل الحركات الموجودة في نفسه كانت في الله.
اليشع (2ملوك 2-9)
124 اليشع ايضا قام هكذا بجبروت، ووجّه دربه الى الله بسير حثيث،
125 وقضى بطهر خدمة النبؤة، وكان يتصرف بنقاء في التلمذة،
126 ووسّع نفسه لتصير اناء عظيما للروح وتحتوي واحدا واثنين للنبؤة بمحبة صافية.
يونان النبي
127 وهكذا ايضا تنقى يونان بالمحبة الباطنية الى ان صار بجماله آية لابن الله.
اشعيا النبي
128 اشعيا ايضا الذي قضى حياته في النبؤة، كان قد مُجد في جمال نفسه بالرؤى السامية.
ارميا النبي
129 ارميا طهّر ذاته منذ طفولته، ومن بداية دربه قام بالمسيرة مع الله.
حزقيا ويوشيا
130 حزقيا ويوشيا بسيرتهما احبا الله بارادة واحدة مليئة بالمحبة.
حزقيال النبي
131 حزقيال ايضا لما كان يُلطم كان يتنبأ وقد سلك درب البرارة بالضيقات.
دانيال النبي وحنانيا وعزريا وميشائيل
132 دانيال وحنانيا وعزريا وميشائيل قاموا حسنا بفعل البرارة.
العادلون واعمال البرارة
133 (سلكوا) بالصوم العظيم والصلاة المليئة محبة والتنسك وسيرة المتوحدين،
134 وبالصفاء وبالنقاء وبالطهر بنفوس مليئة تاملات الهية،
135 كانوا يسلكون بالوداعة وبالحِداد وبالنذر وبكل الجمال الروحي،
136 هولاء العادلون كانوا قد اجتهدوا جيلا بعد جيل واظهروا محبة تمييزهم لله،
137 وخدموا اللاهوت بارادة صالحة، وفي اوقاتهم تعجبت الارض بسيَرهم،
138 واذ كانت كل البرية محتارة بافعالهم والعالم منذهل بسمو جمالهم،
139 وحُسبت محبتهم شيئا عظيما من قبل الانسانية، وخبر برارتهم مهما لاجيالهم،
140 واسم اشكالهم الحسن ينتصر في الارض، والجهات مليئة عجائب تمييزاتهم العظيمة،
141 وفعل فضيلتهم معتبر من قبل جميع الشعوب عظيما، ومحبتهم نيّرة اكثر من الشمس في العالم كله.
الآب يبين محبته للعالم بصليب ابنه
142 حينئذ ابان الآب ايضا محبته لعالم، واسلم وحيده الى القتل لاجله،
143 ربط ابنه الحبيب على الصليب لاجل الخطأة، ومحبته غطت كل الجمال الذي دخل الى البرية،
144 كان له واحد واعطاه للموت لاجل كل واحد، وكل الارادات وقفت متعجبة بارادته الصالحة،
145 تعاظمت محبته حتى ان كل مَن يحب يخجل لو يظن بان محبته (هي محبة) لله،
146 تخلّفت عنه كل مسيرة البرارة، ووقفت فضيلة جميع العادلين محتارة،
147 ابان ما هو مُلكه، وابانوا ما هو مُلكهم لكل الارض، وتخلّف ونقص كل جمال لان (جماله) قد لمع،
148 اخفاها كما (تخفي) الشمس العظيمة السراجَ، واشرق نور محبته وحده على البرايا،
149 لم يصل العادلون بفضيلة اشخاصهم الى هذا الصلاح الذي صنعه الآب للعالم كله،
150 بالنسبة الى ارادته كان جمالهم كلا شيء، وبراراتهم قلّت كثيرا بالنسبة الى محبته،
151 محبته العظمى والصالحة جرفت تمييزاتهم، فصاروا بالحسنات التي فعلوهاكلا شيء،
152 قبل ان يكشف الآب محبته كانوا جميلين، وبعدما اسلم ابنه الى الصليب جعلهم يندهشون،
153 لما كانوا يفكرون بانهم احبوه كثيرا وعملوا معه، راوا وحيده معلقا على الخشب فخافوا من محبته،
154 واذ كانوا يظنون بانهم متساوون مع عدالته، اكتشفوا بالصليب كم انهم ناقصون بالنسبة الى نعمته،
155 الآب حيرهم بمحبته وارهبهم لانهم صاروا مدينين له بديون لا توفى مطلقا،
156 قارنوا ووزنوا برارتهم ازاء محبته، وفهموا كم انهم ادنى من عظمته،
157 العادلون احبوا الله لاجل الله: (محبته) اعظم لانه اسلم ابنه بدل الاشرار،
158 هم احبوا لاجل رجاء الحياة الجديدة، اما هو فاحب حتى يجد الموتَ لوحيده،
159 احبوه ليحيوا، واحبهم هو ليموت، وبموته اكتشف الاشرار محبته لاجلهم،
160 كانوا يعرفون بان من يقترب من الله يحيا الى الابد معه في نور مليء سعادات،
161 كان يعرف هو بانه لو اختلط بالبشر يموت لاجلهم ومعهم حتى يحييهم،
162 لم تقدر اذاً حجة موته ان توقف دربه، ولا شر الانسانية ان يعطله من الخلاص،
163 برهان محبة الآب هو موت ابنه، ومن بعده تعلّم العالم كم انه يحبه،
164 هكذا احب الآب العالمَ كله حتى انه اسلم وحيده الى الموت لاجله.
برارة البشر لا تُقارن بمحبة الآب
165 ازاء هذه المحبة العظمى التي ابداها الآب، ماذا يوجد للبرارة ان تبينه له،؟
166 من كان يعطي ابنه الى الصليب بدل الخطأة، وبدل المبغضين والاعداء ليحييهم،؟
167 من كان يسلم وحيده لاجل عبده، الذي غضب وخرج وصار غريبا بتمرده،؟
168 من كان يربط البار على خشب الصلب لاجل الاشرار الذين يبغضونه ليصالحهم،؟
169 من كان يترك ابنه يهان من قبل الاثمة لاجل الخطأة ما عدا الآب العظيمة محبته،؟
170 اي كريم كان يُلطم بدل المذنبين دون ان يتذمر ما عدا ربنا لاجلنا،؟
171 وبدل هذه الاحسانات الصالحة التي فعلها، من يوفي المحبة التي هي اسمى من البرايا،؟
172 كيف تقدر برارة جميع العادلين ان تظن بانها شيء لما تتطلع اليها،؟
173 كيف يفكرون في فضيلة اشخاصهم: هل تتساوى مع هذا العمل الذي ادهشهم،؟
174 كيف يقولون ان برارتهم هي برارة بالنسبة الى الله المعلق على الصليب بدل الخطأة،؟
175 اية محبة تبين نفسها بعد هذه (المحبة التي بموجبها) يموت الصالح بدل الاشرار ويخلصهم،؟
176 لما يُجمع كل جمال تمييزاتهم، ولما تجمع كل زين افعالهم،
177 لما توزن برارة اشخاصهم، ويتضح كل جمال ضمائرهم،
178 لما تُقارن حسناتهم وافعالهم بمحبة الآب الذي صلب ابنه، ما هي (قيمتها)،؟
179 لما ظهروا بانهم وحدهم جميلون جدا تختفي محبتهم لما تقترب من (محبة) الآب.
فضائل العادلين
180 ليدخل العادلون قدام العظمة ليبينوا كم ان الحسنات التي فعلوها لله هي جميلة،
181 ليتكلم جميعهم فردا فردا عن تمييزاتهم، لتسمع الارض كم ان انتصاراتهم هي جميلة،
182 هذا يبين دمه الذي سُفك على قربانه، ويذكر الآخر برارته واستقامته،
183 يفتخر الواحد لانه ربط ابنه ليصير ذبيحة، ويقول رفيقه انه لبس الحبروية ببرارة،
184 يقول هذا انه هرب من بلده لاجل ربه، ويبيبن ذاك الآلام التي احتملها لاجله،
185 يوجد من هو مليء بالغيرة ليرضيه وينظر اليه، ويوجد من لبس البرارة ليقترب منه،
186 يوجد من يبين انه مظلوم ومحبوس لاجل محبته، ويوجد آخر متواضع وعفيف لاجل رجائه،
187 واحد يبين له انه قتل ابنته لاجله، وآخر (يبين) صومه وآخر محبته ونذره،
188 وآخر جمال بتوليته ونقائه، ويذكر الآخر انه صار مضطهدا لاجله،
189 وواحد يفتخر بانه أُلقي للاسود لاجله، وآخرون دخلوا الى النار وهم فرحون،
190 وواحد يقول نزلت الى البحر لاجلك، وآخر يذكر انه احتمل الآلام وهو يحبه،
191 وآخرون يبينون كم انهم تعذبوا لاجله، وآخرون ماتوا بالسيف لاجله وهم فرحون،
192 وآخرون نُشروا، وآخرون يتيهون كالحيوانات، وآخرون في الشقوق، وفي التجرد، وفي العذابات،
193 ويوجد من صاروا مثل المجانين وهم يفتشون عنه، ويوجد من هربوا من الامان ومن الانسانية لاجل محبته،
194 يدخل العادلون قدام الله بهذا الجمال، ويبينون له افعالهم واعمالهم،
195 ويصفّون امامه كل متاعب سيَرهم، ويقربون له تمييزاتهم باشكالها.
الآب يبين آلام ابنه
196 ازاء هذا الجمال كله، يبين الآب ابنه الحبيب معلقا على الصليب بدل العالم،
197 يُقتاد الى السجن ويسكت في المحكمة، ويُلطم على راسه، ويُجلد ظهره، ويُضرب على خدَّيه، ويُبصق في وجهه،
198 انه مربوط على العمود، وحامل الضربات، ومصلوب مع الاشرار، ومحصى مع الاثمة، وممدود على الصليب، ومثقوب اليدين،
199 ومعلق على الخشب، وجسده عار، وثيابه موزعة، وجنبه مفتوح بالرمح من قبل الصالبين،
200 الآب يبين محبته للعالم بهذه الآلام، ويحير كل البرايا: كم انه رحمن،!
201 كل اعمال البرارة تظل وراءه، لان العالم لا يقدر ان يوفي الآب عن قتل ابنه،
202 يبين للشعوب آلام ابنه لاجلهم، وتتعجب كل العوالم لان محبته لا تُفسر،
203 ويحق له ان يقول: ان آلام ابني الحبيب هذه احتملها لاجلكم وعوضكم،
204 رب عدن قبل الرمح لاجل آدم ليفتح الابواب التي اغلقها لما خرج،
205 دخل ابن الاحرار الى موضع الموتى لاجل العبد ليحل عنه السلاسل والاكبال وهو يُخرجه،
206 ابني اهين لان آدم اراد ان يذنب، ولانه حسن لديه ان يحتقر الوصية، هو تعذب،
207 كل هذه الآلام والعذابات والصلب احتملها لاجل جميع الاشرار ليحييهم،
208 هذه التعييرات والاستهزاءات التي احتملها وهو يهان هي لاجل تلك الكرامة الاولى حتى يقتنيها آدم،
209 احسانات الآب الصالحة الذي اسلم الحي الى الصلب من يوفيها له،؟
210 من يقوم بهذا العمل المليء عجبا حتى ان الله ذاته يركب الصليب لاجل البشر،؟
211 اية عوالم تخبر عن هذه المحبة، فكل العوالم هي اصغر من ان تفسرها،؟
212 اية اعمال البرارة توفي هذا الإحسان للآب، لان الكل هو اقل من وفائه.
الصليب صورة محبة الآب للبشرية
213 الصليب هو صورة محبة الآب، وبه تتضح ارادته الصالحة نحو الانسانية،
214 لم يكن يحب البشر لانه صلب ابنه، لكنه صلب وحيده لانه احبنا،
215 المحبة هي سبب هذا الفعل العظيم الذي تمّ، فلولا محبته لما ربط ابنه على الصليب،
216 المحبة هي السابقة بالنسبة الى الله، وبها تنازل ليسلّم ابنه لاجلنا دون ان يشفق (عليه)،
217 صلب لانه احبنا، واسلم لان فيه المحبة، وبدون المحبة لم يرد ان يفعل هذه (الامور)،
218 المحبة العظمى الموجودة للآب ازليا، هي ركّبت للابن الصليب ليهان به،
219 محبته كانت خفية، والعالم لم يشعر كم انه يحبه، لكنه اظهرها بوضوح بالصليب،
220 صليب الابن هو مفسر لمحبة الآب، فلولاه لم يكن العالم يشعر بسموّها،
221 لما كان الآب يحب العالم كانت محبته خفية، ثم اعتلنت بموت ابنه الوحيد،
222 المحبة الاكثر ضياء من الشمس اشرقت في العالم، فتحيرت البرايا بنعمته بسبب تجليها.
على الجميع ان يشكروا محبة الآب
223 اذاً كل العالم مَدين للتسبيح دون ان يبطل من شكر محبة الآب،
224 ربي، يشكرك الصالحون والطالحون لاجل محبتك، لان العالم عرف انها اعظم من الكل وهي بدون حد،
225 ربي، يشكرك العادلون بسيَرهم، والابرار بفضيلة افعالهم،
226 ليشكر القتلى بالدم الذي سال من اعناقهم، وجميع المضطهَدين بعذابات اعضائهم المتنوعة،
227 ليسبّح اسمك الانبياء بجمال ايحاءاتهم، والرسل والشهداء بذبح اشخاصهم،
228 ليشكر الاحبار بذبائح افكارهم السلامية، وجميع الكهنة بالبستهم وبازيائهم،
229 ربي، ليسبّح الشعوب والعوالم بسعانينهم، وكل الاقاصي والجهات مع سكانها،
230 والبحر بامواجه، واللجة باسماكها، والعلى بوديانه، العمق بطغماته، والرقيع بنوره،والارض بابنائها،
231 والسماء بالمستيقظين، والرياح بالهبوب، والغيوم بالبروق، والرعود بالاصوات، والافواه بالكلمة، والعقل بالتعجب،
232 والافكار بالمحبة، والكواريب بالخوف، والسواريف بالقدس، والنار بالقوة، والريح بشدتها، والكل مع الكل،
233 والمبددين الذي جمعتهم، والساقطين الذين انهضتهم، والمنكسرين الذين جبرتهم، والعبيد الذين حررتهم، والمطرودين الذين اعدتهم، والصغار الذين عظمتهم،
234 والمرضى الذين تفقدتهم، والمعلولين الذين شفيتهم، والمسلوبين الذين انقذتهم، والمتعبين الذين ارحتهم، والغاضبين الذين صالحتهم، والدنسين الذين طهرتهم.
الخاتمة
235 والاسرى الذين حللتهم، والسجناء الذين حررتهم، والموتى الذين احييتهم يشكرون محبتك دون ان يوفوها، لك التسبيح.
كمل
|
|
|
|
|