|
|
|
|
|
|
ليتورجيا >> بحوث ليتورجيّا >> ميامر مار يعقوب السروجي >> الميمر السابع والثلاثون |
|
|
|
يا ابن الله الذي هو الكلمة الناطقة، ساعدني لاكون صوتا لكلمتك لدى المستمعين، ايها الخفي الذي غصبته محبته وجاء ليصير جليا اكشف لي اسرارك لاعلنها لمن يحبك، ايها الميمر العظيم الذي كل البرايا هي اصغر من ان تصفه، تكلم بي بصوت عال، انت فوق الكلمة، وتحت الكلمة، فمن يفهمك.؟
الطبيعة والكتاب يعلمان الانسان: الرقيع كتاب عظيم مبسوط على كل الاقاصي لتقرأ وتتهجأ فيه كل البرية، يقوم مثل معلم كبير على قمة العالم، وهو يخبر بمجد الرب للمتميزين، كانت تكفي الطبيعة للعالم ليتحكم بها ومنها يتعلم تسبيح اللاهوت، وبما ان قلب العالم غلظ عن الفهم، ذكّر الكتاب باتقانات القدرة البارية، ولما تنكر العالم الشرير للكتاب ايضا، اشرق فيه الكلمة ابن الله لاجل تعليمه.
بشارة زكريا تمت في شهر تشرين في عيد المظال. بشارة مريم تمت في شهر نيسان وولادتها في شهر كانون. جبرائيل بشر زكريا بالصوت السابق للكلمة. تشكك زكريا وقصاصه كان الصمت لانه كان يعرف بان لا شيء مستحيل على الله.
الفرق بين جدال مريم وزكريا: لم يسمع بان بتولا ولدت ولهذا استفسرت فشرح جبرائيل، بينما جدال زكريا مع الملاك مستهجن لانه سمع بعواقر يلدن: لنعلم الآن بانه توجد كلمة مفيدة وضرورية وتجمل لما تقال، ويوجد السكوت اللازم اكثر من الكلمة، ولو تقال كلمة السكوت تسبب المضرات لمن يقولها. تكلم تكلم ايها المتكلم بتمييز، ايها المتكلم اترك الكلمات الزائدة، من يسكت عن قول الحق في المكان اللازم هو محتقر ومرذول من قبل العدالة.
الفرق بين كلام مريم وصمت حواء: حواء لزمت السكوت بينما كان يلزم ان تتكلم، وبما انها لم تتكلم فقد اسقطتها الحية في عمق الشيول.
المخطوطات: اوكسفورد 135 ورقة 6؛ روما 118 ورقة5؛ روما 117 ورقة 25 (حسب نسخة)
يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب. الميمر قطعة شعرية رائعة لا يمل القاريء من قراءته ولو يوجد فيه بعض التعقيد اللغوي. المقدمة طويلة جدا هي تفسير المزمور 19. في الميمر صور نمطية وتفسير رمزي وذكر لتقاليد قديمة مثلا: تمت بشارة زكريا في عيد المظال في شهر تشرين، وتمت بشارة العذراء في شهر نيسان لتتم الولادة في شهر كانون. قد يرجع تاريخ انشائه الى فترة شباب السروجي اي قبل غلق مدرسة الرها سنة 489م.
الدراسات:
الميمر الرابع عشر، على بشارة الملاك لزكريا، قبطي، 204-212
للقديس مار يعقوب
على بشارة زكريا (لوقا 1/1-25)
المقدمة
1 يا ابن الله الذي هو الكلمة الناطقة، ساعدني لاكون صوتا لكلمتك لدى المستمعين،
2 ايها الخفي الذي غصبته محبته وجاء ليصير جليا اكشف لي اسرارك لاعلنها لمن يحبك،
3 ايها الميمر العظيم الذي كل البرايا هي اصغر من ان تصفه، تكلم بي بصوت عال،
4 يسهل عليك ان تعطي الكلمة للناطقين وللصامتين ولكل البرايا علىاختلاف اشكالها،
5 يتزاحم الفم ليتكلم عنك ليس لتوصف يا ابن الله اللاموصوف،
6 لكن ليبين بان جميع الناطقين وصفوك، وخبرك مستتر وسام وخفي عند والدك،
7 انك لا توصف، وقد شئتَ ووُصفت وانت كما انت، انت فوق الكلمة، وتحت الكلمة، فمن يفهمك،؟
8 هل يفهمك من لم يصفك او من وصفك، لان كل من يتكلم يُتعب نفسه ولا يفهمك،
9 ربي، المتكلم لا يعد ان يحددك لكن ليبرهن بان خبرك اسمى من كل حدود.
تسبيح الباري من قبل البرايا الناطقة والصامتة
10 لا يلزم ان يسكت الناطق عن (وصفك)، ليس ليفحص لكن ليتحرك للتسبيح،
11 ليست البرايا الصامتة ساكتة بسكوتها فانها في طبائعها لا تصمت من تسبيحك،
12 انت مسبّح من كل البرايا، ومن كل الطغمات، وفي كل المواضع من كل الافواه، وفي كل الالسن،
13 يوجد من يذكر خبرك بالتعجب، ويوجد من يذكره بالخوف، يوجد من يسبّح باللحن، ويوجد من يسبّح بالهتاف،
14 توجد برايا ترتل التزمير لمن يسمع بتمييز في مسيراتها وهي صامتة،
15 في العلى يبارك جميع الكواريب بحركة الاجنحة والعجلات الناطقة السامي الخفي في موضعه،
16 السواريف يطلقون القدس بعجب وبغطاء الى موعد موضعه لئلا يحرموا من تسبيحه،
17 من ملائكة النار والروح: كل التهاليل وكل التراتيل تُعطى له بافواه طاهرة،
18 ومن طغمات البشر تسابيح متنوعة باشكال مختلفة حسب معرفة تمييزهم،
19 يوجد من يريد ان يسبّح باللحن بمحبته، ويوجد من يتعجب به بالسكوت باندهاشه،
20 يوجد من يزيد المدح وهو يحبه، ويوجد من يسبّح بعقله سمو موضعه،
21 وهكذا ايضا الاوقات بتغييراتها تصفه وصفا وهي ساكتة،
22 الصيفيات والشتويات والايام والليالي والبرد والحر ومسيرة النور والظلمة،
23 الامسيات والصبحيات التي تفتح وتغلق في تخومها تصعد التسبيح لمنظم ولاياتها،
24 يُسبّح من البرايا الصامتة وتذكر خبره بطبائعها وهي لا تتكلم،
25 هوذا السماوات تخبر بمجده وهي ساكتة، والرقيع يبين كل عمل يديه العجيب،
26 اجلس الآن واصغِ لو تفهم، ستسمع التراتيل من البرايا الصامتة،
27 لو تسمع: فالسماوات تخبر بمجده، وعليك ان تتعجب من القصة المليئة عجبا،
28 ليس لقصتها مقالة ولا كلمات ولا صوت، انتبه الآن: ماذا تسمع،؟
29 تخبر لك السماوات وهي صامتة ولا يصغي الى كلامها الا العقل،
30 لا تمل اذنك اذاً بل عقلك الى الخبر الذي يوصف بلا صوت،
31 طِر بعقلك على جسر القوات، وقم وانظر وتعجب بمسيرة تغييراتها السريعة،
32 الطريق الهاديء الذي يدبره الرمز الخفي والبأس العجيب الذي تحرك لياتي بقوة عظمى،
33 الشمس التي تخرج مثل ختن من خدره، وهي مكللة باكليل النور لتبهج كل الارض،
34 تتراقص في دربها مثل جبار في سمو الهواء وقد جُعلت مثل وكيل على النهار وتدبره،
35 تخرج راكضة من بداية معابر العالم، وتنهي دربها في نهاية كل الاقاصي،
36 نورها جميل ومسيرتها سريعة وسبيلها عالية وباسها مخيف ويلقي الحيرة على المشاهدين،
37 ومع الشمس انظر الى القمر وتغييراته لانه ياتي الى الولادة والنمو والشباب،
38 والشيخوخة وكما لو انه يموت يصير كلا شيء لانه ينمو ويصعد ويصغر وينزل الى النهاية،
39 وهوذا مسيرة رئيسَي القوات الكبيرَين مربوطة وسلطتهما موضوعة على الايام والليالي،
40 وتقف الشمس على الايام لتوقظها، ويركض القمر في الليالي ليجعلها تنام،
41 الامسيات والصبحيات موضوعة على هجعات الازمنة وتلقي السرعة على مزاليج ابواب العالم،
42 الصباح يفتح والمساء يغلق كما هما مكونان، ولا يضطربان وهذا لا يؤذي ذاك،
43 يفتح الصباح ويخرج النهار وينتشر في الجهات، ويغلق المساء فيدخل الليل ويريح المتعبين،
44 حارسا باب البيت الكبير الامينان: المساء والصباح اللذان لا يغلبان ولا يُغلبان،
45 لا يتجاوزان ولا يلومان ولا يسرقان (بعضهما بعضا) ولا ينامان ولا ينسيان اوقاتهما،
46 النهار مسرع ويجمع اليوم كله، وياخذ معه ساعاته الاثنتي عشرة،
47 وهكذا يحمل الليل وينقضي ويبعد ويلقي هجعاته الاربع، ويدخل النهار،
48 ومن قبح لون الليل لا يظل على كل الارض جزء خلال النهار،
49 ومن كل نور النهار المبذور لا يترك منه لليل ولا جزءا صغيرا،
50 كل واحد منهما ياخذ ما هو خاصته، ولا يُسلب ويركض ويجوز ويدور ويعود ولا يضطرب،
51 يذهب هذا، ويرسل ذلك لياتي، ويغادر هذا، ويعطي المكان ليحل فيه رفيقه،
52 رمز القدرة البارية حرك عجلة كبرى، وها انها تدور لاجل التدابير ولا تتوقف،
53 انها مطرودة ببأس وتنقل الازمنة الى النهاية وهي سريعة ومستعجلة وهادئة ولا تُجس،
54 انظر الى الرقيع الخيمة التي ضربتها القدرة العاملة ليصير لسكنى البشر في المسكونة،
55 يقوم كسقف فوق اقاصي العالم، وفيه مصفوفة كواكب النور كالياقوت،
56 القدرة البارية بسطت فوق قمة العالم ثوبا مليئا بكل صور جميلة،
57 عجلات النور والاختام المنحوتة من النيرات صفوف المجد وقناديل سيارة،
58 القوات التي يعرفها باسمائها وتسير في سبلها حسب الناموس الذي سنّه لها،
59 جمعُ الكواكب الذي حسبه ورتب اعدادها، وعلى كثرتها فحساباتها لا تضطرب،
60 طريق الجبار الممهد والمعروف منذ الابد والثريا التي تخطو بسرعة في معابر العالم،
61 والجوزاء التي تخرج في سبيل سريعة ولا تتوقف وكوكب المساء الذي يظهر نوره في وقته،
62 العجلة التي تنقل الازمان والمسيرات بحموة كبرى، ولا يتعثر ذاك التدبير المليء عجبا،
63 يوجد في القوات الخفيفة والثقيلة، وعلى كثرتها فهي مربوطة بنير واحد،
64 صغار وكبار، ولا احد يعرف لماذا نور هذا افضل من نور رفيقه،؟
65 الكوكب يرسل منه نورا ويلقي الحيرة على مشاهديه الذين يرونه وهو يسبح في الهواء،
66 كما يقطع النار ويخرج من اللهيب، هكذا يلقي الكوكب منه نورا بحركته،
67 كما فاض النار منه فوق الهواء، فانه يحرك الرؤيا وبسببه تغلق العين بابها،
68 يتحير العقل في كل الانظمة وفي كل الجمال وفي كل مناظر كل النيرات الموجودة في الرقيع،
69 ولما يسمع العقل بهذه الامور من المجرة التي تخبره عن الباري المليء حكَما،
70 هذا العمل الذي يحيرك ويدهشك، دعاه ذاك العامل الخفي فسمعه واتى الى الوجود،
71 هذه المسيرة المنتظمة المليئة عجبا، امرها ذاك الباري المستتر وصارت ثم وُجدت،
72 هذه الشمس السريعة مسيرتها والعزيز نورها والبهي اشراقها وبها تتنعم البرية كلها،
73 ذاك الحكيم الذي جبل الشمس وزينها وصوّرها واعطاها جمالا وهو يلقي فيها النور كل يوم،
74 انظر الى القمر والى مسيرته وتغييراته، لقد اتى الى الوجود من اللاشيء برمز واحد،
75 عليك ان تسمع هذه كلها من المجرة التي تخبرك عن الباري بحكمة،
76 ولهذا كتب لك داؤد في سفر اناشيد مزاميره: هوذا السموات تخبر بمجده.
الطبيعة والكتاب والابن الالهي يعلّمون البشر
77 الرقيع كتاب عظيم مبسوط على كل الاقاصي لتقرأ وتتهجأ فيه كل البرية،
78 يقوم مثل معلم كبير على قمة العالم، وهو يخبر بمجد الرب للمتميزين،
79 محبة القدرة البارية العظيمة صفّت الاتقانات واقامت العالم ليصير شيئا من لا شيء،
80 كانت تكفي الطبيعة للعالم ليتحكم بها ومنها يتعلم تسبيح اللاهوت،
81 وبما ان قلب العالم قد غلظ عن الفهم، فقد ذكّر الكتاب باتقانات القدرة البارية،
82 ولما تنكر العالم الشرير للكتاب ايضا، اشرق فيه الكلمة ابن الله لاجل تعليمه.
بشارة زكريا (لوقا 1/5-25)
83 ولما توجه الكلمة ربنا لياتي الى العالم اراد ان يرسل امامه الصوت ليهيء دربه،
84 وفكر بان يذهب من اللاويين احبار المقدس الصوت الذي يبشر برب الاقداس،
85 زكريا الكاهن واليصابات بنت اللاويين كانا عادلَين ومليئين ايمانا،
86 كانت اليصابات عاقرا منذ الولادة، وكانت محفوظة لتلد الكاروز بعجب،
87 تمت ولادة البتولية، وحان وقت (ولادة) العقر ليزداد العجب بالبتولية وبالعقر،
88 حُفظت زوجة الكاهن ليفوت وقتها وتلد في شيخوختها صوتا للكلمة الآتي،
89 كان زكريا الكاهن يصلي لنيل الثمرة، وكان التدبير يؤخرها لئلا تصير له،
90 كان الوقت موضوعا في تلك المعرفة "ربة الازمان"، لتصير الثمرة لما يقطعان الرجاء من الولادة،
91 مثل ربنا، بعد ان قطع العالم الرجاء بعدم وجود المخلص صار مخلصا للبشر،
92 شاخ زكريا وفات وقت شبابه وطالت ايامه، وهكذا بالنسبة لاليصابات العاقر،
93 دخلت ومكثت في العقر والشيخوخة ليتحير العالم كله لما تصير لها الثمرة،
94 ليكون معروفا بان ميلاده صار باعجوبة، ويمهد الطريق قدام الاعجوبة القادم الى الارض،
95 لما بلغ الزمن ليظهر الكلمة نفسه امر الصوت ليذهب امامه الى ان يجيء هو،
96 لما كان زكريا الكاهن العادل والنقي واقفا في قدس الاقداس ليكهّن قدام الله،
97 وصل جبرائيل رئيس وعظيم القوات وجلب البشارة الجديدة المليئة عجبا،
98 مستيقظ النار بشّر الحبر النقي في قدس الاقداس بيوحنا قائلا:
99 يا زكريا سُمعت صلاتك امام الله، وهوذا اليصابات امرأتك تلد ابنا في شيخوختها،
100 تحبل العاقر وتلد بعجب صوتا للكلمة كاروز الحق ورعد التعليم العظيم،
101 يمهد الدرب امام الملك القادم الى الارض، كوكب النور الذي ارسله شمس البرارة،
102 يذهب امام وجه الرب ليمهد دربه بروح وقوة ايليا الالهي.
زكريا يبين للملاك شكه من امكانية الانجاب (لوقا 1/18)
103 سمع زكريا بشارة الولادة في الشيخوخة فغلبته عظمة الكلمة ولم يكن يصدق،
104 نظر الى الطبيعة ولم ينظر الى قوة الله الذي يسهل عليه ان يعطي الابناء حتى من الحجارة،
105 بفرح قلبه نسي الشيخ ان يفكر بان الرب قادر ان يجعل الطبائع العواقر تثمر،
106 لكنه اضطرب بسبب الشيخوخة والعقر، واحتقر البشارة المليئة عجبا،
107 وشرع يردّ على الملاك قائلا له: كيف يمكن ان يتم هذا الذي سمعته منك،؟
108 فانا رجل هرم وعتيق الايام، وامرأتي شاخت وعتقت هي ايضا وفات وقتها،؟
109 من الشجرة التي يبست كيف تصير ثمرة،؟ وفي الجفنة التي فسدت من الغلات كيف (يصير) عنقود،؟
110 لا طاقة للحضن الضعيف ان يحمل الثمرة، وللجسم الذي عتق وبلي ان يعطي الحليب.
الملاك يذكّر زكريا بالعواقر اللواتي نذرن وعشّرن للرب ثم انجبن
111 قال المستيقظ: اسكت ايها المعلم الذي يناقض كلماته، ايها الكاهم الذي صار ضد نفسه بعجلته،
112 قل لي يا زكريا الذي قال ونسي ما قاله، ألم تاخذ من عواقر الشعب النذور،؟
113 ألم تكن تعد لمن هن عواقر بان الرب قادر ان يعطي الابناء للعواقر،؟
114 كم مرة ذكرت خبر امك سارة العاقر والشيخة التي ولدت هي ايضا ابنا في شيخوختها،؟
115 تعرف راحيل العاقر وحنة العاقر وسارة العاقر الشيخة التي عتق جسمها وفني،
116حيثما يشاء يصور الاجنة، فلا الشيخوخة ولا العقر قاوم ومنع ان تصير الثمرة،
117 وهذا ما كنت تعلمه لبنات شعبك، وكنت تقبل القرابين من ايديهن،
118 وكنت تعد وتفسر وتشجع، ولم تكن تترك ان يصل المرء الى قطع الرجاء،
119 سندت العواقر وشجعتهن وجعلتهن يتكلن وقبلت منهن عشورهن ونذورهن،
120 ولماذا تعاكس وتنقض كلماتك حتى يبطل كل التعليم الذي كنت تلقنه،؟
121 كيف علّمت،؟ والآن لماذا لا تقبل،؟ فإما لا تعلّم، وإما لا تنقض ما تقوله،
122 كنت تصلي وتتوسل ليصير لك ابن، كيف صليت لو لم يكن سهلا ان يصير ولد،؟
123 سألت هبة وأُعطيت لك من قبل الله والآن بعد ان جاءت قبضت يدك ولا تأخذها،
124 تعلم بان الرب يستجيب من يدعوه ودعوته ليستجيبك والآن بعد ان استجابك تتشكك.!
الملاك يؤكد بانه لا شيء يستحيل على الرب
125 لماذا تقول كيف يكون هذا وانت تعلم ان كل المستحيلات هي سهلة بالنسبة لله،؟
126 تعرف انه ليس في الطبيعة القوة لتعطي شيئا ما لم تقبله من الله،
127 انت معلم، وانت عارف، وانت كاهن عظيم يعرف الاسفار، ومسلط على اسرار بيت الله،
128 كيف نبتت شجرة جبل اسحق،؟ وكيف اعطى الغصن كبشا ليصير ذبيحة،؟
129 كيف ولدت الجرّة والقرن في بيت الارملة،؟ وكيف اجرى العظم المياه بواسطة شمشون،؟
130 الرمز الخفي جعل هذه الاحضان العواقر تلد، والآن وقد وصل دورك لتنجب، تتشكك.!
زكريا يُقاصص بالخرس (لوقا 1/20)
131 انا جبرائيل الواقف امام الله، لماذا لم تصدقني لما اتكلم،؟
132 اذاً تكون ساكتا واخرس عن الكلام لانك عاكست كلماتي الصادقة،
133 لن تتكلم ايضا الى ان تنجب ابنك يوحنا الذي هو صوت وسيفتح فمك للكلام،
134 السكوت افضل من الكلام بدون تمييز، كن صامتا وغير ناطق يا ممتلئا شكا،
135 دان الملاك كلمة الكاهن وبما انه تشكك فقد اعطاه الصمت لئلا ينبس بعدُ بالكلام،
136 بقصاص عادل امر ان يكون صامتا الفم الذي تجاسر ليتكلم ضد المستيقظ،
137 صدر الامر بالقصاص من قبل الملاك، فخرس الكاهن ولم يكن يقدر ان يتكلم،
138 وبهذا الامر ايضا كان ينتصر خبر الصوت والصمت الذي حدث كان شاهدا لذلك التجلي،
139 خرس زكريا وصمت في قدس الاقداس، وبتلك الفرصة عرف الشعب بتلك الرؤيا هناك،
140 ما كان كلامه وذكر رؤياه بعد خروجه عظيما اكثر من صمته،
141 سكوته كان شاهدا على تجليه لانه لو لم ير شيئا عظيما لما كان يصمت.
تمت بشارة زكريا في الشهر السابع في عيد المظال
142 الموضع الذي كان واقفا فيه ذاك النوراني كان مخيفا، والكاهن كان بارا ونقيا وساكتا ومليئا جمالا،
143 النوراني الذي جلب البشارة كان يلتهب، وكان يُذكر يوحنا بين هذين (الشخصين)،
144 الموضع مقدس، والكاهن بار، والمستيقظ رهيب، والخبر صادق، والتجلي سام ومليء عجبا،
145 كان قدس الاقداس الذي يدخل اليه الكاهن العظيم مرة واحدة في السنة ليكهن في الشهر السابع،
146 كان عيد المظال، لانه لا يدخل عظيم الكهنة الى قدس الاقداس الا فيه،
147 راى زكريا الملاك عن يمين مذبح البخور ومذبح البخور يقع في قدس الاقداس،
148 لم يكن مسموحا ان يدخل الكاهن الى ذلك الموضع الا في ذلك العيد كما قلنا.
تمت بشارة العذراء في نيسان
149 ومن ذلك الحين شهر البشارة السادس هو نيسان كما حسب جبرائيل نفسه،
150 حسب الملاك من شهر حبل العجوز وهو تشرين فكان نيسان الشهر السادس.
الشعب يستغرب من تاخير زكريا في الهيكل (لوقا 1/21-22)
151 حدث التجلي لزكريا في قدس الاقداس في العيد العظيم في الموضع الطاهر من قبل النوراني،
152 وكان الشعب واقفا وكانوا مندهشين بسبب تاخره، والكاهن واقف ومندهش بالتجلي العظيم،
153 وقبل قصاص السكوت من الملاك وخرج صامتا من بيت القدس بخوف عظيم،
154 خرج الشيخ الزهي ولجام السكوت ملقى عليه، ولم يقدر ان يفتح فاه ويتكلم،
155 وشعر كل الشعب وعرف وراى وتاكد بان الكاهن الزهي راى رؤيا عظمى وسكت،
156 اشار الى الشعب حسب مقدرته برمز مخيف واعلمهم بالتجلي العظيم الذي رآه،
157 مكث اخرس ليتضح لما يتكلم بانه ينجب صوتا يحل الصمتَ الملجم به.
الفرق بين جدال مريم وجدال زكريا
158 مريم البتول ايضا جادلت مع المستيقظ لما سالته: كيف يتم ما تقوله،؟
159 /153/ كما سأل زكريا المستيقظ سألته هي ايضا والكلمات والاصوات والاسئلة هي نفسها،
160 زكريا يقول: كيف يكون هذا وانا شيخ،؟ وقالت مريم: كيف يكون هذا وانا بتول،؟
161 الشابة والعجوز كلاهما سألا الملاك الواحد، غير ان المستيقظ لم يجبهما بالتساوي،
162 لجم الشيخ ولم يتركه يتكلم، وفسر بمحبة للممجدة البتول.
للكلمة نفع وضرر: كلام مريم نافع، وكلام زكريا مؤذ
163 لنعلم الآن بانه توجد كلمة مفيدة وضرورية وتجمل لما تقال،
164 وتوجد ايضا كلمة، يلزم السكوت اكثر منها، ولو تقال تسبب المضرات لمن يقولها،
165 تكلم زكريا وتكلمت مريم مثله، وكلاهما سألا المستيقظ الواحد نفس السؤال،
166 ذمّ ذلك واحتقره واسكته لئلا يتكلم، وتلك مجّدها وفسر الخبر حسب طلبها،
167 لماذا اذاً لم يُقبل كلاهما من قبل جبرائيل، بينما سؤال كليهما متساو،؟
168 من الواضح لمن يسمع بتمييز بان ذلك السؤال لا يشبه هذا وليسا واحدا،
169 لقد قيل وسُمع وتحقق وكان من المعتاد ان يصير ابناء للعواقر،
170 لا يقال ولا يُسمع ولم يحدث ابدا للاناث بانه سيصير ولد للبتول،
171 المرأة العاقر تصلي وتنذر النذر لتلد وتصدق الرب بانه يعطيها ابنا من عقرها،
172 لا توجد ابدا فكرة للبتول لتلد بدون زواج، ولو سُمع هذا الامر فانه سام جدا،
173 اية بتول نذرت نذرا منذ الازل ليصير لها ابن في بتوليتها بدون زوج،؟
174 للعاقر امل واتكال ولها رجاء، ويوجد برهان: سارة العاقر،
175 لا يوجد للبتول امل ولا برهان ولا فكرة ليصير ولد للبتولات،
176 كان للكاهن زكريا امثلة واشباه والغاز وانماط كل العواقر الموجودة في الكتب،
177 وقد بُشر بانه سيصير له ابن من الزواج، كما صار اسحق لسارة من العقر،
178 نسي وسأل بينما لم يكن محتاجا الى السؤال، ولهذا خرس وصمت لئلا يتكلم،
179 /155/ سؤال الكاهن العظيم لا يشبه سؤال الشابة، ولم تكن بشارته مثل بشارتها،
180 سمعت بانها ستحبل وتلد في بتوليتها: كلمة جديدة لم تُسمع بخصوص الاناث،
181 عمل لم يحصل ولا يُنتظر ابدا حصوله، وهذا كان محتاجا الى سؤال والى تفسير،
182 وكما كان زكريا ملاما لانه سأل بزيادة، كانت ستُلام البتول لو سكتت،
183 حسنا تكلمت حيثما لزم ان تتكلم، لانه لو سكتت لما فسر خبر الابن،
184 كما كان بغيضا ان يسأل زكريا الكاهن، كان جميلا ان تسأل بحكمة،
185 الملاك ايضا قبلها هكذا بمحبة، واعطى السكوت لذلك الشيخ لئلا يتجاسر بعدُ،
186 تكلم تكلم ايها المتكلم بتمييز، ايها المتكلم اترك الكلمات الزائدة،
187 من يسكت عن قول الحق في المكان اللازم هو محتقر ومرذول من قبل العدالة،
188 في الموضع الذي يتطلب ان يسكت فيه احد لو تكلم فمه سيتاجر له مضرات ما لم يسكت،
189 تكلم زكريا وكان يليق به ان يسكت، وتكلمت مريم وكان يليق بها ان تتكلم.
صمت حواء وكلام مريم
190 في الماضي كانت حواء قد سكتت وهذا كان بغيضا، وبما انها لم تتكلم فقد خجلت وماتت بسبب
سكوتها،
191 مكرت بها الحية واعطتها البشارة المليئة موتا، ووعدت باللاهوت ولم تتعقب منها،
192 قالت الحية لها: لو تاكلان من الشجرة ستصيران مثل الآلهة وصدقتها،
193 في ذلك الموضع وفي ذلك الوقت كان يلزم الجدال والكلام والسؤال مع تلك الماكرة،
194 كان يليق بحواء ان تردّ على الكذابة وتجادلها، لانها لو جادلت لعلها كانت تهرب،
195 وهكذا ايضا لما يظهر الحق نفسه ينهزم الكذب حالا لانه يخاف منه،
196 لو تكلمت حواء ضد تلك الكذابة لما كانت تقدر ان تؤكد الخبر الذي بدأته،
197 لزمت السكوت حيث كانت يلزم ان تتكلم، وبما انها لم تتكلم فقد اسقطتها الحية في عمق الشيول.
اليصابات عاقر وفم زكريا عاقر
198 يوجد وقت اذاً فيه يلزم على المرء ان يتكلم، ويوجد وقت فيه يجب ان يسكت بتمييز،
199 كان يجب على زكريا ان يسكت في قدس الاقداس لما بُشّر بيوحنا من قبل الملاك،
200 وبما انه لم يسكت، فقد اسكته المستيقظ بدون ارادته لانه كان يحبه فزينه بالسكوت اللائق به،
201 سكت الكاهن وذهب الى بيته ولم يكن يتكلم، ولم يكونوا يعرفون لماذا سكت الناطق،
202 جميع احبائه كانوا متضايقين بسكوت الكاهن لانهم لم يكونوا يعرفون سبب السكوت الذي حدث،
203 حزنت اليصابات على شريكها الذي صمت صوته، وخرس فمه ولا يتكلم،
204 حزنت بنت اللاويين على زوجها الكاهن العجوز الذي لا يتكلم ولعلها قالت:
205 ماذا اصنع للبيت الذي خرب بالعقر، فتحيط به مصيبتان مُرّتان،؟
206 انا عاقر، وفم الشيخ اصبح عاقرا، ليس لي ولد، وليس له كلمة ليتسلى بها،
207 كثرت المصائب في دار الكاهن لسببين: لان امرأته عاقر، وهو صامت: وهذا حزن عظيم.
اليصابات تحبل بحسب الطبيعة
208 حبلت العجوز من الزواج بعجب عظيم، وكانت تفكر بينها وبين نفسها متحيرة،
209 محبوس فيها الصوت الذي صار مفتاحا للحضن العاقر الذي تربى بالعجب منذ بداية طريقه،
210 بميلاده فتح حضن امه، وفم ابيه: العاقر ولدت، والاخرس تكلم بواسطة يوحنا.
الخاتمة
211 به اطمأن الحضن العاقر، والفم الاخرس، والموضع القفر، مبارك من اختاره واجزل جماله.
|
|
|
|
|