الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس في كنيسة مريم العذراء في الوكالة البطريركية السريانية في روما، إيطاليا

 
 

    في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الثلاثاء ١٨ نيسان ٢٠٢٣، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي على مذبح كنيسة مريم العذراء في الوكالة البطريركية السريانية في روما، إيطاليا.

    عاون غبطتَه أصحابُ السيادة: مار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، ومار يوحنّا بطرس موشي رئيس الأساقفة السابق لأبرشية الموصل، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السينودس المقدس، ومار يوحنّا جهاد بطّاح رئيس أساقفة دمشق، ومار متياس شارل مراد النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، ومار نثنائيل نزار سمعان مطران أبرشية حدياب - اربيل وسائر إقليم كوردستان، ومار فلابيانوس رامي قبلان المعتمَد البطريركي لدى الكرسي الرسولي والزائر الرسولي في أوروبا، ومار أثناسيوس فراس دردر النائب البطريركي في البصرة والخليج العربي، ومار بنديكتوس يونان حنّو رئيس أساقفة الموصل وتوابعها.

    وشارك في القداس عدد من الآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات والمؤمنين القادمين من لبنان وسوريا والعراق وبلدان أوروبية عدّة، جاؤوا للمشاركة في احتفال تكريس نصب مار أفرام في باحة جامعة اللاتران بروما في اليوم التالي.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، أعرب غبطة أبينا البطريرك عن فرحه بالاحتفال بهذا القداس حيث "تلتقي كنيستنا بمناسبة تاريخية في حياة كنيستنا المعاصرة، في هذه الكنيسة التي تجاوزت 100 سنة لاستخدامها كوكالة بطريركية لكنيستنا السريانية. ومنذ أكثر من 100 سنة، وتحديداً عام 1920 أعلن قداسة البابا بنديكتوس الخامس عشر مار أفرام ملفاناً أي معلّماً للكنيسة الجامعة، وكثيرون من الشرق والغرب ينتعشون روحياً عندما يتأمّلون بتعاليمه وكتاباته".

    ودعا غبطته جميع المشاركين في هذا القداس "إلى الصلاة من أجل أخ لنا في الأسقفية، دعاه الله كي يترك هذه الفانية، المثلَّث الرحمات المطران مار غريغوريوس الياس طبي، رئيس أساقفة أبرشية دمشق سابقاً، والذي توفّي بعد ظهر يوم الأحد الماضي في القامشلي – سوريا. نصلّي من أجل راحة نفسه، كي يمتّعه الرب بالسعادة الأبدية في ملكوته السماوي صحبةَ الرعاة الصالحين والأبرار والصدّيقين".

    ووجّه غبطته الشكر إلى جميع الحاضرين الذين جاؤوا "كي تشاركونا بهذه الفرحة، وباسمكم جميعاً نشكر سيادة المطران رامي قبلان الذي سعى لإقامة احتفال تكريس نصب مار أفرام في باحة جامعة اللاتران بروما قبل ثلاث سنوات، كما سنرى غداً. وكنّا نأمل أن نكرّس هذا النصب في حينه، لكن بسبب الظروف، ولا سيّما انتشار وباء كورونا، تأخّر الاحتفال حتّى اليوم".

    ولفت غبطته إلى أنّه "في رسالة مار بولس الثانية إلى تلميذه تيموثاوس، والتي تُلِيَت منذ قليل، يطلب رسول الأمم من تلميذه أن يكون قويّ الإيمان، ويجاهد رغم كلّ الصعوبات والتحدّيات التي يواجهها الرسول الحقيقي الذي يريد اتّباع الرب يسوع"، مؤكّداً أنّ "علينا جميعاً أن نكون أقوياء، راسخين في الإيمان، وثابتين في الرجاء، رغم كلّ ما يحيط بنا من مصاعب وآلام، أكانت سابقاً حيث أُرغِم الكثيرون منكم على الهجرة، أو راهنة اليوم، حيث تحدّيات المجتمع الغربي المعروفة".

    وتوقّف غبطته عند "التحدّيات التي تواجه العائلة في مجتمعاتنا اليوم، فقد تربّينا في عائلاتٍ تعرف الإيمان وتعيشه، مؤلَّفة من رجل وامرأة وأولاد. ورغم كلّ المتاعب والاضطهادات، بقي أهلنا صامدين في إيمانهم، مدركين أنّ الأولاد هدية وعطية من الله".

    ونوّه غبطته إلى أنّنا "سمعنا الإنجيل المقدس بحسب القديس يوحنّا، هذا الظهور الرائع الذي قام به الرب يسوع لتلاميذه في العلّية بعد قيامته من بين الأموات بثمانية أيّام وتوما معهم، إذ أنّ مار توما يبقى مثالاً لنا بإيمانه ومحبّته للرب يسوع"، مشيراً إلى أنّ "لقيامة يسوع سردٌ مختلفٌ بحسب كلٍّ من الإنجيليين الأربعة، لكنّهم كلّهم يقرّون أنّ الرب يسوع قام من القبر بقوّته الإلهية. وتبقى القيامة سرّاً علينا أن نقبله ونؤمن به، فمار بولس يؤكّد لنا إن كنّا لا نؤمن بقيامة يسوع، فلا يمكننا أن نؤمن بقيامتنا".

    وحثّ غبطته الجميع كي "نجدّد إيماننا بقيامة الرب وثقتنا بأحكامه ومحبّتنا له، حتّى نستطيع أن نشهد له في حياتنا رغم كلّ ما يصيبنا من آلام وأوجاع".

    وختم غبطته موعظته بالقول: "لقد لبّى قداسة البابا بنديكتوس الخامس عشر طلب ورغبة البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني رحماني، بإعلان مار أفرام ملفاناً للكنيسة الجامعة، وكان ذلك سبب فرح لكنيستنا وللكنائس السريانية وللكنيسة الجامعة. نسأل الرب يسوع، بشفاعة مار أفرام السرياني، هذا القديس المتواضع الذي نتغنّى به وننشد أناشيده إلى اليوم، أن يعلّمنا معنى التكرّس الكامل له والخدمة المتواضعة، طالبين أيضاً شفاعة أمّنا مريم العذراء وجيع القديسين".

    وكان سيادة المطران رامي قبلان قد ألقى كلمة رحّب فيها بغبطته، شاكراً إيّاه لحضوره وترؤّسه احتفال تكريس نصب مار أفرام، داعياً لغبطته بالصحّة والعافية والنجاح في كلّ ما يقوم به في رعاية الكنيسة في هذه الظروف الصعبة، مرحّباً أيضاً بأصحاب السيادة والكهنة والإكليروس والمؤمنين، ومثمّناً حضورهم جميعاً للمشاركة في احتفال تكريس نصب مار أفرام.

    وبعد القداس، التقى الجميع حول غبطته في لقاء عائلي طالبين بركته الأبوية.

 

إضغط للطباعة