الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يقوم بزيارة رسولية أبوية إلى الرعية السريانية الكاثوليكية في مدينة بعشيقة، سهل نينوى، العراق

 
 

    ظهر يوم السبت ٢٩ كانون الأول ٢٠١٨، قام غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بزيارة رسولية أبوية هي الثانية لغبطته إلى الرعية السريانية الكاثوليكية في مدينة بعشيقة، سهل نينوى، العراق.

    رافق غبطتَه في هذه الزيارة صاحبا السيادة المطرانان: مار يوحنّا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل وكركوك وكوردستان، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والنائب البطريركي على البصرة والخليج العربي وأمين سرّ السينودس المقدس، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، والأب مجيد عطالله أمين سرّ مطرانية الموصل.

    استُقبِل غبطة أبينا البطريرك والوفد المرافق من جموع المؤمنين الغفيرة المحتشدة أمام الطريق المؤدّي إلى كنيسة مريم العذراء السريانية الكاثوليكية في بلدة بعشيقة، يتقدّم هذه الجموع الخوراسقف رزق الله السمعاني كاهن الرعية، والخوري أفرام الشماني كاهن رعية مار كوركيس السريانية الأرثوذكسية في بلدة بحزاني بسهل نينوى، والأبوان دانيال دانيال وبولس متّي كاهنا رعية مارت شموني السريانية الأرثوذكسية في مدينة بعشيقة، والمؤمنون من كنيستنا السريانية الكاثوليكية ومن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الشقيقة في هذه المدينة.

    كما شارك في الإستقبال سماحة الشيخ فاروق الشيخ خليل بيش إمام الإيزيديين في العراق والعالم، وسماحة الشيخ عزّ الدين محسن إمام جامع الفاروق في بلدة بعشيقة، كلٌّ على رأس وفد من طائفته، ومدير ناحية بعشيقة، والمسؤولون المدنيون والعسكريون في المنطقة.

    بدايةً، ألقى الخوراسقف رزق الله السمعاني كلمة رحّب فيها بغبطة أبينا البطريرك وبزيارته الرسولية الأبوية التي هي مبعث أمل ورجاء لأبناء مدينة بعشيقة الشاهدة للمحبّة والألفة والعيش الواحد بين أبنائها على اختلاف مكوّناتهم.

    وكانت كلمة لكلٍّ من ممثّل الطائفة الإيزيدية والمسلمين في المدينة، إذ عبّر كلٌّ منهما عن مشاعر المحبّة وصلات المودّة التي تجمع بين أبناء المدينة بروح قبول الآخر والإحترام المتبادل، معربَين عن الفرح باستقبال غبطته والترحيب به باسم جميع المواطنين في بعشيقة، مع الدعاء لغبطته بكلّ خير وصحّة وعافية.

    ثمّ وجّه غبطة أبينا البطريرك كلمة نوّه فيها إلى "أننا جئنا إلى مدينة بعشيقة، هذه المدينة المحبوبة، لكي نؤكّد لكم أننا قلبياً معكم، وأننا نشعر شعوركم، وسنبقى متضامنين معكم، وهذا هو وعدٌ له سبحانه وتعالى، لأننا كلّنا إخوة وأخوات باسمه تعالى"، شاكراً ممثّل كلٍّ من الإيزيديين والمسلمين في بعشيقة، على حضوره، وعلى الكلمة التي وجّهها للترحيب بغبطته، وشاكراً أيضاً حضور ممثّلي السلطات المدنية والعسكرية، والآباء الخوارنة والكهنة وجموع المؤمنين الحاضرين، من كنيستنا السريانية الكاثوليكية، ومن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الشقيقة.

    وأشار غبطته إلى "أننا قبل شهر بالتحديد كنّا مع إخوتنا البطاركة الكاثوليك، جئنا من لبنان وسوريا ومصر والقدس كي نعقد اجتماعنا في بغداد، وأتاحت لنا الفرصة للقاء فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء، وتداولنا مع كلٍّ منهما الحديث عن مستقبل العراق الغالي وشعبه. إننا نعيش في القرن الحادي والعشرين، ونحن مدعوون لنتابع عيش حضارة بلاد الرافدين، حضارة ما بين النهرين، هذه الحضارة الإنسانية بكلّ أبعادها، من محبّة وأخوّة واحترام الآخر مهما كان هذا الآخر كبيراً بالعدد أو صغيراً في المكوّنات، ونحن نفكّر ونأمل ونطالب أن يكون جميع العراقيين والعراقيات على قدم المساواة، وهذه هي دعوة ربّانية، لأننا كلّنا إخوة باسمه تعالى، وهو الخالق والمدبّر، والذي أوكل إلينا هذه الرسالة، رسالة المحبّة والأخوّة".

    وتابع غبطته: "أهنّئكم لهذه الروح الأخوية التي تجمعكم في هذه المدينة المحبوبة، وأنتم مثال ليس فقط بالتعايش، لكن بالعيش الحقيقي الأكيد، لأنّكم جميعاً مواطنون بالدرجة نفسها، لأنّكم أعضاء متشاركون في الإنسانية".

    واستذكر غبطته "بأسى ما جرى لمدينة بعشيقة ولكلّ البلدات والقرى المجاورة والمنطقة من اقتلاع لسكّانها من جذورهم، ومن تخويف وإرهاب وقتل وسبي باسم الذين يدّعون أنهم يمثّلونه تعالى"، ذاكراً "بشكل خاص إخواننا الإيزيديين الذين تألّموا وعانوا الكثير مثل المسيحيين والآخرين"، خاصّةً "ما عاناه الإيزيديون في جبل سنجار، والإيزيديات اللواتي كنّ رهائن وسُبينَ وقُتِلنَ. وفي الوقت ذاته، ونحن نعيش هذه الذكريات المريرة، نهنّئ هذه الطائفة لما قامت به من سُبُل الحوار البنّاء والدفاع عن الحقوق"، موجّهاً التهنئة أيضاً للسيّدة الإيزيدية ناديا مراد "التي حازت على جائزة نوبل للسلام، وهكذا مثّلت طائفتها ومثّلت الشعب العراقي وآماله وطموحه في مستقبل باهر".

    وختم غبطته كلمته سائلاً الله "أن يحفظكم دوماً في هذه الروح الطيّبة، وفي الصراحة البنّاءة والإنفتاح الأخوي، لأننا جميعنا سنُحاسَب، ليس على لوننا ولا لغتنا ولا طائفتنا ولا ديننا ولا قوميتنا، بل سنُحاسَب أمامه تعالى على أعمالنا الصالحة".

    وبعد أن أدّى غبطة أبينا البطريرك صلاة الشكر، ورنّم الكهنة والشمامسة والجوق باقةً من الترانيم الميلادية، منح غبطته البركة الأبوية للرعية وللمؤمنين المحتشدين.

    ثمّ استقبل غبطته الضيوف والمؤمنين في صالة الكنيسة وسط جوّ من الخشوع والفرح الروحي.

 

إضغط للطباعة