|
في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الأربعاء ٢٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي على مذبح كنيسة قلب يسوع الأقدس في اسطنبول، تركيا، وخلاله قام غبطته برسامة شمّاس قارئ لخدمة الرعية.
عاون غبطتَه الخوراسقف أورهان شانلي، والمونسنيور حبيب مراد، والأب بولس قس داود، والأب جيمي سركك، وخدم القداس شمامسة الرعية، بحضور ومشاركة جموع غفيرة من المؤمنين من أبناء الرعية، والذين حضروا بلهفة بنوية لنيل بركة غبطته في زيارته الأبوية بمناسبة استقبال قداسة البابا لاون الرابع عشر في تركيا.
وقبل المناولة، قام غبطته برسامة الشابّ استيفان تبسي شمّاساً قارئاً، بحسب الطقس السرياني الأنطاكي، في جوّ روحي عابق بالفرح والبهجة، وسط تصفيق الحضور وزغاريد النساء.
وبعد الرسامة، ألقى الخوراسقف أورهان شانلي كلمة رحّب فيها بغبطته في زيارته الأبوية للنيابة البطريركية في تركيا، بمناسبة زيارة قداسة البابا لاون الرابع عشر إلى تركيا للإحتفال بذكرى مرور ١٧٠٠ سنة على انعقاد مجمع نيقية المسكوني، معبّراً عن الفرح الكبير باستقبال غبطته بين أبنائه وبناته في اسطنبول، وكذلك الفرح برسامة الشماس القارئ الجديد استيفان، مهنّئاً إيّاه وعائلته بهذه المناسبة.
وختم كلمته بالتأكيد على المحبّة البنوية الكبيرة التي يكنّها مع أبناء النيابة البطريركية لغبطته، سائلاً الله أن يديمه بالصحّة والعافية والعمر المديد، ويعضده في خدمته في رعاية الكنيسة السريانية في هذه الظروف العصيبة.
وفي موعظته الروحية، أعرب غبطة أبينا البطريرك عن "الفرح الكبير أن نكون بينكم، وهي دائماً مناسبة مميَّزة، وإنّنا متيقّنون من المحبّة التي تكنّونها للرب يسوع، وكنيستكم مسمّاة باسم قلب يسوع الأقدس، وبما أنّنا نتكلّم عن القلب، فنحن نتكلّم عن الحبّ. فعلاً، إنّها مناسبة رائعة أن نعود فنلقاكم في هذه الكنيسة الجميلة، ونحن نحتفل بمنح أحد الشبّان، استيفان تبسي، بركة ونعمة رسامة القارئ في كنيستنا السريانية الكاثوليكية. إنّها نعمة كبيرة، ونحن فخورون ومسرورون بأنّ شبابنا ممتلئون بالمحبّة للرب يسوع. نصلّي من أجل استيفان كي يكون، على غرار الشبّان الذين رُسِموا قبله في هذه الكنيسة، شابّاً مُحِبّاً جداً للرب يسوع، وفخوراً به، ورسولاً له".
ولفت غبطته إلى أنّنا "في هذه الأيام ننتظر وصول قداسة البابا لاون الرابع عشر، وهي الزيارة الأولى لقداسته خارج إيطاليا، بمناسبة ذكرى مرور ١٧٠٠ عاماً على انعقاد مجمع نيقية (إزنيك) التي ليست ببعيدة كثيراً عنكم. غداً سنستقبل قداسته في أنقرة لدى فخامة رئيس الجمهورية، وسنرجع إلى هنا في اسطنبول للمشاركة في الإحتفالات والفعاليات، ولا سيّما القداس يوم السبت. ثمّ سنعود إلى لبنان لنستقبل قداسته أيضاً في زيارته إلى ذلك البلد، لنعلن أمام قداسته أنّنا، نحن الشرقيين، نحن من هذه البلدان في هذه المنطقة المبارَكة، نحن كما أنتم، لسنا مهاجرين ولا لاجئين، لكنّنا السكّان الأصليون لهذه الأرض. إنّنا نجابه تحدّيات كثيرة لبقائنا، ونعلم جيّداً أنّه ليس سهلاً عليكم أن تبقوا على أرضكم وتتابعوا الشهادة للرب يسوع".
ونوّه غبطته إلى أنّنا "سنؤكّد لقداسته على حاجتنا لدعم البلدان القوية على الساحة الدولية، كي نستطيع أن نستمرّ بالعيش على أرضنا الأمّ، أرض منشئنا في هذه المنطقة الغالية. هذا ما نحتاج إليه أكثر من خبزنا اليومي. نحن شعب الفرح والرجاء، رغم أنّنا أقلّيات، نحن نعوّل على الرب يسوع ونتّكل عليه كي يقوّينا لنستطيع الإستمرار في تأدية الشهادة له بشجاعة ورجاء".
وختم غبطته موعظته ضارعاً "إلى الرب يسوع، بمعونة قلبه الأقدس، كي يحمينا جميعاً، الأطفال، الشبيبة، الأهل، الآباء والأجداد. إيّاه نسأل أن يبارككم ويباركنا جميعاً، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، سيّدة البشارة، وجميع القديسين والشهداء".
وبعد البركة الختامية، انتقل غبطته إلى قاعة الكنيسة حيث التقى المؤمنين الذين تحلّقوا حوله بشوق الأبناء والبنات للقاء أبيهم الروحي، في جوّ من الفرح والبهجة. وقد هنّأ غبطتُه وجميعُ الحاضرين الخوراسقف أورهان شانلي بمناسبة الذكرى السنوية الحادية عشرة لسيامته الكهنوتية.
|