صباح يوم الأربعاء ٢٣ نيسان ٢٠٢٥، حضر غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، لقاء الصلاة الوطني في كوردستان، حيث ألقى غبطته كلمة في الجلسة الرسمية لهذا اللقاء، وذلك في أربيل - العراق.
حضر اللقاء فخامة الرئيس مسعود بارزاني، ورئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، ورئيس الحكومة في الإقليم مسرور بارزاني، وشخصيات دينية وسياسية ودبلوماسية من العراق ومن دول عدّة في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا وأميركا، وفي مقدّمتهم حضر أصحاب القداسة والغبطة: مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، والكردينال مار لويس روفائيل ساكو بطريرك الكلدان في العراق والعالم، ومار آوا الثالث بطريرك كنيسة المشرق الآشورية في العراق والعالم، ومار كوركيس يونان بطريرك كنيسة المشرق القديمة.
كما حضر من كنيستنا السريانية الكاثوليكية صاحبُ السيادة مار نثنائيل نزار سمعان مطران أبرشية حدياب - أربيل وسائر إقليم كوردستان، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية.
وخلال اللقاء، ألقى غبطة أبينا البطريرك كلمة استهلّها بتوجيه "الشكر والتقدير إلى فخامة الرئيس مسعود بارزاني لاستضافته هذا اللقاء، وكذلك إلى رئيس إقليم كوردستان ورئيس الحكومة، والممثّلين لجميع الأصدقاء الذين يهتمّون ويعيشون مبدأ المحبّة والرحمة والعدل في العالم. ونحن متأكّدون أنّ فخامة رئيس الجمهورية العراقية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء في الحكومة المركزية يشاركوننا روحياً بهذا اللقاء التاريخي".
ولفت غبطته إلى أنّ "إخوتنا المسلمين يردّدون في سورة الفاتحة: باسم الله الرحمن الرحيم، والمسيحيين ينشدون الرحمة والمحبّة الإلهية: ܒܫܶܡ ܐܰܳܠܳܗܳܐ ܡܪܰܚܡܳܢܳܐ ܘܰܪܚܺܝܡܳܐباسم الله الرحيم والمحبوب، لأنّ الله هو محبّة".
وأشار غبطته إلى أنّنا "البارحة، أيّها الأصدقاء الأعزّاء، توقّفنا عند خبر نُشِرَ في مصر: رئيس الجمهورية المصرية عبد الفتّاح السيسي يوجّه كلمة إلى الأئمّة الذين شاركوا في دورة تدريب للإمامة في وزارة الأوقاف. وهنا نذكر فقط هذه العبارة التي قالها الرئيس السيسي: أدركنا منذ اللحظة الأولى أنّ تجديد الخطاب الديني لا يكون إلا على أيدي دعاة مستنيرين يسعون إلى مجابهة التحدّيات، قادرين على تقديم حلول عملية للناس، تداوي مشكلاتهم وتتصدّى لتحدّياتهم. هذا الكلام موجَّه إلى كلّ الرعاة المدعوين لنشر الإيمان الحقيقي، لأنّ الله واحد، أب للجميع".
ونوّه غبطته بأنّه "في صيف 2014، بعد الهجمة الإرهابية على مكوِّنات دينية وطائفية في سهل نينوى، من مسيحيين وإيزيديين وأكراد وغيرهم، فإنّ كثيرين من السياسيين والرعاة الروحيين أتوا إلينا في لبنان لكي يطمئنّوا على أحوال شعبنا بعد تلك النكبة المخيفة. ونذكر هنا قول مفتي لبنان آنذاك الشيخ محمّد رشيد قبّاني الذي قال: نحن ندعو إلى ديانة تحافظ على مكارم الناس. فشكرْنا سماحتَه وذكّرناه بأنّ المسيحيين لا يطالبون بامتيازات خاصّة بهم، بل يطالبون بالمواطَنة الصحيحة كما للجميع، أكانوا أغلبية أو أقلّية".
وشكر غبطته جميع الحاضرين، مثمِّناً حضورهم "باسم لبنان الذي تعرفونه، وهو يسير نحو إصلاح أموره، ولا يزال يتخبّط بمشكلات داخلية وخارجية، لا سيّما من جراء هجمات وحشية، وصراعات طائفية".
وختم غبطته كلمته بالقول: "نشكر لكم جميعاً حضوركم ودعوتكم، ونخصّ بالشكر جميع منظّمي هذا اللقاء التاريخي الذي يجمعنا للصلاة. نرجو أن نقلب صفحة الماضي ونتطلّع برجاء إلى المستقبل، كي نرافق شبابنا دوماً برجاء متجدِّد. شكراً لكم جميعاً".
|