في تمام الساعة الواحدة من ظهر يوم الثلاثاء ٢٤ حزيران ٢٠٢٥، وببادرة محبّة وتضامن لافتة ومؤثّرة، شارك غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، في رتبة جنّاز شهداء التفجير الإرهابي الذي وقع في كنيسة مار الياس - الدويلعة، وذلك في كنيسة الصليب المقدس للروم الأرثوذكس، القصّاع - دمشق، سوريا.
احتفل بالرتبة صاحب الغبطة يوحنّا العاشر اليازجي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، وشارك فيها صاحب الغبطة يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، بحضور ومشاركة مطارنة الكنائس في دمشق، وعدد من المطارنة والخوارنة والكهنة من مختلف الكنائس والمناطق، بحضور ومشاركة جماهير غفيرة من المؤمنين، وفي مقدّمتهم عائلات الشهداء وأهلهم وذووهم، وسط جوّ من التأثّر المهيب.
خلال الرتبة، ألقى غبطة البطريرك يوحنّا العاشر اليازجي موعظة تأبينية مؤثّرة، تناول فيها هذا العمل الإجرامي الإرهابي المشين، لافتاً إلى أنّ ما حدث لن ينال من قوّة إيمان المؤمنين وعزيمتهم، متّكلاً على الرب يسوع القائم من بين الأموات، مطالباً المسؤولين في الدولة بمعاقبة المجرمين وتأمين الرعاية والاهتمام بالمسيحيين وبسائر مكوِّنات الوطن، ومنوّهاً بأنّ المسيحيين هم مكوِّن أصيل في سوريا، وهم يعيشون منذ القدم وسيتابعون العيش جنباً إلى جنب مع جميع إخوتهم وشركائهم في الوطن.
وعلى هامش رتبة الجنّاز، قدّم غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث التعازي الأخوية إلى صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا العاشر وإلى صاحب الغبطة البطريرك يوسف العبسي، مؤكّداً تضامنه الأخوي، ومعه آباء السينودس والإكليروس والمؤمنين في الكنيسة السريانية الكاثوليكية، إزاء هذا المصاب الأليم والعمل الإجرامي الإرهابي المُدان، سائلاً الله أن يرحم نفوس الشهداء ويبلسم القلوب الملتاعة لفقدهم من أهلهم وذويهم ومحبّيهم ويمنح الجرحى الشفاء العاجل والتامّ، مستذكراً العمل الإرهابي المشين المماثل الذي وقع في كاتدرائية سيّدة النجاة في بغداد في ٣١ تشرين الأول عام ٢٠١٠، والتي أدّت إلى ارتقاء ٤٨ شهيداً وعدد من الجرحى، ومشدّداً على أنّ أبواب الجحيم لن تقوى على الكنيسة لأنّ الرب يسوع في وسطها فلن تتزعزع.
رافق غبطةَ أبينا البطريرك لحضور هذه الرتبة الخوراسقف عماد غميض النائب العام لأبرشية دمشق، والمونسنيور حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، والأب غطّاس سلامة كاهن رعية يسوع العامل في الدويلعة - دمشق، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية.
|