في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الأربعاء ٢٨ أيّار ٢٠٢٥، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد صعود الرب يسوع إلى السماء وختام الشهر المريمي، وذلك في كنيسة دير سيّدة النجاة البطريركي - الشرفة، درعون - حريصا، لبنان.
شارك في هذا القداس المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب سعيد مسّوح قيّم دير الشرفة ومعاون مدير إكليريكية سيّدة النجاة، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية وكاهن إرسالية العائلة المقدسة للمهجَّرين العراقيين في لبنان، والأب طارق خيّاط الكاهن المساعد في إرسالية العائلة المقدسة، والراهبات الأفراميات، وبعض الشمامسة الإكليريكيين، بحضور ومشاركة جموع غفيرة من المؤمنين من أعضاء إرسالية العائلة المقدسة، والذين يقومون برحلة وزيارة صلاة إلى الدير وإلى مزار سيّدة لبنان في حريصا وبعض المزارات المريمية في المنطقة بمناسبة اختتام الشهر المريمي.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، استهلّ غبطة أبينا البطريرك كلامه بالقول: "ما أجمل أن نلتقي مرّة أخرى معاً، فقد سبق والتقينا وصلّينا سويّةً وترجّينا رحمة الله علينا جميعاً، لا سيّما في هذه الأيّام الصعبة التي تمرّون بها"، مشيراً إلى أنّ "غداً الخميس هو عيد الصعود، بالسريانية ܣܽܘܠܳܩܳܐ، ومن بينكم من اسمه سولاقا، أي صعود الرب يسوع المسيح إلى السماء بعد أربعين يوماً من قيامته من بين الأموات".
ولفت غبطته إلى أنّنا "سمعنا من الإنجيل المقدس بحسب القديس مرقس أنّ الرب يسوع أرسل تلاميذه، موصياً إيّاهم أن يذهبوا ويبشّروا ويكرزوا بالخلاص، ووعدهم أنّه سيرافقهم بالآيات، وطلب منهم أن يكونوا دائماً رسلاً ومبشّرين يحملون بشرى الفرح للعالم، ويضعون أيديهم على المرضى ليشفوهم. نحتاج كثيراً إلى نعمة الشفاء، شفاء النفس والجسد".
ونوّه غبطته بأنّنا "سمعنا من رسالة مار بولس إلى أهل أفسس، هذا الفصل المليء بالتعاليم الروحية التي علينا كلّنا أن نعيشها ونتبعها، لا سيّما وأنّ بولس يذكّر أهل أفسس أنّنا مدعوون من قِبَل الله. لقد دعانا الله حتّى نكون رسلاً ومبشّرين، وكي نستطيع ذلك، علينا أن نعيش المحبّة الحقيقية، وهذا ليس بالأمر السهل، لأنّه لا يكفي أن نتغنّى بالمحبّة ونردّدها، فالمحبّة تتطلّب الكثير من التواضع والوداعة والصبر، لا سيّما في هذه الأوضاع الصعبة التي نعيشها".
وأكّد غبطته أنّ "علينا، أيّها الأحبّاء، أن نجدّد، مهما كانت الصعوبات، رجاءنا بالرب يسوع، لأنّه هو يعرف أكثر منّا خيرنا الحقيقي. صحيح نحن نسعى أن نلتقي مع أحبّائنا حيث يريدنا الرب، وانتظارنا وانتظار بعضكم يطول، والمعاناة تزداد، لا سيّما بالنسبة للصغار والشبّان والشابّات، وهذا نتفهّمه كثيراً، لكنّنا مدعوون كلّنا أن نجدّد ثقتنا بالرب، لأنّه لن يتركنا أبداً. ونحن نعرف أنّ التلاميذ الحقيقيين للرب يسوع هم الذين يستعدّون كي يتبعوه كما طلب منّا، أي أن نكفر بذاتنا ونتبعه".
وختم غبطته موعظته قائلاً: "بجاه هذا العيد المبارك، ندعو إليه، هو الرب الإله والمخلّص وعنوان الرحمة الإلهية، أن يبارككم جميعاً، وأن يعطيكم وينفح في قلوبكم ونفوسكم هذا الرجاء وهذا الفرح، مهما كانت الصعوبات، وهكذا نكون حقيقةً تلاميذ الرب يسوع. ونحن اليوم أيضاً في أواخر الشهر المريمي، نضرع إلى الرب، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، سيّدة النجاة، شفيعة هذا الدير المبارك، سائلينها أن تحمينا جميعاً، وأن ترافقنا في هذه الطرق الصعبة التي نسلكها، وتقوّي فينا نعمة الرب يسوع، كي نكون جميعنا التلاميذ الحقيقيين له".
وفي نهاية القداس، أقام غبطته زيّاح العذراء مريم، وفي ختامه منح جميعَ المشاركين البركة بأيقونة العذراء.
|