الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
نص موعظة غبطة أبينا البطريرك في قداس رسامة الأب إيلي حمزو خوراسقفاً

 
 
   

    ننشر فيما يلي النص الكامل للموعظة التي ألقاها غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، في قداس رسامة الأب إيلي حمزو خوراسقفاً، صباح يوم الأحد الأول من تموز 2012، في كنيسة مار بهنام وسارة ـ الفنار:

    سعادة النائب نبيل دو فريج ممثّل مخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان

    صاحبي السيادة مار باسيليوس جرجس المعاون البطريركي ومار يوحنّا جهاد النائب العام على الأبرشية البطريركية

    أصحاب المعالي والسعادة

    السادة رؤساء وأعضاء المجالس البلدية والمخاتير

    الآباء الكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات الأفاضل

    أعضاء المجلس الاستشاري والجمعيات والمؤسسات والأخويات واللجان والحركات الرسولية والمؤمنين اعضاء رعية مار بهنام وسارة الأحباء،

 

        1ـنحتفل معاً اليوم بالقداس الإلهي على مذبح كنيسة مار بهنام وسارة، لنرقّي كاهن رعيتها الأب إيلي حمزو إلى الدرجة الخوراسقفية. إنها مناسبة للتعبير عن شكرنا للرب لأنه أنعم على هذه الرعية المحبوبة وعلى ابرشيتنا البطريركية بتكريم كاهن متقدّم بين كهنة الرعايا العاملين في أبرشيتنا السريانية،  إذ أمضى ما يقرب من أربعين عاماً في الخدمة الكهنوتية، في الشرفة وزحلة والفنار. وهي أيضاً مدعاة للتعبير عن شكرنا وتقديرنا لكهنتنا الاعزاء، الذين سعوا في اتباع المخلّص، سائرين على خطاه بثبات وأمانة رغم ضعفهم البشري، ومهما عصفت الصعاب وكثرت التحديات، إذ إنهم عارفون بأنّ على التلميذ أن يتشبّه بمعلّمه،  يلبّون دعوة الرب، بفرح وأمانة،  إن في كهنوت الخدمة وإن في التكرّس الرهباني.

        استمعنا في القراءات المقدسة التي تليت علينا إلى بولس يذكّر تلميذه تيموثاوس، بأنّ المحبة الفريدة التي يخص بها الرب مختاريه، هي عطية يغدقها الروح القدس عليهم فيثمروا، بحياةٍ صادقة مع الرب ومع ذواتهم في خدمة إخوتهم وأخواتهم، فيتمثّلوا  بمعلّمهم الإلهي، متقدّسين بعلاقتهم الحبّية معه، وأمناء دوماً للكنيسة المقدسة، أمّهم ومعلمتهم.

        الكاهن هو المدعولكي يشارك الرب في خلاص النفوس الموكلة اليه، يعطي رعيته الغذاءالروحي بالكرازة والتعليم، وبتوزيع الأسرار، ونشر المحبة وتقوية روابط الوحدة بين الأفراد والعائلات، وبالتدبير الحكيم في حسن الرعاية، وهي مهامٌ مُستمدّة من كهنوت المسيحمثالهم في الخدمة والتكرّس. لذا على هذه المحبة أن تقلّل من الأقوال وتزيد من أفعال بذل الذات بالوداعة والفرح. عندئذ يضحي الكاهن علامة حيّة لعمل الروح بين البشر.  

        من هنا نفهم توصيات القديس بولس رسول الأمم الذي احتفلنا بعيده منذ يومين، وهو مهندس البيعة كما يصفه آباؤنا السريانܐܰܪܕܺܝܟ̣ܠܳܐ، في دعوته تيموثاوس لخدمة شعب الله، داعياً إياه تلميذاً له. فأوصاه أن يتقوّى بالنعمة ويتحمّل المشقّات، وأن يكون تعليمه صادقاً، يتناغم مع دقائق حياته، إذ يحيا المحبة والخدمة والوداعة والصبر.

        كما أنّ القديس بطرس الذي عيّدنا له أيضاً منذ يومين، وهو الصخرة والأساس ܫܶܬܶܐܣܬܳܐعلى حدّ تعبير آبائنا السريان، فكتب في رسالته الأولى أنّ المدعوين لخدمة شعب الله، ويسمّيهم الشيوخ، عليهم أن يرعوا رعية الله بالمحبة والتضحية والتخلي عن الذات بتواضع وبالاتكال الكلي على نعمة الرب التي تقوّي ضعفهم وتشدّد عزائمهم، فيقول: "أرعوا رعية الله التي اقتناها بدمه"، "ألقوا كل همّكم على الله وهو يعولكم".

 

        6ـ أيها الأحباء

        ـإنّ الدرجة الخوراسقفية التي نمنحها اليوم تعني أنّ الكنيسة المقدسة بشخص راعيها البطريرك تقدّر الفاعلين في كرم الرب وفي حقل الرسالة، فتكرّم الكاهن لخدمته الطويلة وعطاءاته وسعيه لعيش دعوته بأمانة وسخاء. وهو بدوره يتقبّل هذا التكريم بفعل تواضع وشكر للآب السماوي، كي يتابع خدمته بفرح والتزام متجدّدين. وهذا أملنا بأن يصبح مثالاً لإخوته الكهنة، سيما الأحدث رسامةً منه، يرشد بلطف ورفق، ويشجّع بحنان، وينمي طاقات إخوته في الخدمة الكهنوتية دون الشعور بحسد أو نقص.

 

        ـ ومن هنا، نحن اليوم نرقّي بفرح الأب إيلي إلى الدرجة الخوراسقفية، بعد استشارة سيادة أخينا المطران مار يوحنا جهاد بطّاح النائب العام على الأبرشية البطريركية، وبإلحاح من أبناء رعية مار بهنام وسارة وبناتها.

        7ـلقد بذل الأب إيلي كل ما في وسعه من خدمة كهنوتية في مجالات عديدة، في التوجيه والتعليم والتدبير، وأوكلت اليه مسؤوليات في دير الشرفة وإكليريكيته، كما طُلبت منه الخدمة في رعايا  زحلة وجونية، وبخاصة في خدمة هذه الرعية المباركة، رعية مار بهنام وسارة ورعية العائلة المقدسة.

        إننا نفخر أن تحقّق رعيتكم، رعية الشهيدين بهنام وأخته سارة، التقدّم والانتعاش الروحي بخدمته الحكيمة، ونسرّ بنوع خاص بالإهتمام الذي توليه لرسالة الشباب والأطفال، وذلك بتدبير وتشجيع من قبله،  وبإشراف من الأب جول بطرس معاونه. لقد حقّقت حركة مار بهنام وسارة في السنوات الثلاث الأخيرة، خطوات رائعة وتفوّقت بين الحركات الرسولية التي تتعمّق بالالتزام الرعوي والكنسي، وتُعنى بتربية النشء، وازداد عدد المنتسبين إليها، ونالت ثقة الأهل وإعجابهم، إذ أثمرت جهود المربين والمربيات مع كهنتهم، ثماراً يانعة وملأت أجواء الرعية بحيوية الشباب وفرحه.

        كما نودّ أن نذكر العطاءات التي تميّزت بها في عهد رعايته، أخوية سيدة الحُبل بها بلا دنس، واللجنة النسائية، وجوقة الرعية، والجمعية الخيرية، وخدمات مستوصف العائلة المقدسة.

        ـ ومن الخطوات التي حقّقتها هذه الرعية، استقبال جاليتنا العراقية المحبوبة ومدّ يد العون لهم في محنتهم، ووضع كنيسة العائلة المقدسة لاحتياجاتهم الروحية وذلك بإشراف مرشدهم الأب فراس دردر.

        10ـولا بدّ لنا من ذكر ما بذله الخوراسقف الجديد من جهود في ترميم وتجهيز مقر للنيابة العامة في أبرشيتنا البطريركية، حيث يقيم سيادة أخينا النائب العام المطران يوحنا جهاد بطّاح مع بعض الكهنة، كذلك نجاحه في إنشاء مقرّ المحكمة الروحية والمكاتب الخاصة بمشروع مار يوسف السكني في الفنار. ونأمل منه أن يضاعف الجهود كي نتمكّن من تحقيق هذا المشروع الهام والذي تترقّبه الكثير من عائلاتنا الشابة.

        11ـ ختاماً، نكرّر التهاني القلبية والأدعية الحارة للخوراسقف الجديد إيلي، متمنين له أن يستمر في خدمته الرعوية والتكرّس الكلي للرب، فيحيا له دوماً بحسب الشعار الذي اتخذه "حياتي هي المسيح". ونختم بتوجيه صادق شكرنا لجميع الذين ساهموا في احتفالنا الليتورجي وفي الإعداد لهذه المناسبة، ونخص بالشكر تلفزيون تيلي لوميير ـ نورسات الذي ينقل القداس والسيامة مباشرةً، داعين إلى الرب يسوع أن يبارك جميع العاملين والعاملات في هذه الوسيلة الإعلامية المتميّزة.

        ألف مبروك للخوراسقف الجديد وللرعية ولنا جميعاً.

 

إضغط للطباعة