|
في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد 30 تشرين الثاني 2025، ترأّس غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، القداس الإلهي الذي احتفل به الأب كريم كلش، بمناسبة أحد زيارة مريم العذراء لنسيبتها أليصابات، وذلك على مذبح كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت. وخلال القداس، صلّى غبطته، مقدِّماً هذه الذبيحة الإلهية من أجل نجاح زيارة قداسة البابا لاون الرابع عشر إلى تركيا ولبنان.
شارك في القداس الخوارسقف عماد حنّا الشيخ، والمونسنيور حبيب مراد، بحضور ومشاركة جمع من المؤمنين.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان: "وقالت إليصابات: مباركةٌ أنتِ في النساء، من أين لي أن تأتي أمّ ربّي إليّ"، استهلّ غبطة أبينا البطريرك كلامه بالإشارة إلى أنّ "اليوم هو أحد زيارة العذراء مريم لنسيبتها إليصابات، ويخبرنا التقليد الكنسي أنّ مريم كانت في الناصرة، أي في الجليل، في شمال إسرائيل، أمّا زكريا وزوجته أليصابات فكانا بالأحرى في جنوب أورشليم، أي هناك مشوار طويل في ذاك الوقت يجب على الشخص أن يقوم به من الناصرة كي يصل إلى عين كارم حيث كان زكريا وأليصابات يعيشان".
ولفت غبطته إلى أنّ "الزيارة هي عمل محبّة وحنان، ويسوع يذكّرنا قائلاً: كنتُ مريضاً فزرتُموني، ونحن نعلم كيف هي الزيارة بين الشخص الذي يحبّ قريبَه والقريب الذي يحتاج إليه. هذه الزيارة تُفرِح القريبَ المحتاج وتقوّيه وتعزّيه. ونحن اليوم نعيش في زمن زيارة قداسة البابا لاون الرابع عشر إلى الشرق، من يوم الخميس الماضي في 27 تشرين الثاني، حتّى اليوم الأحد في 30 تشرين الثاني، قداسته يقوم بزيارة رسولية إلى تركيا، وقد كنّا هناك وذهبنا لنشارك في فعاليات هذه الزيارة، ورافَقَنا المونسنيور حبيب مراد، حتّى نُشرِكَ كنيستَنا السريانية الكاثوليكية بفرح زيارة قداسته إلى تركيا. لقد كانت هذه الزيارة مليئة باللقاءات والنشاطات، وقداسته قام بها كلّها دائماً بحنوّ الأب وحنانه وعطفه وتفهُّمه لأوضاعنا. ونحن اليوم ننتظر قداسته بفارغ الصبر في زيارته الرسولية إلى لبنان، والتي ستستمرّ حتّى يوم بعد غد الثلاثاء في 2 كانون الأول".
ونوّه غبطته بأنّ "الزيارة، كما سمعنا من أليصابات، هي فرحٌ للقلب، ونحن، المسيحيين في الشرق، نحتاج إلى الأب الروحي للكنيسة الجامعة كي يعطينا نفحة الرجاء والأمل والثبات، بالرغم من كلّ ما نلاقيه من صعوبات وتحدّيات. وليس هناك كنيسة أو طائفة بمنأى عن هذه الصعوبات وهذه التحدّيات".
وأكّد غبطته على أنّنا "نستقبل إذاً زيارة قداسة البابا إلى لبنان بالفرح والرجاء، ونسأله أن يكون صوتنا للعالم، معلناً أنّ المسيحيين هنا في بلادهم الشرقية ليسوا غرباء عن هذه الأرض، وليسوا سائحين ولا نازحين ولا لاجئين فيها. إنّهم من هذه البلاد، ويحتاجون إلى الدعم الحقيقي كي يظلّوا ثابتين وراسخين في أرضهم الأمّ. وهذا الأمر نقوله بشكل خاصّ لجميع المتألّمين من جراء الأوضاع التي نعيشها، أكانت اقتصادية أو سياسية أو أمنية، لا سيّما لشبابنا، كي يبقوا شهوداً للرب يسوع في أرض آبائهم وأجدادهم، مهما كانت الظروف إليمة".
وذكّر غبطته بأنّنا "سنستقبل قداسة البابا بشكل خاصّ في فعاليات زيارته إلى لبنان، بدءاً من وصوله إلى المطار بعد ظهر اليوم، لنصل إلى يوم الثلاثاء حيث القداس الإحتفالي في تمام الساعة العاشرة والنصف صباحاً في الواجهة البحرية في وسط بيروت".
وختم غبطته موعظته بالقول: "نصلّي مع قداسة البابا، طالبين منه أن يباركَنا جميعاً، ويباركَ اللبنانيين على اختلاف دياناتهم وطوائفهم، ويباركَ الشرق الأدنى بأسره، بشكل خاصّ سوريا والعراق والأراضي المقدسة، كي نستطيع أن نتابع حياتنا بنعمة الرب وشفاعة أمّنا مريم العذراء التي نسألها أن ترافق زيارة قداسته إلى لبنان بحمايتها الوالدية وبزيارتها، زيارة الأمّ الحنون".
|