الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بقداس عيد العنصرة

 
 

    البطريرك يونان: "كم تحتاج الكنيسة اليوم إلى نعمة القوّة كي تبقى أمينة للمخلّص، فتشهد له، بشجاعة الرسل، بالروح والحقّ، دون مساومة على الحقيقة، ودون خوف أو جبن"

 

    في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد ٣١ أيّار ٢٠٢٠، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد العنصرة وهو حلول الروح القدس على التلاميذ، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي في الكرسي البطريركي، المتحف - بيروت.

    عاون غبطتَه الأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، بمشاركة الأب روني موميكا والأب كريم كلش أمينَي السرّ المساعدَين في البطريركية، والشمامسة والراهبات الأفراميات وجمع من المؤمنين. وقد تمّ بثّ القداس مباشرةً على الصفحة الرسمية للبطريركية على موقع الفايسبوك، كي يتسنّى لأكبر عدد من المؤمنين أن يشاركوا نظراً لتعذُّر ذلك على الكثيرين بسبب الإجراءات الوقائية منعاً لتفشّي فيروس كورونا.

    خلال القداس، أقام غبطته رتبة السجدة واستدعاء حلول الروح القدس، والتي تقام في هذا العيد، بحسب الطقس السرياني الأنطاكي. ثمّ رشّ غبطته المؤمنين وباركهم بالماء المقدس.

    وفي موعظته، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن عيد العنصرة، والمسمّى "الفنطيقوسطي"، وهو عيد حلول الروح القدس على التلاميذ في اليوم الخمسين بعد قيامة الرب يسوع من بين الأموات، مشيراً إلى أنّ لفظة العنصرة "مأخوذة من اللغة العبرية وتعني الاجتماع، حيث كان الشعب العبراني يحتفل به، فيجتمع في اليوم الخمسين بعد عيد الفصح"، أمّا لفظة الفنطيقوسطي فهي "مأخوذة من اللغة اليونانية، وتعني عيد الأسابيع".

    وشرح غبطته بإسهاب حادثة حلول الروح القدس على التلاميذ في العلّية حسبما وردت في سفر أعمال الرسل، مشيراً إلى أنّ هذا العيد كان "عيداً هامّاً عند اليهود، وهو العيد الثالث، أي عيد الفصح (الفطير)، وعيد المظالّ (الأكواخ)، وهذا العيد عيد العنصرة، حيث نجد الأعداد الكبيرة من الحجّاج المنتشرين في بلدان عدّة وقد أتوا إلى أورشليم للاحتفال بهذا العيد"، ومتطرّقاً إلى أهمّية هذا العيد في العهد الجديد، فهو "تحقيق للمواعيد التي أعطاها الرب يسوع بأنّه، بعد صعوده إلى أبيه السماوي، سيرسل إلى تلاميذه المعزّي، الفارقليط، روح الحقّ الذي سيثبّتهم في الإيمان ويقوّيهم في رسالتهم، الكرازة بإنجيل الخلاص، وسيمنحهم المواهب".

    وشدّد غبطته على أنّ "الله هو روح وحق، صحيح نحن نعرف الآب السماوي ونصلّي إليه، ونعرف الإبن المخلّص الذي نحتفل بأعياد تدبيره الخلاصي الذي تمّمه على الأرض، في الميلاد والعماد والقيامة والصعود، وسواها. لكن اليوم بشكل خاص نحتفل بالأقنوم الثالث الذي هو الروح القدس"، لافتاً إلى أنّ "بطرس ترأّس التلاميذ وبدأ يوم العنصرة كرازته الأولى بسرّ الخلاص الذي قام به الرب يسوع، وبطرس هو الصيّاد الذي نعتبره أحد الناس البسطاء، لم يكن متعلّماً، لكنّه بقوّة الروح القدس استطاع أن يخطب على مسمع من الناس، ويذكّرهم أنّ هذا اليوم هو اليوم الذي وعد به الرب يسوع، إذ أرسل علينا روحه القدوس كي ننطلق ببشارة العهد الجديد".

    وأشار غبطته إلى "الرموز الثلاثة التي عبّرت عن حلول الروح القدس: الريح العاصفة، والنار بشكل ألسنة، والتكلّم بلغات عديدة. ومن هنا نقول إنّ عيد العنصرة هو انطلاقة الكنيسة لنشر الملكوت، فالتلاميذ وتلاميذهم انطلقوا يبشّرون بيسوع، ليس فقط في أورشليم وكلّ منطقة اليهودية، بل نشروا البشارة في أقطار العالم المعروف آنذاك"، مشدّداً على أنّ "المسيح يحيا ويعمل في كنيسته بواسطة الروح القدس الذي يوزّع مواهبه على جميع المؤمنين، كلّ واحد بحسب الدعوة الخاصّة به، هذه المواهب هي عطايا الروح القدس السبع التي يعدّدها أشعيا النبي (أش ١١: ٢-٣)، وتذكّرنا بها الكنيسة: الحكمة، الفهم، المشورة، العلم، التقوى، القوّة، ومخافة الله".

    وتأمّل غبطته بالعلامات الثلاث للكنيسة التي انطلقت يوم العنصرة، فهي "الجماعة المصلّية، والجماعة المرتبطة بالمحبّة، والجماعة الشاهدة للحقّ والشهيدة من أجل الرب الذي هو الحقّ"، مذكّراً أنّ "الكنيسة مدعوّة كي تعيش عنصرة متجدّدة. كم تحتاج الكنيسة اليوم إلى نعمة القوّة كي تبقى أمينة للمخلّص، فتشهد له، بشجاعة الرسل، بالروح والحقّ، دون مساومة على الحقيقة، ودون خوف أو جبن. نسأل الرب، نحن ككنائس قليلة العدد في الشرق، أن يجدّد فينا نعمة الرجاء، رغم ما نتعرّض له من صعوبات ومضايقات واضطهادات، كوننا مكوّنات صغيرة في هذه البلاد".

    ونوّه غبطته إلى ضرورة عيش موهبة التقوى كي "نعود ونجدّد علاقتنا بالرب يسوع بصلاة حقيقية، سواء أكنّا في البيت أو في الكنيسة، ونقبل الظروف الصعبة والعصيبة التي تمرّ بها البشرية برمّتها ويعاني منها العالم بأسره بسبب تفشّي وباء فيروس كورونا. ونبتهل إلى الرب كي يشفي جميع المصابين به، ويمنع انتشاره ويقضي عليه، ويلهم العلماء والمتخصّصين لإيجاد الدواء الشافي واللقاح الناجع، كي نستطيع أن نكمل حياتنا بمخافة الرب" (تجدون النص الكامل لموعظة غبطته في خبر آخر على موقع البطريركية الرسمي هذا).

    وفي نهاية القداس، منح غبطته المؤمنين البركة، مستمطراً عليهم غنى وغزارة مواهب الروح القدس.

 

إضغط للطباعة