في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد ١ حزيران ٢٠٢٥، ترأّس غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، القداس الإلهي الذي احتفل به الأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، بمناسبة الأحد السادس بعد عيد القيامة والتالي لعيد صعود الرب يسوع إلى السماء، وذلك على مذبح كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف - بيروت.
شارك في القداس المونسنيور حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، بحضور ومشاركة جمع من المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس، تكلّم غبطة أبينا البطريرك مهنّئاً الأب كريم كلش بمناسبة الذكرى السنوية السادسة لرسامته الكهنوتية، والتي تصادف في هذا اليوم عينه (١ حزيران ٢٠١٩)، قائلاً: "اليوم تصادف ذكرى السيامة الكهنوتية لأبونا كريم لستّ سنوات مضت، نصلّي من أجله، ونطلب من الرب أن يكثر الدعوات، وهو، ككاهن صالح، يتابع عيش دعوته بكلّ أمانة للرب ولكنيسته. تهانينا أبونا".
ثمّ ألقى الأب كريم كلش موعظة روحية استهلّها بالإشارة إلى أنّه نال سرّ الكهنوت المقدس "بالنعمة وليس بالاستحقاق، بالنعمة التي يعطينا الرب إيّاها كي نعمل في حقله ما هو لخير الكنيسة والإنسان"، متوقّفاً عند "وصيّة جديدة يعطينا إيّاها الرب يسوع في إنجيل اليوم، مع فرح القيامة، هي المحبّة. وتقوم هذه الوصيّة على أن نحبّ بالفعل، وكما يعلّمنا مار أوغسطينوس: أحبب وافعل ما تريد. هذه المحبّة النابعة من القلب دون غشّ أو حقد أو كراهية، بل محبّة نابعة من قلب ربنا".
ولفت إلى أنّ "المصلحة البشرية تفرض علينا أن نتعامل أحياناً كثيرة مع أشخاص لمجرّد المصلحة، نحبّهم محبّة مؤقَّتة، تنتهي بزوال المصلحة معهم. لكنّ الرب يريد منّا، بحسب كلامه في الإنجيل المقدس، أن: أحبّوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم. إنّه يريدنا أن نحبّ بكلّ معنى المحبّة، وأكبر دليل على محبّة الرب لنا أنّه بذل ذاته على الصليب من أجل البشر. ربنا ارتفع على الصليب مضحّياً بكلّ ما لديه كي تعود كما كانت في السابق علاقةُ الإنسان مع الله وعلاقةُ إلإنسان مع أخيه الإنسان. يريدنا الرب أن نحبّ وأن نكون أمناء على الدوام".
وتوقّف عند سؤال بطرس للرب يسوع "إلى أين تذهب؟"، مؤكّداً أنّ "الرب هو داخلنا ولكنّنا نفتّش أين هو. لا نراه، في لحظات الضعف، لأنّنا بشر ضعفاء خطأة، لكن علينا أن نتذكّر أنّ الرب يسوع، بعدما صعد إلى السماء، لم يتركنا، بل ظلّ معنا، ومنحنا الروح القدس كي يبقى ثابتاً معنا ويثبّتنا ويعزّينا ويرشدنا".
وختم موعظته متطرّقاً إلى ذكرى سيامته الكهنوتية، شاكراً "الرب على هذه النعمة التي منحني إيّاها، وأشكر غبطة أبينا البطريرك على محبّته الأبوية وثقته التي وضعها فيَّ، أنا أصغر أبنائه، حتّى أكون على قدر هذا الحِمْل الذي أحمله، وفي هذا المكان بالذات، هذه الثقة هي أكبر بكثير من الشيء البسيط الذي أقدّمه أنا. أتمنّى أن تحملوني بصلاتكم، وأنا بدوري أحملكم بصلاتي".
|