الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يشارك ويلقي كلمة في لقاء القمّة الروحية المسيحية – الإسلامية، دار مشيخة العقل للموحّدين الدروز، فردان - بيروت

 
 

    في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر يوم الثلاثاء 30 تمّوز 2019، شارك غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، في لقاء القمّة الروحية المسحية – الإسلامية، والتي عُقِدت في دار مشيخة العقل لطائفة الموحّدين الدروز، في فردان، - بيروت، بدعوة وضيافة سماحة الشيخ نعيم حسن شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز.

    وفي كلمة له خلال لقاء القمّة الروحية، قال غبطة أبينا البطريرك:

    "باسم الله الخالق والمخلّص والمقدِّس، الإله الواحد، آمين

    أصحاب السماحة والغبطة،

    نلتقي اليوم لنبحث مواضيع تهمّنا جميعاً، تهمّ لبنان وشعبه في هذه المرحلة الخطيرة. وأودّ أن أنوّه إلى فكرةٍ طرحها البعض بأنّ لبنان ليس في قفص معزول عن الآخرين، إذاً لبنان هو في منطقة تعرف الكثير من الآلام والخضّات العنيفة المرعبة. وهنا أذكر أنّ علينا أن نكون واقعيين، فنطوي صفحة الماضي وننطلق نحو المستقبل. ونحن المدعوون لرعاية كنائسنا وطوائفنا وجماعات المؤمنين اللائذين بنا، علينا أن نعطي هذا الشعب نفحة أمل ورجاء بالمستقبل".

    وأردف غبطة أبينا البطريرك: "أسأل الله تعالى أن يذكّرنا بواجباتنا إن كانت روحية أو راعوية، توجيهية واجتماعية، فنعرف ونتشجّع وننسى ما خلّفه لنا الماضي من مآسٍ، ونتطلّع نحو المستقبل. وبهذا نعرف كيف نحلّ قضية إخوتنا النازحين السوريين، كما إخوتنا اللاجئين الفلسطينيين، وأن نرافقهم في مسيرة تحرير الفكر الديني ومواجهة العنف السياسي والعسكري اللذين هما من ثمرة مرض التصلّب والتعلّق بالماضي".

    وختم غبطة أبينا البطريرك كلمته قائلاً: "علينا أن نشجّع أبناءنا وبناتنا المواطنين للتطلُّع نحو المستقبل، فنكون مشاركين في نفحهم، والشباب منهم بشكل خاص، بالأمل بأنّ لبنان كان وسيبقى دوماً وطناً حضارياً لشعبه ولمنطقته وللعالم".

    كما شارك في لقاء القمّة رؤساء الكنائس في لبنان وممثّليهم، وهم: أصحاب الغبطة والنيافة والسيادة: الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، يوحنّا العاشر اليازجي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك، آرام الأول كيشيشيان كاثوليكوس بيت كيليكيا الكبير للأرمن الأرثوذكس، وكريكور بيدروس العشرون كبرويان بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك، مار ثيوفيلوس جورج صليبا مطران جبل لبنان وطرابلس ممثّلاً صاحب القداسة مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، والقسّ جوزف قصّاب رئيس المجمع الأعلى للطائفة الإنجيلية في سوريا ولبنان، وعدد من الأساقفة والكهنة من مختلف الكنائس. وقد رافق غبطةَ أبينا البطريرك، الأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية.

    كما شارك رؤساء الطوائف الإسلامية أو ممثّلوهم، وهم: أصحاب السماحة: الشيخ عبد اللطيف دريان مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ أحمد الخطيب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ممثّلاً رئيس المجلس الشيخ عبد الأمير قبلان، ونائب رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ محمّد خضر، وعدد من المشايخ. إلى جانب أعضاء لجنة الحوار المسيحي – الإسلامي في لبنان.

    وكانت كلمات لرؤساء الطوائف أو ممثّليهم شدّدت على أهمّية العيش المشترك المسيحي – الإسلامي في لبنان كسدّ منيع يحمي الوطن من كلّ خطر وصعوبة، وكذلك حتمية الشراكة والمحبّة والإحترام المتبادل بين جميع مكوّنات الوطن، خاصّةً في هذه الأيّام العصيبة حيث تعاني منطقة الشرق الأوسط من الأزمات والصراعات.

    وصدر عن القمّة بياناً ختامياً أكّد على "التمسّك بالثوابت التي أرساها الدستور وأجمع عليها اللبنانيون"، داعياً "المسؤولين في مواقعهم والقيادات السياسية والمجتمع الأهلي إلى حفظ هذه الثوابت في هذه المرحلة التاريخية الفاصلة، ترسيخاً لوحدة لبنان وسلامته ورسالته في الأخوّة الإنسانية والعيش المشترك"، مشيراً إلى أنّ "أيّ إساءة للعيش المشترك في أيّ منطقة من لبنان وبخاصة في الجبل، هي إساءة إلى لبنان الفكرة والرسالة، وتعرِّض حاضره ومستقبله للأخطار والأزمات، وإنّ إطلاق وصف الـ "كنز" على مصالحة الجبل التاريخية هو أبلغ تعبير عن أهمّيتها في أبعادها الوطنية والمعنوية والميثاقية والمستقبلية، وهو كنزٌ برسم الوطن من أقصاه إلى أقصاه".

 

إضغط للطباعة