الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يرسم الخوراسقف رامي عيسى قبلان مطراناً معتمَداً بطريركياً لدى الكرسي الرسولي في روما، باسم مار فلابيانوس رامي قبلان، في بازيليك القديس يوحنّا اللاتران البابوية، روما، إيطاليا

 
 

    في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الأحد 13 أيلول 2020، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلي الطوبى، بالقداس الإلهي على مذبح بازيليك القديس يوحنّا اللاتران البابوية، روما - إيطاليا، وخلاله قام غبطته برسامة الخوراسقف رامي عيسى قبلان مطراناً معتمَداً بطريركياً لدى الكرسي الرسولي في روما، باسم "مار فلابيانوس رامي قبلان"، إلى جانب أنّه معيَّنٌ زائراً رسولياً للسريان الكاثوليك في أوروبا.

    في بداية القداس، دخل غبطة أبينا البطريرك إلى البازيليك بموكب حبري مهيب، يتقدّمه الشمامسة والكهنة والمطرانان المعاونان والكرادلة والمطران المرتسم الجديد وهو مغطّى الرأس بخمار أبيض، ليعتكف وراء المذبح حتّى بدء رتبة السيامة الأسقفية.

    بعد الإنجيل المقدّس، ألقى غبطة أبينا البطريرك موعظة روحية باللغة الإيطالية نوّه في بدايتها إلى أنّنا "في هذا المساء نشهد حدثاً تاريخياً: في هذه الكنيسة البابوية الرائعة للقديس يوحنّا في اللاتران - روما، "البازيليك الأمّ والرأس" في المدينة المقدسة وفي العالم"، مقدّماً "أولاً الشكر الجزيل إلى قداسة البابا فرنسيس على منحنا هذا الامتياز بإتمام رتبة الرسامة في هذه البازيليك!"، مرحّباً بالمشاركين من كرادلة وأساقفة وكهنة ومكرَّسين ومؤمنين، ومتأسّفاً لعدم تمكُّن أفراد أسرة المطران المرتسم من الحضور نظراً لمخاطر السفر من الولايات المتّحدة بسبب الوباء".

    وتطرّق غبطته إلى رتبة الرسامة الأسقفية التي تتمّ "بحسب الطقس السرياني قبيل المناولة، وذلك للتركيز على العلاقة الحميمة لسرّ الكهنوت مع سرّ الإفخارستيا. خلال ذبيحة القداس الإلهي، يخلد المرشَّح للأسقفية إلى الصلاة والتأمّل خلف المذبح. وعندما يحين وقت رتبة الرسامة، يتوجّه الأسقفان المعاونان ليرافقاه إلى أمام البطريرك، الذي يسأله إذا ما كان قد قَبِلَ بحرّية وإدراك دعوة الروح القدس له، لخدمة الكنيسة كأسقف. وبعد الإجابة الإيجابية، يُطلَب من المرشَّح للأسقفية أن يعلن "اعترافه بالإيمان الكاثوليكي"، الذي يكون قد حرّره بخطّ يده".

    ولفت غبطته إلى أنّه "بحسب التقليد السرياني، يُطلَق على الأسقف الجديد اسمٌ أبويٌّ مختارٌ من بين آباء الكنيسة، يُدعى به. وقد اختار الأب رامي اسم "فلابيانوس"، تيمّناً بأسقفنا الشهيد، والذي احتفلنا بتطويبه قبل خمس سنوات في لبنان، وذلك في الذكرى المئوية عينها لاستشهاده في 29 آب 1915. وجديرٌ بالذكر أنّ الأب رامي كان المحامي الغيور في دعوى التطويب".

    وتأمّل غبطته بإنجيل القديس متّى الذي يتلوه البطريرك في بداية القداس، ويدور حول اعتراف سمعان بطرس بألوهية الرب يسوع في قيصرية فيلبّس، متوقّفاً عند سؤال يسوع لتلاميذه: "وأنتم مَن تقولون إنّي أنا؟"، وجواب بطرس دون تردُّد، معترفاً بإيمانه بمعلّمه: "أنت المسيح، ابن الله الحيّ"، مشيراً إلى أنّه "اعترافٌ فريدٌ، كما قال يسوع، قد أوحاه الآب السماوي لبطرس. لم يكتفِ الرب بمدح بطرس فقط: "طوبى لك يا سمعان بن يونا"، لكنّه أعطاه أيضاً اسماً جديداً: "أنت شمعون كيفا"، قال له يسوع، من الآرامية، أي سمعان الصخرة. وهذه الصخرة ليست مجرّد حجر، بل صخرة ستُبنى عليها الكنيسة، التي لن تقوى عليها "أبواب الجحيم". ومع الاسم الجديد أعطاه أيضاً "مفاتيح ملكوت السماوات"، وسلطانَ الحَلّ والربط".

    وذكّر غبطته "أنّ الرب يسوع علّم وبشّر بلغة الشعب العبراني، التي كانت في زمانه الآرامية، مستخدماً تعابيرَ ساميّة بسيطة تفهمها عامّة الناس"، مثل: "اللحم والدم"، "أبواب الجحيم"، "مفاتيح ملكوت السماوات"، وسلطان "الحلّ والربط"، مستشهداً "بالمواعظ التعليمية لقداسة البابا بنديكتوس السادس عشر، الذي تحدّث في المقابلات العامّة لشهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2007، عن ميّزات التراث السرياني"، إذ قال:

    "وهكذا فإنّ الجماعات السريانية في القرن الرابع، تمثّل العالم الساميّ الذي نشأ منه الكتاب المقدس نفسه، وهي خيرُ تعبيرٍ عن المسيحية، التي لم تختلطْ صياغتها اللاهوتية مع التيّارات الثقافية المختلفة، ولكنّها عاشت حسب التيّارات الفكرية الخاصّة بها"(انتهىالمرجع).

    واعتبر غبطته "أنّ الكنيسة السريانية تمثّل هذه المجتمعات الساميّة ذات الثقافة واللغة الآرامية. إنّها جزءٌ من الكنيسة الأولى، ولها الامتياز أن تمثّل التقليد المشترك لكنيستَي القدس وأنطاكية، وأن تساهم في الكرازة بالإنجيل في معظم أنحاء العالم المعروف في ذلك الوقت، أي آسيا الصغرى، وبلاد ما بين النهرين، والهند، وشبه الجزيرة العربية، وإثيوبيا"، لافتاً إلى إقرار "الآباء السريان، حتى "ما بعد الخلقيدونيين"، بالرسالة الفريدة التي أوكلها المسيح إلى بطرس شمعون - كيفا، كرئيس للرسل".

    وأشار غبطته إلى أنّه "لا يزال هناك تحفّظٌ لدى الكنائس الشقيقة، فيما يتعلّق بممارسة "السلطة البطرسية"، إذ يفضّل البعض التحدّث عن المشاركة الأسقفية ما بين "الإثني عشر" رسولاً، وكذلك عن "الأول بين متساوين". ومع ذلك، فإنّهم لا ينكرون رسالة راعي الخراف التي أوكلها الرب يسوع القائم من بين الأموات بشكل مميّز إلى "شمعون بار يونا"، والذي سبق أن أوصىاه أن: ثبِّتْ إخوتَك"، ومتناولاً تأمُّلاً من صلوات الطقس السرياني عن أوجه الشبه بين موسى كرئيس العهد القديم وسمعان بطرس كرئيس العهد الجديد.

    وتحدّث غبطته عن إنجيل "الراعي الصالح" للقديس يوحنّا، والذي سيعلنه الأسقف الجديد في نهاية رتبة الرسامة، مؤكّداً أنّ هذا الإعلان هو بمثابة "تعهّدٌ رسمي يبرمه الأسقف الجديد أمام الجماعة الكنسية، فيعرّف عن نفسه أنّه الراعي الصالح، على مثال الرب يسوع، وبصفته تلميذاً أميناً. لذلك يجب عليه أن يعرف خرافه، ويرعاها ويحبّها حتّى بذل الذات من أجلها، أي النفوس الموكَلة إليه من إكليروس ومؤمنين"، ومتأمّلاً بالآية: "أنا الراعي الصالح، الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف".

    وتطرّق غبطته إلى توصية بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس "بألا يكلّ عن بذل نفسه بشجاعة لإنجاز المهام الصعبة الموكَلة إليه، أي خلاص النفوس"، من خلال قوله: "لهذا نحن نتعب ونجهد، لأنّنا وضعنا رجاءنا في الله الحيّ الذي هو مخلّص جميع الناس، وخاصّةً المؤمنين" (1تيم 4: 10)، لافتاً إلى أنّ "أسقفنا الجديد عالمٌ بمسيرة كنيستنا السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، وهي كمثل مسيرة كنائس الشرق الأوسط الأخرى، "دربُ الصليب"، والذي يبدو إلى يومنا وكأنّ لا نهاية له! أجل هي مسيرةٌ من الاستشهاد طوال تاريخها. وعلى عكس "درب الصليب" الذي ساره المخلّص، والذي تُوِّجَ بالقيامة المجيدة، فإنّ درب الصليب التي لا تزال كنائسُنا الشرقية سائرةً عليه، يبدو وكأنّه عتيدٌ أن ينتهي في القبر!".

    وتحدّث غبطته عن معاناة مسيحيي الشرق، فقال: "صحيحٌ أنّ هذا ليس وقت الشكوى والتباكي! لكن يجب أن نتساءل: أليس من المأساوي، بل المروّع حقّاً، أن نشهد اقتلاعاً من أرض الأجداد لكنائسَ خاصّةٍ، تعود إلى فجر المسيحية وساهمتْ في تطوّر الحضارة الإنسانية وفي التنوّع الديني والثقافي في المشرق، لمجرّد أنّها تفتقر إلى الأرقام أو موارد الغنى أو وسائل الدفاع عن الذات! ينكَّل بها من قِبَل القريب والغريب، وتهمِّشها القوى العظمى التي تستأثر بمفهوم الديمقراطية والحرّيات!. يكفي أن نذكر أوجاع التنكيل والاضطهاد والتهميش والتهجير التي مرّت وتمرّ بها سوريا المعذَّبة والعراق الجريح، والآن لبنان الحبيب، حيث يعاني اللبنانيون عامّةً، والمسيحيون خاصّةً، سيّما بعد الإنفجار المروّع في مرفأ بيروت في الرابع من شهر آب المنصرم!".

    وتضرّع غبطته في هذا المساء، ليلة عيد ارتفاع الصليب، إلى الرب الفادي الذي جعل من خشبة الصليب عنواناً لفداء العالم، كي يثبّتنا في الإيمان، وينفح نفوسنا بعطية "الرجاء فوق كلّ رجاء" (رو 4: 18). هو الذي وعد وقال: "في العالم سيكون لكم ضيق، لكن تشجّعوا: أنا غلبتُ العالم!"، مشدّداً على أنّ "من بين المسؤوليات الملحّة التي سيتحمّلها الأسقف الجديد، السعي لتلبية احتياجات المهجَّرين من أبناء كنيستنا السريانية وبناتها إلى البلدان الأوروبية، وذلك بتسمية كهنة مُعَدِّينَ لخدمتهم الرعوية والطقسية، بعد استشارة مجمع الكنائس الشرقية والسلطات الكنسية المحلّية. ولكي نُدرك خطورة التشتُّت بين المؤمنين في كنيستنا وحاجتهم إلى كهنة مُرسَلين، يكفي أن نلاحظ أنّ عدد كهنتنا الذين أُرسِلوا لخدمة كنيسة الانتشار في أوروبا، قد ارتفع في غضون بضع سنوات، من ستّة إلى أكثر من عشرين!".

    وأكّد غبطته على أنّ الأسقف الجديد "مدعوٌّ لخلق مناخٍ من الوفاق والأخوّة ما بين الكهنة العاملين والمؤمنين"، مُذكّراً بتوصية مار اغناطيوس الأنطاكي، في رسالته إلى كنيسة أفسس، حيث يقول: "... وهكذا تصبحون أنتم الأفراد متّحدين في سيمفونيةٍ متناغمةٍ، مترنّمين بصوتٍ واحدٍ بنغمة الله في الوحدة..." (الرسالة إلى مسيحيي أفسس 4: 1-2).

    وفي ختام موعظته، دعا غبطته الجميع "إلى الصلاة أجل أسقفنا الجديد مار فلابيانوس رامي، كيما، برحمة الله الآب، وبنعمة يسوع الكاهن الأعظم، وبكمال مواهب الروح القدس، يستطيع أن يُتمّم رسالتَه المزدوجة، بصفته معتمَداً بطريركياً لدى الكرسي الرسولي في روما، المدينة الخالدة التي "ترأس في المحبّة"، وزائراً رسولياً في أوروبا، على مثال الراعي الصالح، وبقلب وديع ومتواضع" (تجدون النص الكامل لموعظة غبطته هذه في خبر آخر خاص على هذه الصفحة الرسمية للبطريركية).

    وقد عاون غبطتَه في القداس والرسامة صاحبا السيادة مار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، وجورجيو ديمتري غلاروأمين سرّ مجمع الكنائس الشرقية. وشارك في القداس والرسامة صاحبا النيافة الكردينال ليوناردو ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقية، والكردينال ماريو زيناري السفير البابوي في سوريا، وأصحاب السيادة: رفيق الورشا المعتمَد البطريركي للكنيسة المارونية لدى الكرسي الرسولي، فرنسوا عيد، ماوريسيو مالفستيتي مطران أبرشية لودي – إيطاليا، دانييللي ليبانوري المطران المساعد في أبرشية روما ممثّلاً نيافة الكردينال أنجيلو دي دوناتيس نائب البابا على أبرشية روما، هوخم بوم المطران المساعد في أبرشية أوتريخت – هولندا ممثّلاً نيافة الكردينال وليام إيجيك رئيس أساقفة الأبرشية، مانيل نين الأكسرخوس الرسولي للبيزنطيين الكاثوليك في اليونان، جويل ميرسييه أمين سرّ مجمع الإكليروس، ديونيزيو لاكوفيكس الأكسرخوس الرسولي للأوكرانيين الكاثوليك في إيطاليا ممثّلاً رئيس الأساقفة الأعلى للأوكرانيين الكاثوليك، المعتمَدون البطريركيون للكنائس الشرقية لدى الكرسي الرسولي، عدد من أعضاء أمانة سرّ الدولة في الفاتيكان، ومن مجمع الكنائس الشرقية، وعدد من الآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة الذين يخدمون الرعايا والإرساليات السريانية في أوروبا، ورهبان وراهبات وإكليريكيون من مختلف الكنائس، وجمع غفير من المؤمنين.

    كما حضر أيضاً سعادة سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي فريد الياس الخازن، وسعادة سفيرة العراق لدى إيطاليا صفيّة السهيل، وسعادة القائم بأعمال السفارة الأميركية لدى الكرسي الرسولي باتريك كونيل، وعدد من النواب في البرلمان الإيطالي وعلى راسهم السيّد جان كارلو جورجيتّي، ومثّل فرسان مار اغناطيوس الأنطاكي المستشار العام سلفاتوري دي لا مونيدا، والمونسنيور جان لوكا كوزينو. ولم يتمكّن والدا المطران الجديد وإخوته وأهله وذووه من القدوم من الولايات المتّحدة والمشاركة في هذه المناسبة بسبب الإجراءات المتّبعة جراء تفشّي وباء كورونا. وخدم القداس ورتبة الرسامة جوق كنيسة سيّدة النجاة في بروكسل – بلجيكا، وقام بالخدمة الليتورجية الإكليريكيون الشرقيون في روما.

    قبل البدء برتبة الرسامة، تلا المونسنيور فلافيو باتشي، أمين السرّ المساعد في مجمع الكنائس الشرقية، رسالةً من الكرسي الرسولي فيها يأذن قداسة البابا فرنسيس أن تتمّ هذه الرسامة الأسقفية في بازيليك القديس يوحنّا اللاتران كونها كاتدرائية البابا، ويدعو بفيض البركات للمطران الجديد كي يقوم بخدمته الأسقفية بحسب قلب الرب.

    وقبل المناولة، ذهب المطرانان المعاونان إلى وراء المذبح حيث يعتكف المطران المنتخَب منذ بداية القداس، وهو مغطّى الرأس بخمارٍ أبيض، وأحضراه إلى وسط الخورس، ليسأله البطريرك أن يقرأ صيغة إيمانه. عندئذٍ قرأها، ثمّ وقّعها وسلّمها إلى غبطته، الذي بدأ برتبة الرسامة بصلاة البدء والأناشيد السريانية الخاصة.

    ثمّ كلّف غبطة أبينا البطريرك مطراناً لإعلان الكرازة، وتلا غبطته صلاة وضع اليد واستدعاء الروح القدس، إذ صعد إلى المذبح وبسط يديه على الأسرار المقدّسة مرفرفاً فوقها، ثمّ وضع يده اليمنى على رأس المنتخَب، وغطّاه ببدلته الحبرية، فيما حمل المطرانان المعاونان كتاب الإنجيل مفتوحاً فوق رأس المنتخَب.

    وبعد إعلان رسامة المطران الجديد، منحه غبطة أبينا البطريرك الاسمَ الأبوي "مار فلابيانوس رامي" تيمّناً بالطوباوي الشهيد المطران مار فلابيانوس ميخائيل ملكي أسقف جزيرة إبن عمر في تركيا. ووضع غبطته على رأس المرتسم المصنفة، وألبسه الغفّارة والأمفوريوم أي البطرشيل الكبير، وسلّمه صليب اليد، وألبسه التاج. وبعدها أجلس غبطتُه المطرانَ الجديدَ على كرسي، فحمله كهنةٌ ورفعوه ثلاث مرّات، وفي كلّ مرّة يعلن غبطته: "أكسيوس" أي مستحقّ، ويجيبه الإكليروس والشعب: "إنه أهلٌ لذلك ومستحقّ"، وسط تصفيق الحضور وأهازيج الفرح والسرور. وقرأ المطران الجديد إنجيل الراعي الصالح.

    ثمّ، وبحركةٍ ليتورجيةٍ رائعةٍ يتميّز بها الطقس السرياني، أمسك غبطتُه العكّازَ من الأعلى، ووضع كلٌّ من صاحبي النيافة الكردينالين وصاحبي السيادة المطرانين المعاونين يده تحت يد غبطته بالتدرّج، ووضع المطران الجديد بدوره يده تحت أياديهم. ثمّ رفع كلٌّ من غبطته وصاحبا النيافة وصاحبا السيادة يده عن العكّاز، فبقي العكّاز في يد المطران الجديد الذي بارك به المؤمنين.

    وبعد المناولة، أكمل المطران الجديد القداس الإلهي، وألقى كلمة شكر بالمناسبة، أعلن فيها شعاره الأسقفي "بكلمتك ألقي شبكتي" (لو 5: 5)، تحدّث فيها عن الصفات التي على الأسقف أن يتحلّى بها، شاكراً الربَّ الإله، وقداسةَ البابا فرنسيس، وغبطةَ أبينا البطريرك، وآباءَ السينودس، والكرادلةَ والأساقفةَ والخوارنةَ والكهنةَ والشمامسةَ والرهبانَ والراهباتِ وأهلهَ وذويه وجميعَ الحاضرين، ووخاصّاً بالذكر الآباء الخوارنة والكهنة الذين يخدمون الرعايا والإرساليات السريانية في أوروبا ومؤمنيها، سائلاً الله أن يوفّقه في خدمته الجديدة، وطالباً من الجميع أن يصلّوا من أجله كي تكون كلّ أعماله بحسب قلب الرب (تجدون النص الكامل لكلمة الشكر هذه في خبر آخر خاص على هذه الصفحة الرسمية للبطريركية).

    وبعد البركة الختامية، تقبّل المطران الجديد التهاني من الحضور جميعاً في جوّ عابق بالفرح الروحي والشكر للربّ الذي وهب كنيسته مطراناً شابّاً ممتلئاً بالعطاء لخدمة الكنيسة.

    أحرّ التهاني للمطران الجديد مار فلابيانوس رامي قبلان، مع الدعاء له بخدمة صالحة لما فيه خير الكنيسة المقدسة.

 

إضغط للطباعة