الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بقداس عيد الطوباوي الشهيد المطران مار فلابيانوس ميخائيل في دير الشرفة – لبنان

 
 

    في تمام الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الخميس 29 آب 2019، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد الطوباوي الشهيد المطران مار فلابيانوس ميخائيل، وذلك على مذبح كنيسة دير سيّدة النجاة – الشرفة البطريركي، درعون – حريصا، لبنان.

    عاون غبطتَه في القداس صاحبا السيادة مار تيموثاوس حكمت بيلوني الأكسرخوس الرسولي في فنزويلا، ومار فولوس أنطوان ناصيف الأكسرخوس الرسولي في كندا، بمشاركة أصحاب السيادة: مار ربولا أنطوان بيلوني، مار فلابيانوس يوسف ملكي، مار يوحنّا جهاد بطّاح رئيس أساقفة دمشق، ومار متياس شارل مراد أسقف الدائرة البطريركية، والآباء الخوارنة والكهنة من دير الشرفة ومن أبرشية بيروت البطريركية، والرهبان الأفراميين والراهبات الأفراميات، والشمامسة الإكليريكيين، وجموع من المؤمنين من مختلف الرعايا في لبنان.

    في موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "من يستطيع أن يفصلنا عن محبّة المسيح"، أعرب غبطة أبينا البطريرك عن سعادته بالإحتفال "بالذبيحة الإلهية بمناسبة الذكرى الرابعة لتطويب شهيدنا مار فلابيانوس ميخائيل مطران جزيرة ابن عمر بالقرب من سوريا والعراق، واليوم في الأراضي التركية، بعد أن تحقّقت أمنيتنا بأن يُعلن طوباوياً ويُحصى بين القديسين والقديسات".

    وتحدّث غبطته عن سيرة الطوباوي مار فلابيانوس ميخائيل، فقال:

    "نفسي أبذل عن الخراف، هذا ما كان يردّده شهيدنا الذي هو صورة لكنيستنا الشاهدة والشهيدة. من حداثته، دخل دير الزعفران بالقرب من ماردين، وتعلّم الطقوس واللغة السريانية وبعضاً من التركية والعربية، ولكنّ ميله كان نحو المجيء إلى دير الشرفة، فهو تلميذ دير الشرفة ودير مار أفرام في ماردين. وتنقّل في حياته الكهنوتية وفي رسالته في عدّة أماكن وقرى ومدن، إن كان في طور عبدين أو في ديار بكر أو ماردين، وسيم أسقفاً في لبنان في كاتدرائية مار جرجس في الخندق الغميق، والتي إن شاء الله سنعيد ترميمها كما كانت، وسيم أسقفاً معه المثلّث الرحمات البطريرك الكردينال مار اغناطيوس جبرائيل الأول تبوني في شهر كانون الأول عام 1913، فبقي مطراناً لسنتين وثمانية أشهر فقط، وخدم أبرشية جزيرة ابن عمر، واستشهد بالقتل رمياً بالرصاص، وحسبما يُذكَر قُطِعَ رأسه بعدما رماه هؤلاء المجرمون وألقوا جثّته في نهر دجلة".

    واستذكر غبطته "زيارتنا إلى جزيرة ابن عمر قبل تسع سنوات، على آثار شهدائنا الذين سبقونا في تلك المدينة على نهر دجلة، وللأسف لم يكن هناك في هذه المدينة أيّ أثر لكنيسة أو لدير أو لمؤمنين. وتأثّرنا كثيراً لأنّ تلك المدينة التي كانت تعدّ ثلاث أبرشيات، لم تعد فيها أيّة نسمة من المؤمنين بالرب يسوع".

    ونوّه غبطته إلى أننا "لن نظلّ نتشكّى ونبكي، بل سنبقى أمناء لشهدائنا الأبرار رغم كلّ شيء، سواء كان عددنا قليلاً أو كثيراً. سنظلّ أمناء للرب يسوع الذي اختار إثني عشر رسولاً، فبشّروا العالم كلّه".

    وتوجّه غبطته إلى جميع المسؤولين في العالم: "إننا نحن الذين أعلنّا الإنجيل المقدس، ونحن بشّرنا أوروبا، وسقينا أرض الشرق بدمائنا، ونفتخر بآبائنا وأجدادنا الذين سبقونا على درب الشهادة، لا سيّما نعتزّ أنّ لدينا قديس شهيد هو مار فلابيانوس ميخائيل الذي لم يهرب من أبرشيته، بل ظلّ فيها، مع أنه كان يسمع بأنّ الاضطهادات بدأت في ماردين وديار بكر والقرى المجاورة، لكنه بقي ثابتاً في مكانه، وأضحى لنا المثال في الشهادة كي نبقى تلاميذاً للرب يسوع، إذ ما من حبٍّ أعظم من هذا أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبّائه، فكم بالأحرى شهيدنا الذي بذل نفسه عن حبيبه الرب يسوع".

    وختم غبطته موعظته سائلاً "الرب يسوع الذي يدعو الخدّام الأمناء سواء أكانوا إكليروساً أو مؤمنين، حتى يعيشوا دعوتهم ويقدّموا الشهادة الحقيقية عن المسيحيين الذين يعرفون كيف يطبّقون تعاليم الرب يسوع ويعيشونها في حياتهم حتّى سفك الدم".

    وفي ختام القداس، توجّه غبطته بموكب حبري مهيب يتقدّمه الأساقفة والإكليروس والمؤمنون وهم حاملون الشموع، إلى باحة البطريركية حيث أقاموا تشمشت (خدمة) الشهداء أمام نصب شهداء الإبادة السريانية "سيفو". ثمّ منح غبطته البركة الختامية بشفاعة الشهيد الطوباوي مار فلابيانوس ميخائيل وجميع الشهداء. 

 

إضغط للطباعة