الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس في كنيسة سيّدة حضور الله، باريس – فرنسا

 
 

    في تمام الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم الجمعة ١٠ أيّار ٢٠١٩، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي على مذبح كنيسة سيّدة حضور الله Notre Dame de la Présence de Dieu، وهي كنيسة ضمن أبرشية باريس اللاتينية، وذلك في مدينة باريس - فرنسا، يعاونه الأب إيلي وردة كاهن رعية مار أفرام السرياني في باريس، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية.

    تميّز هذا القداس الذي أقامه غبطته بحسب الطقس السرياني الأنطاكي وباللغتين السريانية والفرنسية، بالترانيم الروحية العذبة التي أدّتها الأخوات الراهبات من رهبانية بيت لحم اللاتينية واللواتي إلى رهبانيتهنّ تعود هذه الكنيسة.

    في موعظته بعد الإنجيل المقدس، وجّه غبطة أبينا البطريرك الشكر للأخوات الراهبات لدعوتهنّ إيّاه للاحتفال بهذا القداس، منوّهاً إلى أنّ الكنيسة السريانية هي الكنيسة التي حافظت على اللغة السريانية والتراث السرياني الأنطاكي منذ عهد الرسل، فاللغة السريانية تقدّست بفم الرب يسوع ووالدته مريم العذراء ورسله الأطهار الذين تكلّموا بها، لافتاً إلى أنه من أنطاكية انطلق بطرس وبولس بالبشارة، وفي أنطاكية دُعي تلاميذ المسيح مسيحيين أولاً، وأنّ بولس اهتدى إلى المسيحية على طريق دمشق، بعد أن كان شاول مضطهداً للمسيحية، فأضحى بولس رسولاً للأمم واعتمد.

    وتحدّث غبطته عن سرّ القربان المقدس، سرّ جسد الرب يسوع ودمه، هذا السرّ الذي سيعطيه يسوع لأحبّائه عربوناً للفداء والخلاص، إذ يقول "من يأكل جسدي ويشرب دمي، فله الحياة الأبدية"، مشيراً إلى أنّ الرسل بالتأكيد لم يتمكّنوا من فهم هذا السرّ في البداية، لكنّهم رويداً رويداً، وبهدي الروح القدس، آمنوا أنّ يسوع أحبّ العالم ووهبهم ذاته.

    ونوّه غبطته إلى أنّ حياتنا هي سرّ، ونحن لا نستطيع أن نفهم سبب وجودنا على الأرض إن كنّا لا نقبل أن يتدخّل الله في حياتنا ويدعونا لاتّباعه وعيش علاقة محبّة عميقة معه.

    وأكّد غبطته على ضرورة أن نتابع الصلاة من أجل بعضنا البعض، وخاصةً من أجل باريس التي وقع فيها الحريق الرهيب لكاتدرائية نوتردام، ومن أجل كنيسة فرنسا كي تتجدّد دائماً بالروح، بقوّة الرب، وهي المعروفة بالإبنة البكر للكنيسة الجامعة، وكي تتابع مسيرة تقديم قديسين ومرسَلين يبشّرون الأمم بإله المحبّة والسلام، وبالإنجيل، وباحترام حقوق الإنسان، وبالأخوّة للجميع، تمجيداً للثالوث القدوس الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد، سائلاً شفاعة مريم العذراء، أمّنا السماوية، في هذا الشهر، شهر أيّار، الذي فيه تُسَرّ الكنيسة ويفرح المؤمنون بتكريمها وطلب شفاعتها، حتّى ننال جميعاً من الرب فيض عطاياه ومواهب روحه القدوس.

    وفي ختام القداس، منح غبطته البركة الختامية للمؤمنين ولعائلاتهم، متمنّياً للجميع الخير والبركة وغزير النِّعَم.

 

إضغط للطباعة