الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يرسم الأب الراهب يعقوب مراد خوراسقفاً استعداداً لرسامته الأسقفية

 
 

    في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الخميس ١٩ كانون الثاني ٢٠٢٣، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بالقداس الإلهي في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف - بيروت. وخلال القداس، قام غبطته برسامة الأب الراهب يعقوب مراد، المنتخَب مطراناً رئيس أساقفةٍ لأبرشية حمص وحماه والنبك وتوابعها، خوراسقفاً، وذلك استعداداً لرسامته الأسقفية في الثالث من شهر آذار القادم بإذن الله.

    شارك في القداس والرسامة أصحابُ السيادة: مار ربولا أنطوان بيلوني، ومار يوحنّا جهاد بطّاح رئيس أساقفة دمشق، ومار متياس شارل مراد النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، ومار اسحق جول بطرس مدير إكليريكية سيّدة النجاة - الشرفة ومسؤول رعوية الشبيبة، وعدد من الآباء الخوارنة والكهنة من الدائرة البطريركية ومن أبرشية حمص وحماه والنبك ومن رهبان دير مار موسى الحبشي في النبك، والراهبات الأفراميات.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "إن كنتم تحبّونني تحفظون وصاياي"، أعرب غبطة أبينا البطريرك عن فرحه بالاحتفال بالذبيحة الإلهية "في هذا المساء حيث اجتمعنا في بيت الرب كي نرقّي عزيزنا الروحي أبونا يعقوب (جاك) إلى الدرجة الخوراسقفية، إذ اعتادت كنيستنا السريانية أن ترسم المنتخَبين للدرجة الأسقفية أولاً برتبة خوراسقف".

    وأشار غبطته إلى أنّ "خوراسقف كلمتان تذكّراننا بالأساقفة الذين كانوا يساعدون المطران الأصيل المعيَّن على أبرشية في توزيع الأسرار وزيارة الرعايا في الأرياف. وقد حافظت كنيستنا السريانية على هذه الدرجة كي نؤكّد أنّنا سنبقى أمناء لتراثنا السرياني العريق والغني".

    وتأمّل غبطته بعبارة "إن حفظتم وصاياي"، هذا التعبير لمار يوحنّا هو شرط أساسي للذي يحبّ الرب يسوع. فالمحبّة ليست فقط بالكلام، بل هي بالحقيقة علاقة حميمة بيننا وبين الرب يسوع، تبرهن عنها الأعمال الصالحة".

    ولفت غبطته إلى أنّ "أبونا يعقوب (جاك) قَبِلَ ترشيح وانتخاب مجمعنا الأسقفي له، وتثبيت قداسة البابا فرنسيس لهذا الانتخاب، وقد أعلنّاه رئيس أساقفة لأبرشية حمص وحماه والنبك. وهو يعرف أنّه صحيح أنّ الرب يسوع يدعوه إلى الدرجة والكرامة الأسقفية، لكنّه يدعوه دعوة خاصّة ومحمَّلة بالمسؤوليات، ونسمّيها دعوة خطيرة اليوم، هي دعوة الأسقف، وجميعنا ندرك مقدار التحدّيات والصعوبات التي يجابهها الأساقفة اليوم، لا سيّما الأسقف الجديد".

    ونوّه غبطته إلى أنّ "أبونا يعقوب لا يحتاج أن يزكّيه أحد، فهو، كما نعلم كلّنا، معترف الإيمان، جهاده الحسن والأمين للرب يسوع جعله يتبع الرب على درب الآلام، درب الصليب، وقد شهد بآلامه لمحبّة الرب يسوع للجميع، حتّى للذين خطفوه واضطهدوه".

    وأكّد غبطته على أنّه "من هذه الخبرة التي عاشها أبونا يعقوب سيستطيع أن يكتسب النِّعَم الضرورية للأسقف اليوم. فيكون الأب للجميع، والأخ للكهنة والرهبان والراهبات، والراعي الصالح لأبرشيته الممتدّة على مسافات واسعة في سوريا، أبرشية حمص وحماه والنبك. النعمة هي التي ستكفيه كي يقوم بهذه الرسالة، رسالة الخدمة الأسقفية، قبل أن نقول الكرامة الأسقفية، الخدمة على مثال الرب يسوع الذي قال: تعلَّموا منّي فإنّي وديع ومتواضع القلب".

    وختم غبطته موعظته مهنّئاً "الخوراسقف المرتسم الجديد لأنّه استجاب إلى الدعوة التي إليها دعاه الرب من خلال مجمع أساقفتنا. نشكره ونعده أن نرافقه بصلواتنا وأدعيتنا  وتضامننا ودعمنا، كي يكون على مثال الرب يسوع، الراعي الصالح المحبّ الوديع والمتواضع القلب، بشفاعة أمّنا مريم العذراء سلطانة الرسل، ومار اغناطيوس الأنطاكي الشهير بتعاليمه واستشهاده، كي نستطيع كلّنا أن نكون أمناء للرب يسوع ولكنيسته المقدسة".

    وقبل المناولة، ترأّس غبطة أبينا البطريرك رتبة الرسامة الخوراسقفية، وخلالها رقّى غبطته الأب الراهب يعقوب مراد إلى درجة الخوراسقف، وألبسه الصليب المقدس والخاتم، وسلّمه العكّاز الأبوي.

    وقبل البركة الختامية، ألقى الخوراسقف الجديد يعقوب مراد كلمة من القلب، شكر في مستهلّها "الرب على هذه اللحظات التي شاركنا فيها في الذبيحة الإلهية التي تعبّر عن تلمذتنا للرب يسوع وعن خدمة الكنيسة المقدسة"، شاكراً بشكل خاص "سيدنا وأبانا ورئيسنا العزيز، بطريركنا مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان الذي يعتني ويهتمّ بكنيستنا المُحِبّة للمسيح ويرعاها بأمانة وبحبّ الأب، وهذا ما نحن أحوج إليه اليوم".

    وشكر الجميع، من أساقفة وكهنة ومؤمنين، خاصّاً بالذكر سيادة المطران أنطوان بيلوني الذي منحه السيامة الكهنوتية.

    وتوجّه إلى الحاضرين بالقول: "في قلبي حبٌّ كبيرٌ لكلّ واحد منكم، وصداقتنا ومسيرتنا معاً هي نعمة من الرب تجعلنا نتابع معاً بالصلاة المتبادلة. أطلب منكم أن تصلّوا من أجلي لأنّ المسؤولية الملقاة على عاتقي باختيار سينودس كنيستنا الموقّر لي لرعاية أبرشية حمص وحماه والنبك هي مسوولية غير سهلة، فالرعاية لا تعني فقط التدبير في الخدمة الأسقفية، إنّما هي مسؤولية تجاه الأشخاص، تجاه كلّ تلميذ ليسوع. وهنا، وكما قال لي غبطة أبينا البطريرك، إنّ مهمّة الأسقف ليست فقط رعاية المؤمنين، إنّما أيضاً الاهتمام بالكهنة، وهنا المهمّة ليست بسهلة أبداً".

    وختم كلمته طالباً "صلاتكم كي أتمكّن من متابعة خدمة هذه الأبرشية، كي تزدهر لأجل مجد المسيح، ولأجل السلام، وكم تحتاج كنيستنا ورعايانا وشعبنا إلى الشعور بشيء من السلام المفقود على صعيد المنطقة سياسياً، وإنّما روحياً فالكنيسة قادرة على زرع الفرح والسلام بين الناس".

    وبعد القداس، تقبّل الخوراسقف الجديد يعقوب مراد التهاني في جوّ من الفرح الروحي. ألف مبروك.

 

إضغط للطباعة