ܥܪܽܘܒܬܳܐ ܕܕܰܗܒܳܐ جمعة الذهب (يوم الجمعة الذي يلي عيد العنصرة)

    تمتاز الكنيسة السريانية الأنطاكية بالاحتفال بيوم "ܥܪܽܘܒܬܳܐ ܕܕܰܗܒܳܐ جمعة الذهب"، وهو يوم الجمعة الذي يلي عيد العنصرة أي عيد حلول الروح القدس على الرسل في العلّية في اليوم الخمسين بعد عيد القيامة.

    في هذا اليوم، تحيي الكنيسة السريانية ذكرى أعجوبة شفاء الأعرج منذ مولده عند باب الهيكل الجميل، والتي قام بها الرسولان بطرس ويوحنّا. وتسمية "الذهب" تعود إلى قول بطرس للأعرج الذي كان يستعطي عند باب الهيكل: "لا فضّة عندي ولا ذهب، ولكنّي أعطيك ما عندي، باسم يسوع المسيح الناصري إمشِ"، فتحرّكت أعضاء الأعرج الميتة، فوثب يسبّح الله معترفاً بقدرته (أعمال الرسل 3: 1-9).

 

    وبهذا الصدد، نورد هذا التأمّل لآبائنا السريان بلحن ܩܽܘܩܳܝܳܐ (قوقُويُو):

    ܫܶܡܥܽܘܢ ܟܺܐܦܳܐ ܘܝܽܘܚܰܢܳܢ ܠܗܰܝܟܠܳܐ ܣܠܶܩܘ ܗ̱ܘܰܘ܆ ܒܥܶܕܳܢܳܐ ܕܰܬܫܰܥܫܳܥܺܝ̈ܢ ܘܶܐܫܟܰܚܘ ܠܰܚܓܺܝܪܳܐ. ܘܡܰܠܶܠܘ ܥܰܡܶܗ ܘܗܳܟܰܢ ܐܶܡܰܪܘ ܠܶܗ: ܕܠܰܝܬ ܠܰܢ ܕܰܗܒܳܐ ܘܣܺܐܡܳܐ ܕܢܶܬܶܠ ܠܳܟ. ܡܰܘܗܰܒܬܳܐ ܕܝܰܗܒ ܠܰܢ ܪܰܒܰܢ ܝܳܗܒܺܝܢܰܢ ܠܳܟ܆ ܒܰܫܡܶܗ ܕܝܶܫܽܘܥ ܢܳܨܪܳܝܳܐ ܪ̈ܶܓܠܰܝܟ ܢܶܫܬܰܪܪ̈ܳܢ. ܗܰܠܶܠܽܘܝܰܗ܆ ܘܡܶܚܕܳܐ ܩܳܡ ܗܰܠܶܟ.

    ܒܰܚܓܺܝܪܳܐ ܗܰܘ ܕܶܐܬܰܐܣܺܝ ܥܒܰܕܘ ܐܳܬܳܐ ܪܰܒܬܳܐ܆ ܫܶܡܥܽܘܢ ܟܺܐܦܳܐ ܘܝܽܘܚܰܢܳܢ ܘܥܰܠ ܥܰܡܗܽܘܢ ܠܗܰܝܟܠܳܐ. ܒܗܰܘ ܥܶܕܳܢܳܐ ܫܰܪܺܝܘ ܠܡܰܠܳܦܽܘ܆ ܒܰܫܡܶܗ ܕܝܶܫܽܘܥ ܕܰܐܣܺܝ ܠܰܚܓܺܝܪܳܐ. ܒܪܺܝܟ ܗ̱ܘ ܕܰܓܒܳܐ ܠܰܫܠܺܝ̈ܚܶܐ ܘܫܰܪܰܪ ܡܶܠܰܝ̈ܗܽܘܢ܆ ܘܩܰܒܶܠܘ ܪܽܘܚ ܩܽܘܕܫܳܐ ܘܰܩܥܰܘ ܕܠܳܟ ܫܽܘܒܚܳܐ ܡܳܪܝܳܐ. ܗܰܠܶܠܽܘܝܰܗ܆ ܕܰܥܒܰܕܬܳܢ ܪ̈ܳܚܡܰܝܟ (من صلاة القومة الثانية من الليل في طقس يوم "جمعة الذهب" في كتابالفنقيث، أي كتاب الصلوات لأيّام الآحاد والأعياد، الجزء الخامس، صفحة 246-247).

    وترجمته: "صعد شمعون بطرس ويوحنّا إلى الهيكل في وقت صلاة الساعة التاسعة (أي الثالثة بعد الظهر)، ووجدا أعرجاً، فتكلّما معه، قائلين هكذا: ليس لنا ذهب ولا فضّة لنعطيك، بل نهبك الموهبة التي منحنا إيّاها ربّنا. باسم يسوع الناصري فلتتشدّد رِجلاك، هللويا، فقام حالاً ومشى.

    صنع شمعون الصفا (سمعان بطرس) ويوحنّا آيةً عظيمةً بذاك الأعرج الذي نال الشفاء، ودخل معهما إلى الهيكل. ففي ذلك الحين، شرعا بالتعليم باسم يسوع الذي شفى الأعرج. فمباركٌ من اختار الرسل وثبّت كلامهم، فقبلوا الروح القدس وهتفوا لك المجد يا ربّ، هللويا، إذ جعلتَنا أحبّاءك".

 

    ولفائدة الإكليروس والمؤمنين، ننشر فيما يلي نص الحسّاية (صلاة الغفران) التي تصلّيها الكنيسة السريانية الكاثوليكية في مثل هذا اليوم:

    صلاة الإبتداء:

    أهّلنا أيّها الآب الأزلي لقبول غنى مواهبك الإلهية، وحفظ وصايا ابنك الحبيب، فنحيا بالسيرة الصالحة، ونكون تلاميذ حقيقيين له، لنبشّر باسمه القدوس بين الناس، على غرار الرسولين بطرس ويوحنّا حين منحا الشفاء للأعرج على باب الهيكل الجميل، ونرفع إليك المجد والشكر وإلى ابنك الوحيد وروحك الحيّ القدّوس، الآن وكلّ أوان وإلى أبد الآبدين.

    الفروميون:

    إلى المسيح مخلّصنا الذي حقّق وعده لرسله فأرسل إليهم روحه القدّوس، وخرجوا يكرزون ببشارة الخلاص بين الأمم، إلى وحيد الآب الذي بقوّته شفى بطرسُ ويوحنّا الأعرجَ، فتشدّد وقام صحيحاً معافى، الصالح الذي له كلّ الإكرام والمجد، الآن وكلّ أوان وإلى أبدِ الآبدين.

    السدرو:

    يا ربّنا يسوع المسيح، يا من أوصيتَ تلاميذك بعد قيامتك من بين الأموات وأمرتَهم أن: "اذهبوا إلى العالم كلّه، واكرزوا بإنجيلي لكلّ الشعوب، واصنعوا باسمي الأعاجيب والقوّات". وبعدما قَبِلَ تلاميذك موهبة الروح القدس بشكل ألسنة نارية، انطلقوا يعلنون البشرى السارّة، ويشفون كلّ مرض وضعف في الشعب. وفي مثل هذا اليوم، قام بطرس ويوحنّا وذهبا للصلاة في الهيكل، فالتقيا إنساناً أعرج من مولده. وإذ سألهما صدقةً، أجابه بطرس وقال: "لا فضّة عندي ولا ذهب، ولكنّي أعطيك ما عندي: باسم يسوع الناصري إمشِ".

    يا للأعجوبة الباهرة التي حصلت على أيدي الرسولين القديسين باسمك يا يسوع!

    يا للقوّة المقتدرة التي حرّكت أعضاء المُقعَد الميتة، فوثب يسبّح الله ويعترف بقدرته.

    والآن، إذ نحتفل بذكرى هذه الأعجوبة، نضرع إليك يا ربّ على عطر هذا البخور، أن ترسل إلينا روحك القدوس، فيثبّت إيماننا بك، ويعزّز رجاءنا بقدرتك الإلهية، ويقوّي محبّتنا لك ولبعضنا البعض، بصلوات الرسولين بطرس ويوحنّا، وأن تنحني بنظرك الرؤوف نحو أمواتنا المؤمنين لتقيمهم في مجدك، فنرفع معهم المجد والشكر إليك وإلى أبيك المبارك وروحك الحيّ القدّوس، الآن وكلّ أوان وإلى أبد الآبدين.