غبطة أبينا البطريرك يحتفل بقداس عيد العنصرة

    في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد 8 حزيران 2025، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد العنصرة، وهو حلول الروح القدس على التلاميذ في اليوم الخمسين بعد القيامة، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.

    عاون غبطتَه المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية وكاهن إرسالية العائلة المقدسة للمهجَّرين العراقيين في لبنان، والأب طارق خيّاط الكاهن المساعد في إرسالية العائلة المقدسة، بحضور ومشاركة الشمامسة، وجمع غفير من المؤمنين، ومن بينهم المؤمنون من إرسالية العائلة المقدسة. وخدم القداس جوق الإرسالية، والأطفال المتناولون الجدد من الإرسالية، والذين منحَهم غبطتُه المناولة الأولى في اليوم السابق في كنيسة العائلة المقدسة، وهم يحتفلون بقداس الشكر للرب على نعمة وعطيّة المناولة الأولى.

    وخلال القداس، أقام غبطته رتبة السجدة واستدعاء حلول الروح القدس، والتي تُقام في هذا العيد بحسب الطقس السرياني الأنطاكي. وخلالها جثا غبطته ثلاث مرّات مستلهماً حلول الروح القدس، ثمّ رشّ غبطته المؤمنين بالماء المبارَك علامةً لحضور الروح القدس.

    وفي موعظته بعد الرتبة، بعنوان "أُرسِلُ إليكم الروح المعزّي الذي يرشدكم إلى الحقّ"، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن "هذه الرتبة المميَّزة والخاصّة بعيد حلول الروح القدس، والمليئة بالمعاني والأناشيد، فكلّها غنى وروحانية، لأنّ الروح القدس، الأقنوم الثالث من الثالوث الأقدس، الإله الواحد، هو الذي يقود المؤمنين ويرشدهم إلى الحقّ. ونحن نحتاج كثيراً إلى معرفة الحقّ والدفاع عنه، رغم كلّ ما نعانيه من ظروف أليمة، أكان في لبنان وسوريا والعراق والشرق الأوسط والعالم، هذه الموجات التي تشوِّش العقول والقلوب. ونحن نفرح ونجدّد التهنئة لأطفالنا الخمسة الأعزّاء الذين تناولوا البارحة للمرّة الأولى القربان المقدس، ووعدوا أن يبقوا دائماً أمناء للرب يسوع طوال حياتهم".

    ولفت غبطته إلى أنّنا "من سفر أعمال الرسل الذي كتبه الإنجيلي لوقا، ولوقا كان من أنطاكية وتعرّف على مريم العذراء وعلى الرسل، سمعنا هذا النصّ الذي يخبرنا عن حلول الروح القدس في العنصرة. وعيد العنصرة كان ولا يزال عيداً مهمّاً عند اليهود، وهو يعني اجتماع المؤمنين لحَمْل البواكير، بواكير ثمار الأرض، خاصّةً اليوم الحبوب، حيث كانوا يحملونها إلى الهيكل بأناشيد الفرح، لأنّ الرب أنعم عليهم بهذه الثمار، أنّه أعطاهم الحياة".

    ونوّه غبطته بأنّ "سفر أعمال الرسل يخبرنا أيضاً أنّه كان هناك أناس كثيرون في أورشليم، وحلّ الروح القدس على الرسل في العلّية، فابتدأوا يخبرون ويبشّرون بيسوع المسيح. وكلّ واحد من الناس الموجودين في أورشليم والقادمين من بلدان كثيرة، سمعْنا بعضاً من أسمائها للتوّ لأنّ اليهود كانوا منتشرين في العالم المعروف آنذاك، كانوا يسمعون الرسل يتكلّمون بلغتهم، وكانوا يتساءلون كيف يكلّمنا هؤلاء بلغتنا؟!. هنا نتذكّر أنّ مِن مواهب الروح القدس، أنّه يعطينا الحكمة والقدرة على التبشير بيسوع باللغات التي يفهمها الناس".

    وأشار غبطته إلى أنّ "هذا الحدث المهمّ هو بداية الكنيسة، فقد سمعنا بطرس الذي أنكر يسوع وكان خائفاً، يقف بكلّ شجاعة ويجاهر أمام الناس أنّه تمَّ اليوم ما تنبَّأ عنه الأنبياء في الماضي، أنّ الروح القدس يحلّ عليكم وعلى أولادكم وشبابكم وأبنائكم وبناتكم، فيصعنون عجائب، وينقلون البشارة بالرب بلغات عديدة".

    وأكّد غبطته على أنّ "الكنيسة اليوم هي أنتم، أيّها الأحبّاء، فهي ليست فقط البطريرك والمطارنة والكهنة والشمامسة، بل هي أنتم، الجماعة المؤمنة التي تبقى أمينة للرب يسوع رغم كلّ التحدّيات والصعوبات. ونحن نعلم ونشعر معكم بهذه الصعوبات والتحدّيات، ولا سيّما مع المهجَّرين الذين تركوا أرض آبائهم وأجدادهم مرغَمين".

    وختم غبطته موعظته متمنّياً "لكم جميعاً ولجميع أبناء الكنيسة وبناتها في كلّ مكان حول العالم، إكليروساً ومؤمنين، عيداً مباركاً"، وضارعاً "إلى الرب يسوع أن يبارككم ويمنحكم روح الحكمة والقوّة والشجاعة، كي تبقوا أمناء له على الدوام، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، سيّدة النجاة، ومار اغناطيوس الأنطاكي الشهيد، وجميع القديسين والشهداء".

    وفي نهاية القداس، منح غبطتُه المؤمنين البركة الرسولية، مستمطراً عليهم غزارة وغنى مواهب الروح القدس.