الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يوجّه كلمة تعزية أبوية برقاد الخوراسقف يوسف فاعور

 
 

 

    إثر رقاد الخوراسقف يوسف فاعور صباح يوم الأحد 8 تشرين الثاني 2020، في بلدة زيدل – حمص، وجّه غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، كلمة تعزية أبوية تُلِيَت في رتبة الجنّاز والدفن التي أقيمت ظهر يوم الإثنين 9 تشرين الثاني 2020 في كنيسة سيّدة النجاة – زيدل، حمص. وقد كلّف غبطتُه صاحبَ السيادة المطران مار إيوانيس لويس عوّاد بترؤُّس هذه الرتبة باسم غبطته، يعاونه المدبّر البطريركي لأبرشية حمص وحماة والنبك الأب جرجس الخوري، والآباء الخوارنة والكهنة، وبحضور ومشاركة رؤساء الكنائس في حمص، وجمع غفير من المؤمنين.

   

    وفيما يلي نص كلمة التعزية التي وجّهها غبطة أبينا البطريرك:

 

الرقم: 145/2020

التاريخ: 9/11/2020

حضرة الأب جرجس الخوري المحترم

المدبّر البطريركي لأبرشية حمص وحماة والنبك

حضرات الآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات

وأعضاء اللجان والمؤسّسات والجمعيات والمؤمنين

وإخوة المرحوم الخوراسقف يوسف إبراهيم فاعور وعائلاتهم

وعموم آل فاعور وأنسبائهم في الوطن والمهجر، وأهالي بلدة زيدل

    النعمة والمحبّة والسلام بالرب يسوع المسيح مخلّصنا المنبعث من الموت ومصدر عزائنا ورجائنا، وبعد:

    بحزن وأسف تلقّينا نبأ انتقال عزيزنا الخوراسقف الفاضل يوسف إبراهيم فاعور إلى الأخدار السماوية، بعد أن خدم مذبح الرب والشعب المبارك بمحبةٍ وغيرةٍ وإخلاص، شهد لها القاصي والداني. فأضحى مثالاً يُحتذى للكاهن الفاضل والراعي الصالح الذي يعرف كيف يعتني ببيت الرب، وكسب محبّة الكبير والصغير في الأبرشية وخارجها.

    لقد كان الراحل الكريم إنساناً مؤمناً بربّه وملتزماً بخدمة كنيسته، منذ نعومة أظفاره، حيث كرّس ذاته للرب. فدخل الإكليريكية الصغرى ثمّ الكبرى في دير سيّدة النجاة – الشرفة، لبنان، وسيم كاهناً في دير الشرفة في 3 نيسان 1971 بوضع يد المثلّث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس أنطون الثاني حايك، وكان باكورةً لرسامته الكهنوتية في عهد بطريركيته. وحالاً انطلق للعمل بجدّ واجتهاد في أبرشيته التي أحبّها وخدمها بالتضحية والتفاني.

    عيّنه المثلّث الرحمات المطران يوسف ربّاني كاهناً لرعية زيدل، ثم انتقل إلى خدمة رعية النبك عام 1973 في عهد المثلّث الرحمات المطران يوسف أبيض، حيث خدم الرعية لمدّة 14 سنة. بعدئذٍ تعيّن لخدمة رعية حماة لفترة وجيزة، لينتقل بعدها للخدمة في رعية تومين منذ عام 1990 حتّى تقاعده عام 2015 لأسباب صحّية، فخدم بروح الأب الحنون والراعي الصالح، وبنى كنيسة الرعية مع ملحقاتها ودارالكاهن وقاعة للمحاضرات والمناسبات. وقد رقّاه المثلّث الرحمات المطران جورج كسّاب إلى الدرجة الخوراسقفية عام 2013.

    ورغم تقاعده، لم يتوقّف الخوراسقف يوسف عن المشاركة في اجتماعات الكهنة والنشاطات الراعوية في بلدته زيدل، مرافقاً راعي الأبرشية المثلّث الرحمات المطران مار ثيوفيلوس فيليب بركات وإخوته الكهنة والشمامسة كأخ ومرشد وداعم بمحبّته وحكمته. وتابع التزامه ومساندته للعمل الراعوي والخدمة في الأبرشية حتّى أيّامه الأخيرة، بقرب المدبّر البطريركي الأب جرجس الخوري والآباء الكهنة، يقوّيهم ويشجّعهم لمتابعة الخدمة، خاصّةً بعد أن فقدت الأبرشية راعيها، وفي خضمّ الظروف الصعبة والتحدّيات الراهنة.

    أمّا اليوم، فقد انتقل الخوراسقف يوسف فاعور من هذه الحياة الفانية إلى بيت الآب في السعادة الأبدية، إلا أننا واثقون بأنّ ذكره العطرة ستبقى في أرجاء أبرشيته، لأنّ ذكر الصدّيق يدوم إلى الأبد.

    تعازينا الحارّة نقدّمها إلى حضرة المدبّر البطريركي للأبرشية الأب جرجس الخوري المحترم، وإلى الآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات، وأعضاء المؤسّسات والجمعيات واللجان، وإلى المؤمنين جميعاً، سيّما أخت الفقيد مريم التي رافقته في كلّ مراحل خدمته، وإخوته وعائلاتهم، وعموم آل فاعور وأنسبائهم في الوطن والمهجر، وأهالي بلدة زيدل، سائلين الله أن يسكب على قلوبهم جميعاً بلسم الصبر والعزاء. وقد ذكرناه على مذبح الرب بشكل خاص خلال القداس الإلهي، وكلّفنا سيادةَ أخينا المطران مار إيوانيس لويس عوّاد الجزيل الاحترام أن يترأس باسمنا رتبة الجنّاز والدفن.

    رحم الله الخوراسقف يوسف فاعور، وأسكنه في ملكوته السماوي صحبة الأبرار والصالحين والوكلاء الأمناء الذين تبعوا الرب في درب آلامه وهم يشاركونه في مجد قيامته المفرحة. وليكن ذكره مؤبَّداً.

    نختم بمنحكم بركتنا الرسولية عربون محبتنا الأبوية. والنعمة معكم.

 

    اغناطيوس يوسف الثالث يونان

    بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي

 

إضغط للطباعة