الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يرسم الأب فراس دردر خوراسقفاً استعداداً لرسامته الأسقفية

 
 

    في تمام الساعة العاشرة من صباح يوم الأحد 20 أيلول 2020، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي في كنيسة أمّ الرحمة في البيت الأمّ لجمعية الراهبات الأفراميات، بطحا – حريصا، لبنان. وخلال القداس، قام غبطته برسامة الأب فراس دردر، المنتخَب مطراناً نائباً بطريركياً على البصرة والخليج العربي، خوراسقفاً، وذلك استعداداً لرسامته الأسقفية في الثلاثين من تشرين الأول القادم بإذن الله.

    شارك في القداس والرسامة صاحب السيادة مار يعقوب أفرام سمعان النائب البطريركي في القدس والأراضي المقدسة والأردن والمدبّر البطريركي لأبرشية القاهرة والنيابة البطريركية في السودان، والأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، والأخوات الراهبات الأفراميات، وجمع من المؤمنين، ومن بينهم ممثّلون عن أعضاء المجلس الرعوي في البصرة.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "من يحبّني يحبّه أبي وأنا أحبّه"، أعرب غبطة أبينا البطريرك عن الفرح باللقاء معاً اليوم "في هذه الكنيسة وفي هذا الدير الذي نريده أن يكون دوماً عامراً بالمحبّة والتقوى والفضيلة للأخوات الراهبات الأفراميات بنات أمّ الرحمة، حتّى نحتفل بالرسامة الخوراسقفية للأب العزيز فراس دردر الذي تعرفونه جميعكم. ويشارك معنا أيضاً وفدٌ قادمٌ من رعية البصرة، لأنّ الأب فراس انتُخِب كي يكون مطراناً نائباً بطريركياً على النيابة البطريركية في البصرة وبلدان الخليج العربي".

    ونوّه غبطته إلى "أنّ كلّ دعوة هي للخدمة قبل أن تكون للكرامة، فأبونا فراس قَبِلَ أن يتسلّم هذه المهمّة وهذه المسؤولية الكبيرة، بأن يعيد كنيسة البصرة وما حول البصرة من إرساليات تابعة لنا، يعيدها - لا نقول إلى مجدها - بل يعيدها كي تكون موجودة في بلاد تمرّ بأزمات كبيرة وبامتحان أليم، في العراق العزيز، لا سيّما جنوب العراق"، لافتاً إلى أنّ "عليه أن يسعى أولاً كي يعيد الثقة إلى أبناء وبنات هذه الكنيسة المتألّمة، ونحن نعرف الكثيرين من المهجَّرين في بلدان العالم من البصرة ونواحيها".

    وأكّد غبطته أنّه "مطلوبٌ من الأب فراس أن يكون دوماً شاهداً لمحبّة الرب يسوع، وللسلام الذي يعطينا إيّاه الرب، ولمفهوم الخدمة الحقيقية لإخوته وأخواته من تلك النيابة البطريركية. ونحن نطلب منه أن يكون دوماً، كما يقول مار بولس رسول الأمم، قدوةً بالأعمال الصالحة، بالتقوى، بالمحبّة، بالتضحية، بقبول الآخرين، وبالشهادة المسيحية الأصيلة للأغلبية التي لا تؤمن بإيماننا المسيحي".

    وأشار غبطته إلى أنّ "على أبونا فراس أن يكون حقيقةً مثل الرسل الأوَّلين الذين انطلقوا من أورشليم واليهودية والأراضي المقدسة التي فيها تمّ الفداء، انطلقوا يبشّرون في العالم كلّه. ونحن السريان بشّر آباؤنا وأجدادنا في العالم المعروف آنداك، ووصلوا إلى الهند والصين. ونحن نعرف أنّه من النيابة البطريركية في البصرة بجنوب العراق انطلق المرسَلون إلى نواحٍ عديدةٍ في العالم".

    وذكّر غبطته أنّ "ربّنا سمح أن نبقى أقلّيات ومكوّنات صغيرة، لكن ليس العدد هو الذي يعطي القيمة للإنسان، بل الإيمان الذي يعمر في قلب الإنسان، ومفهوم الخدمة والتضحية والشجاعة في الشهادة للرب يسوع".

    وختم غبطته موعظته بالقول: "اليوم، نحن في زمن الصليب المقدس، احتفلنا يوم الإثنين الماضي بارتفاع الصليب، فيتذكّر أبونا فراس أنّه استعدّ وقَبِلَ أن يحمل الصليب مع الرب يسوع الفادي حتّى يعلن بشارة المحبّة والسلام أينما كان، ونحن كإخوة وأخوات له سنصلّي من أجله كي يكون الرب معه دائماً، ليؤدّي هذه الشهادة الحقيقية لإله المحبّة والسلام الذي بذل ذاته من أجل فداء الخراف التي اختارها وعرفها وأحبّها. وهكذا أبونا فراس، كمطران جديد في تلك النيابة البطريركية، سيكون مثالنا في الخدمة والتضحية والشهادة للرب يسوع".

    وقبل المناولة، ترأّس غبطة أبينا البطريرك رتبة الرسامة الخوراسقفية، رقّى خلالها الأب فراس دردر إلى درجة الخوراسقف، وألبسه الصليب المقدس والخاتم، وسلّمه العكّاز الأبوي فبارك به المؤمنين.

    وقبل البركة الختامية، ألقى الخوراسقف الجديد فراس دردر كلمة رفع خلالها الشكر للرب الإله، الثالثوث الأقدس، الآب والابن والروح القدس، على هذه الموهبة السامية التي نالها على غير استحقاق منه، مقدّماً جزيل الشكر والامتنان والعرفان بالجميل من غبطة أبينا البطريرك الذي "احتضنني ورعاني وأحاطني بعنايته الأبوية وإرشاداته الحكيمة... ومن غبطته تعلّمتُ محبّة الكنيسة والإخلاص في الخدمة الكهنوتية، كي تأتي بالثمار اليانعة وتؤول إلى خلاص النفوس. وغبطته هو المثل والمثال في السيرة والخبرة والحنكة، وفي وضع مصلحة الكنيسة فوق كلّ اعتبار، وجعلها المعيار الوحيد في العمل في حقل الرب".

    كما شكر الخوراسقفُ الجديدُ سيادةَ المطران أفرام سمعان على محبّته وشراكته الأخوية منذ أيّام خدمتهما في أمانة سرّ البطريركية وصولاً إلى النيابة البطريركية في القدس والأردن، شاكراً الأب حبيب مراد الذي عمل معه ومع المطران أفرام بأخوّة مميّزة مشكّلين فريق عمل متجانس وموحَّد بالمحبّة والسند الأخوي في أمانة سرّ البطريركية، ومقدّماً الشكر للأب كريم كلش على تعبه وخدمته، وللأخوات الراهبات الأفراميات على استضافتهنَّ بمحبّتهنّ وطيبتهنّ، ووالدته وشقيقته والأهل والأقرباء والأصدقاء، وجميع الحاضرين، وأولئك الذين لم يتمكّنوا من الحضور، خاصّاً بالذكر الوفد الحاضر ممثّلاً المجلس الرعوي في البصرة.

    ولم يغفل الخوراسقف الجديد عن شكر صاحب السيادة مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السينودس المقدس الذي رعى بمحبّته الأبوية ومثاله وقدوته النيابةَ البطريركيةَ في البصرة، شاكراً جميع الآباء الخوارنة والكهنة في بغداد الذن تعاقبوا على خدمة رعية البصرة، وسائر المؤمنين فيها، معبّراً عن توقه إلى لقائهم والعمل معهم لرفع شأن هذه النيابة البطريركية.

    وختم الخوراسقف الجديد كلمته سائلاً الجميع أن يصلّوا من أجله كي يوفّقه الرب في خدمته الجديدة، ليكون خادماً أميناً في نشر كلمة الرب يسوع وتعزيز حضور كنيسته، ضارعاً إلى الله من أجل إحلال السلام والأمان في الشرق والعالم، ومن أجل أن يزيل وباء كورونا ويشفي جميع المصابين به.

    وبعد القداس، تقبّل الخوراسقف الجديد فراس دردر التهاني من الحضور جميعاً في جوّ من الفرح الروحي. ألف مبروك. 

 

إضغط للطباعة