الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
النص الكامل لكلمة غبطة أبينا البطريرك في احتفالات التطواف والمسيرة السنوية التقليدية والتاريخية في شوارع قره قوش (بخديدي) يوم عيد الشعانين، العراق

 
 

    يطيب لنا أن ننشر فيما يلي النص الكامل للكلمة الرائعة التي ارتجلها غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، باللهجة السريانية المحكية "السورث" وباللغة العربية، من أعلى سطح كنيسة مار يوحنّا المعمدان في قره قوش، متوجّهاً فيها إلى الجموع الغفيرة المحتشدة خلال الإحتفالات بالتطواف والمسيرة السنوية التقليدية والتاريخية في شوارع قره قوش (بخديدي) يوم عيد الشعانين، العراق، وذلك صباح يوم الأحد 2 نيسان 2023: 

    "السلام لكم جميعاً، كباراً وصغاراً، أوشعنا بريخا للجميع، للقريبين والبعيدين. نحن اليوم مسرورون جداً لأنّنا موجودون بينكم، فليحفظكم الرب ويحفظ بخديدي العزيزة علينا كلّنا. 

    أيّها الأحبّاء، 

    هذه هي المرّة السادسة التي نشارك فيها بفرحتكم في عيد الشعانين كبطريرك، ونحن معتزّون وفخورون جداً بكم جميعاً. ومعنا أصحاب السيادة إخوتنا المطارنة، خمسة أحبار أجلاء من بخديدي.  

    الفرحة كبيرة، وكلّ الذين أتوا من قريب وبعيد يفتخرون أنّ هذا العيد هو عرس بخديدي، عرسٌ رائعٌ تتمّمونه أنتم دائماً أيّها الأحبّاء، بالإيمان بالرب يسوع، وبالأمانة لمريم والدة الله ولجميع القديسين والشهداء، وبالإلتزام بكنيستكم السريانية وبتعاليمها. 

    هذا العيد يملأ قلبنا فرحاً، لأنّنا وعدنا راعيكم الجديد مار بنديكتوس يونان قبل شهر ونصف أن نأتي ونشارككم هذه الفرحة في عيد الشعانين، ونشكر سيادته لأنّه قدّم لنا هذه الدعوة بكلّ محبّة. 

    أيّها الأحبّاء المبارَكون بالرب، 

    لا لزوم للإطالة، لأنّكم أنتم تعيشون فرحة هذا العيد، يسوع يدخل إلى أورشليم ملكاً، لكنّه ملكٌ بالوداعة والتواضع والمحبّة، ويسوع يريدنا نحن تلاميذه أن نعيش أيضاً على مثاله، بالوداعة والتواضع والمحبّة.  

    أنتم أهل بخديدي السريان تعطون المثل لجميع المسيحيين في هذه الأرض المباركة، أرض بلاد ما بين النهرين – العراق. أنتم تعطون الشهادة رغم كلّ الآلام والمعاناة والتهجير والشتُّت في العالم كلّه، لا تزالون تحبّون بخديدي، وتريدون دائماً أن تكون بخديدي حقيقةً جوهرة المسيحيين في العراق، ومثالاً لكلّ أبرشياتنا ورعايانا وإرسالياتنا، أكان هنا في الشرق أو في بلاد الانتشار. 

أحبّائي، 

    على فرحة هذا العيد أن تكتمل وتتحقّق في حياتكم المسيحية، وفي عائلاتكم التي هي متجذّرة بالإيمان، ولا تقبل أيّ شواذ، وإن كانت هناك أخطاء، فالاتّكال هو على الله دائماً من أجل تصحيح هذه الأخطاء. على عائلاتنا أن تكون حقيقةً الكنيسة البيتية، وأن يكون الأب والأمّ والأولاد حقيقةً تلك الجماعة المسيحية التي تعيش إيمانها بكلّ أبعاده، وليس فقط بالكلام أو بالمظاهر. 

    علينا أن نهتمّ أيضاً بأولادنا الصغار، إذ هم عطية الله، ولا يجب أن نتأفّف من ذلك أبداً، فنعتبرهم كُثُراً ويخلقون لنا صعوباتٍ ويجعلون حياتنا نوعاً ما متأرجحةً بين المتعة والمال والذات. بل يجب علينا أن نفهم أنّه مثلما أعطانا آباؤنا وأمّهاتنا هذا المثل وهذه القدوة، فعلى الأولاد أن يكونوا حقيقةً العطية الإلهية التي يجب أن تجمع ما بين الزوج والزوجة، الأب والأمّ. وهنا نتذكّر بشكلٍ خاصّ الأجداد والجدّات الذين يهتمّون بالأولاد الصغار ويعطونهم المثل الصالح. 

    أحبّائي، ابقوا دائماً فرحين بالرب يسوع، ابقوا دائماً شهوداً للمحبّة أينما كنتم، خاصّةً في هذه المنطقة، سهل نينوى. ونشكر جميع أصدقائنا الذين أتوا من بعيد، خاصّةً نيافة الكردينال فيليب برباران والوفد المرافق له من ليون – فرنسا، والبالغ عدده 33 شخصاً، والرهبان والراهبات.  

    نبقى دائماً معتزّين وفخورين بإيماننا وبكنيستنا السريانية وبرعاتنا الصالحين، حتّى نكمل دعوتنا المسيحية، ونكون مستحقّين أن ندخل مع يسوع إلى أورشليم السماوية".

 

 

إضغط للطباعة