غبطة أبينا البطريرك يرعى ويبارك حفل العشاء السنوي الخيري للجمعية الخيرية البطريركية للسريان الكاثوليك في لبنان

    مساء يوم الجمعة ٢١ تشرين الثاني ٢٠٢٥، رعى وبارك غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، حفل العشاء السنوي الخيري للجمعية الخيرية البطريركية للسريان الكاثوليك في لبنان، وذلك بمناسبة الذكرى السابعة والستّين لتأسيس الجمعية.

    حضر هذا الحفل صاحب السيادة مار متياس شارل مراد، المرشد الروحي للجمعية الخيرية، والخوراسقف عماد حنّا الشيخ، والمونسنيور حبيب مراد، والأب كريم كلش، والأب طارق خيّاط، وأعضاء الهيئتين الإدارية والعامّة للجمعية، وعدد من الفعاليات والمدعوين، وفي مقدّمتهم المهندس مارون حلو رئيس الرابطة المارونية، وجمع من أبناء الكنيسة السريانية الكاثوليكية في لبنان.

    في بداية الحفل، ألقى القنصل كمال سيوفي، رئيس الجمعية، كلمة شكر في مستهلّها غبطةَ أبينا البطريرك على دعمه الأبوي اللامتناهي للجمعية ولأعمالها الخيرية ولأبناء الكنيسة في لبنان وفي كلّ مكان، داعياً لغبطته بالصحّة والعافية والعمر المديد، شاكراً أيضاً مرشد الجمعية والآباء الكهنة وجميع الحاضرين.

    وقدّم فكرة عامّة موجزة عن أبرز المساعدات التي تقدّمها الجمعية على مدار السنة، من طبّية ومالية ومدرسية وجامعية، مثمّناً كافّة المساهمات التي يجود بها المؤمنون والأصدقاء لدعم رسالة الجمعية، شاكراً جميع الذين ساهموا في إنجاح هذه المناسبة.

    بعدئذٍ وجّه غبطة أبينا البطريرك كلمة أبوية شكر خلالها رئيس الجمعية "على كلماته الحلوة والمعبِّرة والمشجِّعة"، مثنياً على "عمل هذه الجمعية والدور الذي تؤدّيه في خدمة المحتاج، وهي تعيّد ٦٧ سنة من عمرها، وكانت بالطبع مخدومة من لجان تعدّدت وعُرِفت بسخائها وتضحياتها"، مترحّماً "على أرواح الذين انتقلوا من هذه الحياة"، ومتمنّياً "للأحياء منهم الصحّة والعمر الطويل".

    ولفت غبطته إلى أنّنا "حين نساعد الفقير أو المحتاج لا نحمّله منّيّة، إذ أنّ من يساعد أخاه المحتاج هو من ينال المكافأة. فمساعدة المحتاجين هي نعمة كبيرة، وعلينا أن نشكر المحتاج لأنّنا نستطيع أن نساعده ونحترمه ونحافظ على كرامته".

    ونوّه غبطته بأنّنا "منذ زمن لم نلتقِ في هكذا مناسبة، بعد أن دأبنا عليها في السنوات التي سبقت الأزمة التي عصفت بوطننا لبنان في الفترة الأخيرة. علينا ألا ننسى أنّه مهما كانت الصعوبات فهناك من يتألّم أكثر منّا، وليس علينا أن نعكس كلّ شيء علينا ونفكّر بأنفسنا فقط. نحن أولاد وأحفاد مؤمنين خدموا إخوتهم في أصعب الحالات، أكان أيّام اللجوء إلى لبنان منذ عشرات السنين، أو في الوقت الحديث اليوم. إنّ تضامننا معاً وخدمتنا لكنيستنا من خلال خدمة المحتاج هي مكافأة لنا تبدأ من اليوم، قبل أن ننال المكافأة الأبدية من الرب".

    وأكّد غبطته أنّ "علينا أن نكون فرحين حين نعطي ونضحّي ونفكّر بالغير، وتعرفون أنّ الذين يضحّون اليوم هم الذين يُسعَدون، وأنّ الأغنياء في العالم، ومع أنّهم يفتخرون بأموالهم، إلا أنّ هناك الكثيرين منهم يساعدون الإنسانية بسخاء. فهما كان لدينا، علينا أن نقدّم الخدمة لإخوتنا وأخواتنا المحتاجين".

    وختم غبطته كلمته بالقول: "أشكركم جميعاً على حضوركم ومساهمتكم ومحبّتكم لكنيستكم ولجميع الإخوة والأخوات الذين يحتاجون إلى محبّتكم. فليقوّيكم الرب ويحفظكم بالصحّة والعافية والبركة".