غبطة أبينا البطريرك وغبطة الكاثوليكوس مار باسيليوس اقليميس يزوران مقرّ إكليريكية القديسة مريم الكبرى للكنيسة السريانية الكاثوليكية الملنكارية، تريفاندروم – كيرالا، الهند

    في تمام الساعة الواحدة من ظهر يوم الثلاثاء 23 أيلول 2025، قام غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، وغبطة أخيه الكردينال مار باسيليوس اقليميس كاثوليكوس الكنيسة السريانية الكاثوليكية الملنكارية، بزيارة إلى مقرّ إكليريكية القديسة مريم الكبرى للكنيسة السريانية الكاثوليكية الملنكارية، تريفاندروم – كيرالا، الهند.

    استُقبِلَ صاحبا الغبطة بالترحيب الحارّ من قِبَل رئيس الإكليركية الكبرى والطلاب الإكليركيين، فدخلا إلى كنيسة الإكليريكية على أنغام نشيد استقبال رؤساء الأحبار، حيث أعرب رئيس الإكليريكية عن مشاعر الفرح والإعتزاز بزيارة غبطة أبينا البطريرك، ملتمساً بركته الأبوية للإكليريكية.

    ووجّه غبطة الكاثوليكوس كلمة استهلّها بالتعبير عن "الفرحة الكبيرة لي أن أرافق غبطته وأعضاء الوفد البطريركي المرافق له، فنحن نعود إلى الجذور الكنسية السريانية الواحدة، وعندما نحتفل بالقداس معاً، نشعر أنّنا في بيتنا. إنّنا فرحون كثيراً بزيارة غبطتكم إلى الإكليريكية التي هي قلب الكنيسة، فنحن أمام شباب اختاروا وقرّروا أن يتبعوا الرب من خلال رسالة الكهنوت. نسألكم أن تصلّوا من أجل الإكليريكيين كي يتابعوا رسالتهم بالأمانة لدعوتهم، والتي بدأها مار إيفانيوس".

    وتابع غبطته: "كلّنا نعلم أنّكم تأتون، يا سيدنا البطريرك، من كنيسة تعاني، ليس بسبب الفقر، إنّما بسبب الاضطهادات والتحدّيات والصعوبات، فكنيستكم هي مثال الشهادة للرب حتّى الإستشهاد، في الشرق الأوسط وفي الأراضي المقدسة وسواها. كما أنّ هناك تحدّيات كثيرة في كنيستنا في الهند، حيث هناك بعض الإشكالات والعقبات التي تعترض البشارة وعمل خدّام الكلمة في بعض الأمكنة. إنّ خدام الرب يضحّون بكلّ شيء وحتّى بالعزلة والإبتعاد عن عائلاتهم، وهذه هي صورة عن الجماعة الكنسية التي تمثّلونها غبطتكم. ونستذكر أيضاً المعاناة إبّان المجازر في عهد السلطنة العثمانية حتّى اليوم، ونستذكر دفاع غبطتكم المستميت عن المسيحيين وحقوقهم ووجودهم في أرضهم الأمّ في الشرق".

    وأردف غبطته: "حضوركم هنا يا صاحب الغبطة علامة مميّزة وبركة من الرب، ونحن نتشرّف بحضوركم بيننا، فأنتم تنيرون لنا الطريق نحو السماء، وتفتحون أمامنا درب الشهادة للرب. بارككم الرب، وأدامكم بالصحّة والعافية، وقوّاكم في كلّ ما تقومون به لخير الكنيسة والمؤمنين في كلّ مكان".

    وختم غبطته كلمته بالقول: "عندما تصلّون، يا صاحب الغبطة، تسمع الملائكة صلاتكم، وتنقلها إلى أحضان السماء. أذكرونا في صلواتكم، واذكروا الإكليريكيين والدعوات، كي نبقى أمناء لدعوتنا. نحن ممتنّون لكم، باركونا. ونحن ممتنّون أيضاً لجميع أعضاء الوفد المرافق لكم، شكراً لكم، وصلّوا من أجلنا".

    ثمّ ردّ غبطة أبينا البطريرك بكلمة عبّر فيها عن "جزيل الشكر لكم، غبطة أخينا الكاثوليكوس، الأخ العزيز، لا نستطيع أن نعبّر عن مشاعر الإمتنان لاستقبالكم الأخوي الحارّ، كما للأساقفة آباء السينودس، والكهنة والراهبات والإكليريكيين. يمكننا أن نتكلّم باسم أعضاء الوفد الذي يرافقنا، فنحن ممتنّون جداً لكم صاحب الغبطة".
وخاطب غبطته الإكليريكيين قائلاً: "أعزّائي الإكليريكيين، بالتأكيد تعلّمتم وتتعلّمون الكثير من المسؤولين على تنشئتكم والذين يشرفون على دعوتكم وتهيئتكم للكهنوت. لسنا هنا لنكرّر ما تعلّمتموه منهم، لكن بإمكاننا أن نخبركم قصّة بسيطة. عندما كنتُ إكليريكياً في روما عام 1965، استقبَلَنا المثلَّث الرحمات البطريرك الكردينال مار اغناطيوس جبرائيل الأول تبّوني الذي خلف المثلَّث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني رحماني الذي كان صديقاً عزيزاً لمار إيفانيوس في بدايات القرن العشرين. في روما، لا أذكر من سأل البطريرك تبوني هذا السؤال: هل بإمكانكَ أن تخبرنا متى كنتَ أكثر سعادةً في حياتك؟ فأجابَنا البطريرك: بإمكاني أن أقول إنّ ذلك كان عندما كنتُ إكليريكياً في الموصل - العراق. فعلاً كان جوابه هذا نوعاً ما مذهلاً، كيف أنّ بطريركاً وكردينالاً يقول إنّ أفضل مرحلة في حياته هي مرحلة الحياة الإكليريكية!".

    ولفت غبطته نظر الإكليريكيين إلى "أهمّية أن تتأكّدوا أنّ الرب يسوع يحبّكم، وأنّ لديكم الكثير من الكنوز لتكتنزوها من تنشئتكم في هذه السنوات التي تقضونها في حياتكم الإكليريكية، كي تنموا بالشخصية والدعوة والرسالة في المستقبل، قبل أن تأتي مرحلة الرسامة الكهنوتية. بارككم الرب جميعاً، ولنصلِّ من أجل بعضنا البعض. شكراً".

    بعدئذٍ استمع صاحبا الغبطة إلى باقة من الترانيم السريانية أدّها الطلاب الإكليريكيون في جوّ من الخشوع والفرح الروحي.

    وفي ختام الزيارة، منح غبطة أبينا البطريرك البركة الرسولية إلى الإكليركية الكبرى، رئيساً ومعاونين وطلاباً، عربون محبّته الأبوية.

    رافق غبطةَ أبينا البطريرك في هذه الزيارة صاحبا السيادة: مار برنابا يوسف حبش، ومار أفرام يوسف عبّا، والأباتي إدمون رزق، والمونسنيور حبيب مراد، والمونسنيور عبدو أبو كسم، والأب جان يونس، والأب بول قسّ داود، والأب سعيد مسّوح، والأب كريم كلش، والأب أفرام الجزراوي، والأب طارق خيّاط، والأمّ هدى الحلو، والأخت إخلاص شيتو.